[أبو جهاد الأنصاري]

قبل أن نتعرض للرد على هذا المقال يتوجب علينا أن نقدم بين يديه بالتعريف بمن هو عمر بن الخطاب رضى الله عنه وما هى فضائله. لأنها جزء لا يتجزأ عن هذا الرد. وما سأذكره هو معلوم من ديننا بالضرورة ولا يقبل الجدل ولا الطعن ولكن من المهم أن يذكر فى هذا المقام لأنه يشكل جزءاً من الرد.
فمن هو عمر بن الخطاب؟

هو من السابقين الأولين فى الإسلام ، هو الذى فرق الله به بين الحق الباطل ، وهو الذى تحولت به دعوة الإسلام من دعوة سرية مستضعفة إلى دعوة علنية جريئة وقوية ، وهو الذى لقبه النبى صلى الله عليه وسلم بالفاروق ، وهو الذى شهد به الإسلام يوم عز وكرامة ، يوم أعلن إسلامه ، وهو الذى وصفه النبى – صلى الله عليه وسلم – بأنه إذا سلك وادياً ، سلك الشيطان وادياً غيره ، وهو الذى وافق الوحى فى حوالى ستة عشر موضعاً ، وتردد القرآن على لسانه قبل أن ينزله الله ، وهو الذى كان يكثر النبى – صلى الله عليه وسلم – أن يقول عنه : ( خرجت أنا وأبى بكر وعمر ، ورجعت أنا وأبى بكر وعمر ) وهو صهر النبى – صلى الله عليه وسلم – وهو من المهاجرين الذين تركوا أموالهم وبيوتهم وهاجروا فى سبيل الله لنشر دعوة الإسلام حيث لم يكن هناك مسلم غيرهم على الأرض ، وهو الذى شهد كل المشاهد مع النبى – صلى الله عليه وسلم – كتفه بكتف نبيه – صلى الله عليه وسلم – ويده بيده ، وهو اصحب النبى – صلى الله عليه وسلم – ومستشاره ، وهو الذى أجاب النبى – صلى الله عليه وسلم – بنصف ماله عندما حث النبى – صلى الله عليه وسلم – على الصدقة وهو خليفة خليفته ، وهو الذى قال عنه أبو بكر : ( لئن سالنى ربى من تركت بعدك فساقول : تركت خيرهم لخيرهم) .

وهو من الذين قال الله فيهم : ( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً ) وهو من الذين حكم الله سبحانه بالكفر على المستهزئين بهم عندما قال : ( قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤن لا تعتذورا قد كفرتم بعد إيمانكم ).