الموضوع: المهزلة
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2019-08-18, 01:24 PM
أبو عبيدة أمارة أبو عبيدة أمارة غير متواجد حالياً
مشرف قسم حوار الملاحدة
 
تاريخ التسجيل: 2013-07-20
المكان: بيت المقدس
المشاركات: 6,025
افتراضي المهزلة

قال قائد المدرعة وصاحب النجوم المرصعة
رب قد هان عليه شيء من الوطن أو من القيم المقدرة
أو تغاضى عن بعض مكارم مُرفَّعة
رب قد غره تدليسات قوم أو تبريرات كاذبة خادعة
أو رب قد فتنهم منصب من العسكرة
أو من كومة سلاح غادرة أصمة
رب قد قال الصواب في السيف أو في القتل أو في المصرعا
رب الصواب عنده أن يكون في كل بيت مأتمة
----

بربكم أتستهينون بنفوس أبية صادقة
أتستهينون بمطالب طيبة خلوقة رافعة
وهي لكل الوطن خير ومِنعة
وترجو للجميع الكرامة والخير والعدل والسؤددا
أم هانت عليكم نفوس أبية أو خلوقة ورعة
أم المنطق الأعوج أن تبتهي في البذلة العسكرية والنِجوم المعلقة
ولا عبرة لآمال بشر حدبهم الحق ورد المظلمة
وهل غرور الباغي كم تحرز من قذيفة مهلكة
أو كم تملك من طلقة قد يكون فيها مقتلة
أو تباهى بمال من الشعب تباهى بمجنزرة مدرعة
أو تقوم بمجزرة مروعة

--------------

يا ويح من ضاعت منه المروءة
أو قد فقد من بين جنبيه المرجلة
أتحسبون الاستقواء على الضعفاء مأسدة ؟!
ويا ويح من يكون على الضعفاء أسدٌ
وأمام العدو يكون حَمَلٌ في فمه مَرْضَعَة
أو يكون أمام الشامت في الأمة المحتسبة فتى نبيل
وللشامت يقول : سيدي هل من خدمة مقدمة ؟؟؟
ورُبَّ من ظن أن ضرب النعل فوق الحصى والبذلة العسكرية هي مخيلة
أغرّ الظلمة الأماني الوضيعة وتزيين الظلم والمفسدة
عجبا أمن آمال الجياع تتيهون على دماء مهدرة ؟!
أو من كدح الأحرار تصوغون مجزرة ؟!
...............................
عجبا كم من الحجج الخرقاء صنعتم مهزلة ؟!
كم من الكذب والافتراء صنعتم جبلا مُرَدَّما
أم وجدتم من البشر ناس هم للباطل برذعة ؟
أم وجدتم مشايخ يخنعون للباطل ويمجدون ظلما وخبثا أرعنا
أم قد وجدتم ناس يطمرون رؤوسهم في الكذب والمنطق الأعمى
ويقولون مفاهيمنا ملمعة !
يقولون : نحن في الدنى أناس محترمة
ويقولون : ننأى بتكبرنا حتى عن كل قطرة دم أريقت ظلما وهضما
أهدرت وسفكت وهي إلى الله مظلومة مشتكية
ويتعامون عن المظلمة
ويقولون أنهم في هيأتهم "المبجلةّ!"
وفي منطقهم المتعالي يأبونى أن يروا الحقيقة المرة

