عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 2015-03-31, 08:06 PM
أبو عبيدة أمارة أبو عبيدة أمارة غير متواجد حالياً
مشرف قسم حوار الملاحدة
 
تاريخ التسجيل: 2013-07-20
المكان: بيت المقدس
المشاركات: 6,037
افتراضي



روى حديث عبد الله بن مسعود السابق كل من الإمامين البخاري ومسلم، ولكن رواية مسلم تزيد لفظ «في ذلك» في موضعين قبل لفظ «علقة» وقبل لفظ «مضغة» وهي زيادة صحيحة تعتبر كأنها من أصل المتن جمعاً بين الروايات.

وعلى هذا تكون الرواية التامة لألفاظ الحديث كما هي ثابتة في لفظ مسلم: «إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً، ثم يكون في ذلك علقة مثل ذلك ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك... الحديث»(18).

جمع الخلق، وبطن الأم، وأربعين يوما، فهو لفظ مجمل يحمل على اللفظ المبين للمقصود من اسم الإشارة في قوله، والذي يبين لنا ذلك حديث حذيفة الذي يمنع مضمونه أن يعود اسم الإشارة على الفترة الزمنية (أربعين يوماً) لأن النص المجمل يحمل على النص المبين حسب قواعد الأصوليين.

ولا يصح أن يعود اسم الإشارة على (بطن الأم) لأن تكراره في الحديث لا يفيد معنى جديداً فكأنه قال: (إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً ثم يكون في ذلك البطن علقة مثل ذلك ثم يكون في ذلك البطن مضغة مثل ذلك) وهذا التكرار للفظ البطن سيكون حشواً في الكلام يتعارض مع فصاحة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا كان اسم الإشارة في الحديث لا يصح إعادته إلى الأربعين يوماً ولا إلى بطن الأم فيتعين بناء على ذلك أن يعود اسم الإشارة في قوله «مثل ذلك» على جمع الخلق، لا على الأربعينات، وهو ما توصل إليه، وحققه أحد علماء المسلمين المشهورين -ابن الزملكاني- في القرن السابع الهجري.

واستنتج من ذلك أن النطفة والعلقة والمضغة تتم خلال الأربعين يوماً الأولى.

قال ابن الزملكاني: "وأما حديث البخاري فنُزِل على ذلك، إذ معنى يجمع في بطن أمه، أن يحكم ويتقن، ومنه رجل جميع أي مجتمع الخلق".