عرض مشاركة واحدة
  #46  
قديم 2009-04-17, 04:40 AM
حفيدة الفاروق عمر حفيدة الفاروق عمر غير متواجد حالياً
مشرفة منتدى الحوار
مع الفرق الإسلامية
 
تاريخ التسجيل: 2009-03-15
المشاركات: 210
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وسام الدين اسحق مشاهدة المشاركة


الأخت الكريمة حفيدة الفاروق عمر, أدامك الله
سأتناول أسئلتك سؤالا تلو الآخر حتى لانضيع عن الموضوع ولا نسهى إن شاء الله تعالى :
1- لماذا برايك لم يذكر الله تعالى انه عادل هل بناء على تعريفك انه ليس العدل من صفاته ولايمكن ان نصفه بها لانها تخالف الواقع ؟

جواباً على سؤالك هذا هو التالي :
إن الله بدأ بالعدل في المستقر الأول (عالم الشجرة), وهو قائم بالقسط في المستقر الثاني (أي في عالم الدنيا) وسيقوم بالقسط أيضاً في المستقر الثالث (أي عالم الثواب والعقاب).

2- وهل الانسان قد يكون اعدل من الله لذلك امره الله تعالى بلعدل ؟
لا الإنسان في المستقر الأول لا يمكن أن يكون أعدل من الله, ولكن الإنسان في المستقر الثاني والثالث مأمور بالعدل على حسب إستطاعة, فالله لم يفرض العدل علينا في كل الأمور, والله يعلم أن الإنسان لن يستطيع أن يقوم به في كثير من الأمور وخصوصاً بين أولاده وأولاد نساءه, أو بين النساء, أو بين أفرد عائلتك وأفراد عوائل قبيلتك, علماً أن الله تعالى قال :
( واذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى)6/152

والله الذي يعاقب العصاة هنا في عالم المستقر الثاني لم يصف ذاته بالعادل لهذا السبب.
وإن وصف ذاته بالعادل فكيف نقرأ هذه الآيات إذاً :
(اذ قال الله يا عيسى اني متوفيك ورافعك الي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا الى يوم القيامة ثم الي مرجعكم فاحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون ) 3/55
(وهو الذي جعلكم خلائف الارض ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم في ما اتاكم ان ربك سريع العقاب وانه لغفور رحيم )6/165
(اهم يقسمون رحمة ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ورحمت ربك خير مما يجمعون )43/32
(الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما انفقوا من اموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن فان اطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا ان الله كان عليا كبيرا )4/34


3- ولان ذلك لايستقيم مع الواقع وهذا مامنعه ان يذكرها لنفسه سبحانه ؟

لا لأن هذا لا يستقيم في واقع المستقر الثاني, المكان الذي طرد إليه الإنسان بسبب ظلمه لنفسه فابتلاه الله فيه بالجوع والشقاء والعطش والعري, ولكن بقسط ما بعده قسط, كل على حسب ما يستحق..

4- ثانيا -انت تبني على اسس خاطئة واسمح لي فعلا ان اوضح لك تناقضك انت تقول هل تستوي عقوبة من غش في الحليب كعقوبة من قتل بلدا كاملا كلعراق مثلا وانا اقول لك القتل الله تعالى تكلم عنه انه من الاثام التي لايغفرها الله تعالى ان كانت عمدا والغش في الحليب في تصورك اخف ضررا وعقوبة لانه لم يرد فييه حد الا انه لو تجاوز وكان سببا في قتل من غشه فهونفسه القتل اليس كذلك ؟

إن مثالك غير صحيح إلا في حالة أن الغش وصل إلى حالة القتل, كما ترغبين أنت أن تفرضيه فالإنسان الذي يغش في زيادة الماء في الحليب لن يقتل أحداً أساساً. اما من يغش في الدواء فهذا أعظم وأكبر كما ترين, فلا تحاولي التلاعب بألفاظ مثالي لذي طرحته عليك لترفعيه إلى الحد الأعلى له ومن ثم تساويه بجريمة القتل, لأن الله حرم الغش أساساً وإن لم يؤذي أحد كمن يغش في الذهب والفضة مثلاً أما من يغش في الحديد في تسليح سقف المنزل, فسقط السقف وقتل العائلة فهذا مجرم, والله سيحاسبة بالقسط على عملة.
5- اذن خلاصة مااريد ان اصل اليه ان القسط الذي تقول عنه هو اعطاء كل ذي حق حقه هو نفسه العدل لان الله تعالى كان عادلا في حكمه على خطا الانسان وارتكابه للمعصية وكان عدله بانه وضح الحد لكل اثم وتعدي على اخر متعمدا .
لا هذا ليس صيحاً لأنه لو أراد الله أن يعدل في العقاب لعاقب الجميع عقاب واحد, ولما ذكر لنا حبة الخردل وكل همزة ولمزة يقوم بها الإنسان وسيحاسب عليها, ولقال لنا إن فعلتم هذا ذهبتم إلى كوكب الشمس جميعكم وأحرقتكم كلكم بذات النار.


