عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 2015-02-15, 02:43 PM
youssefnour youssefnour غير متواجد حالياً
عضو منكر للسنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-05-30
المكان: مصر/الأسكندريه
المشاركات: 586
افتراضي

الأخ الفاضل أبو أروي الأنصاري :
بحث ذو مجهود مشكور،،،، ولكن !!!!!!!!
أعتقد إنك ارتكبت بعض الأخطاء الجسيمة والتي لم تراعيها في بحثك الذي تعرضه علينا عن الناسخ والمنسوخ،،، وهذه الأخطاء تنسف كل البحث نسفا كاملا
وهذه الأخطاء سأفندها خطأ تلو الآخر ، حتى نتناقش في كل خطأ لنصل فيه إلي الحق إن شاء الله


الأخطاء هي
1/ لقد اعتبرت كلمة (آية) التي جاءت في سياق الآية (106) من سورة البقرة، تعني الجملة من السورة
وبذلك فسرت كلمة "آية" في قول الله تعالى :
مَا نَنْسَخْ مِنْ آَيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (106)البقرة
ما ننسخ من آية من "آيات القرآن", أو نمحها، نأت بآيات قرآنية خير منها أو مثلها !!!
وهذا التفسير لكلمة (آية) لا أعلم من أي مصدر سواء تشريعي مثل القرآن الكريم أو حتى لغوي من اللسان العربي فهمت إنها تعني الآية المزيلة برقم في القرآن الكريم
"الآية" في اللسان العربي : هي العلامة الظاهرة على شيء "محسوس"، أو الأمارة الدالة على أمر "معقول"، قال تعالى :
وَآَيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ (37)يس
وهي البرهان على صدق "النبوة"، وصدق البلاغ عن الله تعالى .
مثال ذلك : "آية" صالح، عليه السلام، " هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آَيَةً " (73)الأعراف


2/ كذلك لم ترد كلمة " آية " في السياق القرآني ، مفردة بمعني الجملة من السورة، المزيلة برقم عددي، أما عندما تأتي بمعني الجملة من السورة ، فإننا نراها تأتي بصيغة الجمع، كقوله تعالى :
الر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1)يوسف
وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ (59)القصص
فإذا استخدمت كلمة " آية " للتعبير عن الجملة من السورة المزيلة بعدد ، فلابد وأن يضاف إليها ما يفيد ذلك فيقال " الآية العاشرة" من سورة كذا


3/ أما تفسير كلمة "آية" التي جاءت في سياق الآية(106) من سورة البقرة ، فمن خلال السياق القرآني نجد أن هذه الآية الكريمة قد جاءت في وسط سياق يتحدث عن بني إسرائيل وموقفهم من رسل الله ، موسى ، وعيسى ، ومحمد ، عليهم السلام، وذلك من الآية [87] وحتى الآية [123]. فنسخ " الآية"، في هذا السياق ، له علاقة بشريعة الرسل السابقين، وموقف أتباعهم من شريعة الرسول الخاتم.


4/ مجيء كلمة "آية" هكذا مفردة في سياق الآية [106] يعني أن السياق يتحدث عن تأييد الله رسله بالبراهين الدالة على صدق نبوتهم.
فلا يشترط أن يؤيد الله تعالى رسله بآيات متحدة الصفات والخصائص، فهناك آيات حفظتها ذاكرة التاريخ، فعرفها الناس، وآيات أنساها الله ذاكرة التاريخ، فلم يعلم الناس عتها شيئا ، ولا عن أصحابها


5/ عندما نتدبر سياق الآيات من [98] وحتي الآية [105]، نجد أنه يتحدث عن موقف المشركين وأهل الكتاب من "القرآن" الذى أيد الله تعالى به رسوله الخاتم محمد، عليه السلام، وليس عن نسخ "جملة" من سورة بدليل قوله تعالى "نزله" أي القرآن ، ولم يقل "نزلها" أي الجملة القرآنية !!


6/ تعقب الآية [106] آيتان موجهتان إلي المسلمين، بألا يحذو حذو أهل الكتاب في طلب الآيات الحسية
أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (108)البقرة
إذن فعندما أتت الآية [106] في هذا السياق، لم تأت لإعلام المسلمين بأنها الدليل على وجود [الناسخ والمنسوخ] في القرآن، وإنما جاءت لبيان موقف أهل الكتاب من الرسول الخاتم و" آيته القرآنية " ، وهذا ما بينته الآية التالية :
وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (109)البقرة
فإذا نسخ الله تعالى " آية " رسول من الرسل، أو أنساها الناس، فإنه عز وجل إن لم يأتي بمثلها، من حيث قوة الحجة والبرهان، فستكون خيرا منها، وهذا ما أكده الله تعالى :
وَإِذَا بَدَّلْنَا آَيَةً مَكَانَ آَيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (101) قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (102)النحل


لقد جاءت " الآية القرآنية " ناسخة لكل الآيات ، والرسالات السابقة ومهيمنة عليها.
هذا هو ما أغفلته أيها الأخ الكريم في بحثك حول الناسخ والمنسوخ، وبذلك يصبح بحثك في حاجة ماسة لإعادة دراسة على ضوء مفهوم كلمة "آية"، سواء في اللسان العربي ، أو في القرآن الكريم
ملحوظة
مراجعي في الرد عليك كانت
1/ كتاب القرآن وآزمة التدبر
2/ المدخل الفطري إلي التوحيد
والكتابين للعالم الإسلامي (محمد السعيد مشتهري)
تحياتي وأنتظر ردكم الكريم إن شاء الله ، حتى ننتقل إلي نقطة أخري في بحثكم المتقدم .
هداك الله وهدانا إلي صراطه المستقيم





رد مع اقتباس