والاستبداد الأعوجا
.......
لم تنتهي بعد فصول المهزلة
فالوقائع المؤسفة المفجعة تقول :
والحقيقة المرة المحزنة المؤسفة تقول :
متى ما سيرقى المسلم بخلق رفيع ورشد ومرحمة
ويرقى إلى بِرٍ وخير وكرامة وسؤددا
ويرقى ولكل للمسلمين خيرا كرامة وشهامة وعزا
ويكون لكل العالمين سعة وإنصاف ومكرمة وعدلا ورحما
فتبدأ فصول المهزلة
المهزلة اللئيمة المدبرة مسبقا وسرا وعلنا
كما الذئب اللئيم يسوق للأسد الوادع التهم المختلقة
أو كما الذئب اللئيم يرمي الحملان البريئة تهما ملفقة
أو كمن يتباهى ببطش بغيض على أناس أعزّلة
أو كمن يسرق لقم الجياع ويستأسد على أناس لحقوقها مطالبة !
أو على مساكين يكون بطلا بقذائف ومدرعة !
يا ويح الرجولة
أخيبتم من رجاكم للحمى شهامة ودرعا
ورجاكم للرجولة مفخرة
أعلى من اغرورقت بعرقهم ودمعهم ودمهم الأرض تعتدون
وعلى من غدت الأرض من نضالهم وكدحهم وصبرهم مشرقة
وقد كدّوا وكافحوا كي يكون ابن الوطن في خير ومنعة !!
أمن الرجولة : أن تتباهى بالحديد والنار على شعب أعزلا ؟؟!!
أمن الرشد : أن تكون أمام الصديق فاتكا وأمام العدى صرت قوى مهترئة
أم تستأسدون على المستضعفين ؟! ولا ترقبون في ضعيف إلا ولا ذمة ؟!!
بربكم أليس من لحظة خجلة ؟؟!!
.........
ولم تنتهي بعد فصول المهزلة
خيوط المهزلة نُسجت منذ عهود وعهود
في أوكار مترقِّين هم للشيطان سدنة
خيوط المهزلة منسوجة من يوم أعمى الحقد
أعمى أفهامٍ وقلوبٍ مستكبرة
فصول المهزلة لم تبدأ اليوم
ولا يوم اختارت شعوب العُرب ناس مؤمنة
فصول المهزلة بدأت يوم أن الرأس في الغرب مختالا
وفي المشرق الذيل مُلوِّحا
فصول المهزلة قديمة
منذ أراد الظالم والجشع سلب الجياع اللقما
والمهزلة دائما في استعداد ومتأهبة
فلما ثار المقهورون قال الماكر اجعلوا السيف قلما
ومتى نضج مكرنا وصار الحمقى عمي والحمق ديدنا
أرخوا ألسيف من غمده واضربوا الجمع الكريم الجحفلا
....

خابوا وما كان إلا العار لهم موطنا
وما كان مسعاهم إلا خيبة وفشلا
وما علموا أن الله يسمع ويرى
وما علموا أن الله يملي للظالم فإذا أخذه لم يفلته وقد هوى !
وما علموا أيضا أن الكرام الأبيون
لا ينطلي عليهم لا خائن ولا جاهل ولا أرعنا !
..........
ولم تنتهي بعد فصول المهزلة
ففي فصول المهزلة ناس رب مغررة
أو رب قلوب للحقيقة منكرة
ورب ذئب ماكر يتلفع في وطنية كاذبة
ورب في مكائد ورب في ممانعة مصطنعة
رب قال ليس للمواطن أن يرفع رأسه لينظر إلى السما
فرب في السما ما لا يحق للمواطن أن يرى
يريد الشعب قطيعا خانعا