وشكراً لك ولحوارك الراقي , وأنا آسف لأني لم أسرد الموضوع مفصلاً هكذا من أول مرة, وظننت أنك ترغبين بمعرفة الفرق بين العدل والقسط.
والفرق بينهما كما رأيت في الآية التي تكلمت عنهما مجتمعين في ذات الآية.
حيث قال الله تعالى :
(وان خفتم الا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فان خفتم الا تعدلوا فواحدة او ما ملكت ايمانكم ذلك ادنى الا تعولوا )4/3

أي إن لم تستطع أيها الإنسان أن تعامل اليتامى من أبناء الأرامل كل واحد على حدى أي إن وجدت أن هذا الطفل مثلاً ضعيف في مادة الفيزياء وإبنك أنت ضعيف في مادة الرياضيات, فقلت في نفسك أنك ترغب بتوظيف إستاذ لتعليم إبنك أنت ومنعت ذلك عن إبن زوجتك يكون هذا خارجا عن العدل لأنك لم تساوي بينهم.
أما القسط, فهو التالي :
إبني لا يرغب بالدراسة
إبن زوجتي يرغب بالدراسة
ظروفي المادية تساعدني أن أستأجر أستاذ واحد فقط, فمن القسط أن آت بإستاذ الفيزياء لإبن زوجتي, ومن العدل أن ألغي الموضوع كله وأصرف النظر عن الإستاذ.

وانت هنا اتيت لنا بمثال عن العقوبة وانها تعطى لمن يستحقها وهذا قمة العدل والانصاف.
لا يا أختي هذا قمة القسط, أما العدل هو تساوي العقوبة على الجميع.

6- هل تستطيع ان تعطيني مبررا لماذا الله تعالى لم يجعل من القسط في الحسنات كما جعلها في العقوبات لماذا الله لم يعطي الفقير مثل الغني طالما انه لم يظلم احدا؟

لأن الإنسان هنا في المستقر الثاني هو في حالة عقوبة من عصيانه الذي ارتكبه في المستقر الأول.

وهل على كلامك بلقسط فقط اعطاءكل ذي حق حقه ان الفقير كان يستحق ان يكون فقيرا لذلك قسط الله معه ولم يظلمه فكان يستحق ذلك بينما غيره استحق ان يكون اكثر منه وماالميزان في التفاضل ؟؟

عزيزتي حفيدة الفاروق عمر الكريمة إن اللغة العربية بالنسبة لي هي لغتي الثانية وليست الأولى, ولقد حاولت أن أفهم سؤالك هنا ولكني فشلت, فأنا أطلب منك أن تبسطيه علي قليلاً لأنني لم أفهمه.

ولقد حاولت أن أجزء السؤال على الشكل التالي :
ان الفقير كان يستحق ان يكون فقيرا لذلك قسط الله معه ولم يظلمه فكان يستحق ذلك بينما غيره استحق ان يكون اكثر منه ؟

ولأجيب على هذا السؤال :

إن ولادة الإنسان في عائلة فقيرة أو أي حالة يمكن أن تتخيليها من مرض أو جوع أو شقاء أو رخاء هو من القسط الذي يستحقه هذا الإنسان.

أما ما يفعله هذا الإنسان من تغيير بذاته من أجل تحسين وضعه فهو عائد له لهذا لا يغيره الله إن لم يحسن الإنسان من ذاته, أما نقطة البداية فهي قسط وليست عدل.

أما موضوع التفاضل والميزان فأرجو منك أن تبسطي الأمر علي أكثر.

والسلام عيك ورحمة الله وبركاته.

أخوك وسام الدين اسحق<!-- / message -->



اشكرك على ردك واتمنى من الله ان يثمر حوارنا بثمرة مباركة وسابسط لك الاسئلة ان شاء الله تعالى
رغم اني احاورك بكل بساطة ولااتكلف في حواري معك ابدا

وساعطيك جواب مختصر ولعلي اكمل معك الموضوع غدا ان شاء الله تعالى


بلنسية للعقاب تقول لوكان الله تعالى عادلا لكان عاقب الناس بنفس العقاب
وانا اقول لك اخطات لوكان العقاب واحدا لايمكن ان يدل على العدل لوانه تساوى باختلاف الذنب وهذا مااردت ان اصل له بجوابك لي حيث انك علقت علي انه لايمكن ان تتساوى جريمة غش الحليب مع القتل
ولذلك الله تعالى حينما يعاقب على الحدود والاثام تكون العقوبة اكبر من صغائر الذنوب اليس كذلك
اذن هذا من العدل ان يكون العقاب مختلف باختلاف الذنب
لانه لوكان متساو في العقوبة لكان هذا من الظلم وهو ضد العدل


وتقول اننا في مرحلة الذنب بعد عصيان ادم لله فهو في مرحلة فقر وجوع وعري
وانا اقول لك ولكن ليس كل الناس في فقر وجوع وعري اليس كذلك فهناك الفقراء وهناك المنعمين مع ان اصلهم جميعا ادم الذي اخطا وقلت ان هذه المرحلة هي مرحلة عقاب للناس ولكن هل الكل متساو في الفقر طبعا لا
مارايك ؟
وماالذي كان يمنع الله تعالى من ان يكون عادلا كما تقول في المرحلة الثانية والثالثة مع اني فسرت لك ان الفقر ليس للكل في الدنيا اذن اين القسط في ان يكون فلان فقير والاخر غني ولم استخق هذا ان يكون في عائلة فقيرة والاخرى غنية ولم رفع درجات بعضهم فوق بعض وهذا ماقصدت به المفاضلة لماذا ؟ ان لم يكن هناك حكمة؟
ثم اين القسط في المرحلة الثالثة في ان يختلف العقاب وزعمك انه لوتساوى العقاب لكان هناك عدل بينما هو قمة الظلم بل العدل في العقاب على مايستخقه الانسان فقط .
ولي عودة باذن الله تعالى
رد مع اقتباس