عرض مشاركة واحدة
  #23  
قديم 2010-08-30, 07:32 PM
Nabil Nabil غير متواجد حالياً
مشرف قسم التاريخ الإسلامى
 
تاريخ التسجيل: 2009-08-07
المشاركات: 3,055
افتراضي سلسلة شهر القرآن/د.عائض القرني/مَا كَانَ حَدِيثا يُفْتَرَى

سلسلة شهر القرآن

مَا كَانَ حَدِيثا يُفْتَرَى

الدكتور عائض القرني

كتاب الله ليس حديثا يفترى، فما نظمه شاعر، ولا نفثه ساحر، ولا تفوه به كاهن، بل هو كلام الملك الحق المبين.

إن الأحاديث المفتراة متروكة لأساطين الأراجيف، ودهاقنة الزور، وأبطال الشائعات، وحملة الكذب، أما القرآن فهو الصدق كله، والحق أجمعه؛ لأن الله قاله، وجبريل حمله، ومحمدا أداه، تعالى الله وتقدس أن يكون كتابه مفترى، فهو أصدق القائلين، يقول الحق وهو يهدي سواء السبيل.

إن أهل الافتراء أصناف من البشر كتب الله عليهم الخذلان، منهم دجال مريب، يزرع الخرافات، وينشر الأكاذيب، ليصرف قلوب الناس إليه، ومنهم شاعر أفاك، يمدح بالباطل ويهجو الثوابت لينال الحظوة ويكسب المنزلة، ومنهم كاهن فاجر، يدعي علم الغيب، ويزعم معرفة المستقبل، ليروج بضاعته المزجاة، وكسبه الزائف على الخليقة.

أما هذا القرآن الذي طرق العالم، وهز القلوب وأذهل العقول، وأسكت الفصحاء، فشأن آخر، إنه فيض من الحقيقة، ونهر من النور، أنزله الحكيم الخبير تبيانا لكل شيء، فهو أحسن الحديث، أحسن القصص، وأجل المواعظ، وأصدق الكلام، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه؛ لأنه نزل لهداية القلوب، وتطهير السرائر، وعمارة الضمائر، فهو معصوم من الفرية، محفوظ من الكذب، منزه عن الزور.

إن الوحي المقدس محفوظ عن نسج الخيال، وتصوير الوهم، فلا يدخله الشك، ولا يتطرق إليه الاحتمال، ولا يمازجه الهزل؛ لأنه يقين في نقله، صادق في خبره، عادل في حكمه، وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا.

إن على من أعرض عن القرآن واستبدل به أقوال البشر وخيالاتهم وأوهامهم، أن يتوب إلى ربه من هذا المسلك المشين، والمذهب البشع، لأنه استبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير، فإذا لم تكن الحياة مع القرآن فمرحبا بالموت، وإذا لم يكن العيش مع هذا الوحي فأهلا بالمنية؛ لأنه ليس بعد الحق إلا الضلال.

يكفي القرآن شرفا، أنه ليس بحديث يفترى، ويكفي أحاديث السمر وروايات البشر من حياة الفانين، أنها ترهات؛ لأنها وهم بلا صحة، وخيال بلا حقيقة، وظل بلا صورة، فكان جزاؤها الإهمال والضياع والخمول، وكان حق القرآن الخلود والبقاء والذيوع

«فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْض».

منقول

يتبع
رد مع اقتباس