فليس للمواطن إلا أن يقول لكل شيء سمعا وطاعة
فعنده ليس يضر المواطن ولو كان للكذب والتدليس خانعا
فأما ساسة التحليل وأرباب الفهم والرؤى
قالوا عن التظلم والحقوق والآسى
قالوا مؤامرة عالمية ومفسدة كبرى
وهم للحقيقة طمس ودجى
ومن أبراجهم العاجية وقصورهم الوردية
قالوا في المثل والحكم فنونا
قالوا إن المقتول مجرم والجلاد هو المظلوما
واليوم ، اليوم إكتملت حلقة من المهزلة !!!
فقد أصبح رضع وعجائز ومساكين من السم في مقتلة
وأصبحت أجساد غضة بلا حراك مجندلة
والقتيل هو المذنب ، والقتيل هو للشر قد فعلا
وللعجيب أن في المكان من خبراء في أسلحة محرمة
لكني لا أعلم كيف سيكون ثوب المهزلة
.........
وبعد فقد قالوا في المهزلة
عندما يأتي صندوق الاقتراع بما يشتهي الناس من العدل والمرحمة
فالصناديق تكون مهزلة
والعبرة تكون للشارع وللجهل المقننا
وغوغاء الشارع عندما تضج وتضخّم تصير على الشاشة وللمدلسين مغنما
ويصير من قد تباهى برُقيّه وبالصناديق فقد صار بالشارع يستشهدا
أونسي الحساب والصوت النزيه
وصار عنده المكر والإفك هو المقررا
واعجبا رب قد أضحكوا في غباء رب أضحكوا
حتى الحيوان الأعجم صار من فعالهم مستغربا
يا أصحاب العقول نسألكم : هل العقل موجود أم هو مغيبا ؟!
...............
ونقول للحق –والله- وللمرشدة
ألم تتعظ الضمائر يوما أن الظلم والافتراء وهضم الحقوق منكرا مُضرا
ألم يصح الضمير يوما ويرى الحقيقة والقهر والمر والأسى
ألم يرعكم أنكم يوما كنتم بالإسلام الحنيف والمكارم قمما
أما راعكم أنكم غدا ستقفون بين يدي من يعلم السر وأخفى
ألا ترون أن مليككم وضعكم في رغد وهنا
ماذا ستقولون للقاهر غدا
كنا يا رب نريد خيرا ، أم على الله كذبا !!
يا من بسط له المليك العفو والخير والرغد
وبسط له المليك كل يوم يدا للتوبة ، وللصفح للتائب جعل بابا مشرعا
من سينفعك يا بن آدم إذا لقيت الله ولست من كل الأخطاء والذنوب كنت تائبا ونادما ؟!
فانظر للحق وللحقيقة ولا تكن عن الزلل متعاميا
أتدوم العافية والشباب والصبا ؟!
أم تدوم النعم والمنح والعطايا والمننا؟!
أم أن الله يغفل عن فعال الشر والسوء وعمن كان للعدل جافيا ؟!
وأليس يا إنسان من لحظة تفكرٍ وصدق وتمعنا
وتكون فيها مع الحق والحقيقة منصفا وعونا
قل لي بربك إن لم تجد في الخل الوفي والأخ الأمين أنيس ؟!!...
أيطيب العيش دون القريب ودون الأخ الحبيب ودون القمما !!
أم يطيب لك ود من يريد لك الردى
وتطرب نفسه للقتل والدمار والتهميش الأضل الأعمى
يا بن وطن ألا يطيب لك ود القريب وبِرّ مغلوبين وعُجَّزٍ وهم لله تضرعا
وقد رجوا في ابن الوطن وجيشه المودة والإخاء والترحما
أتخونون ثقة وأمانة أنتم عنها مسئولون غدا
لا تقولوا ألبسنا الضمائر وشاح ثخين أسودا
أروا الضمائر النور وقولوا عسى أن ترى حقا أصيلا مسعدا
وترى حقيقة الخير والمجد الأتلدا
راجعوا النفوس وقولوا
أيجوز الكذب والتجني والضلال والإفك والحقد الأعمى
قولوا بربكم أيجوز قتل المكلومين وهم للحق طُلّبا
أيجوز قتل الساجدين أو المصلين والركّعا
أم يجوز قتل من هم لله عابدين وضرعا
ماذا ستقولون للمليك غدا
أيجوز قتل مأسور ومستأمن أو مغلوب قد وعد أمنا
يا بن الوطن راجع النفس رب لن تجد من يعذرك غدا

آخر تعديل بواسطة أبو عبيدة أمارة ، 2019-08-23 الساعة 08:10 PM
رد مع اقتباس