عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 2009-07-02, 09:50 PM
حفيدة الحميراء حفيدة الحميراء غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2008-11-30
المكان: مــصـــر مــقــبرة الـروافــض
المشاركات: 907
افتراضي

الوجه الخامس:

اضطراب مقالات القوم في كيفية الرؤية:

فلما اشتد الإنكار على هؤلاء القائلين برؤيته في الدنيا بعد وفاته يقظة لا مناماًاضطربت مقالاتهم في كيفية تلك الرؤيا فمنهم من أخذته العزة بالإثم فنفى الموت عن النبي بالكلية وزعم أن موته هو تستره عمن لا يفقه عن الله.

- ومنهم من زعم أنه يحضر كل مجلس أو مكان أراد بجسده وروحه
ويسير حيث شاء في أقطار الأرض في الملكوت وهو بهيئته التي كان عليها قبل وفاته.

عمر الفوتي "رماح حزب الرحيم" (1/210) بهامش "جواهر المعاني"[.

- ومنهم من زعم أن له مقدرة على التشكل والظهور في صور مشايخ الصوفية.

عبدالكريم الجيلي "الإنسان الكامل"(2/74-75)

وفريق لان بعض الشيء:

- فمنهم من زعم أن المراد برؤيته كذلك يقظة القلب لا يقظة الحواس الجسمانية.
الشعراني"الطبقات الكبرى" نقلاً عن محمد المغربي الشاذلي
- ومنهم من قال إن الاجتماع بالنبي يكون في حالة بين النائم واليقظان.

الشعراني "الطبقات الصغرى" (ص89)[.

- ومنهم من قال إن الذي يُرى هي روحه .

محمد علوي المالكي"الذخائر المحمدية" (ص259)
"القرب والتهاني في حضرة التداني شرح الصلوات"لفؤاد الفرشوطي (ص25).

وعليه فبعد أن ظهر تفرد تلك الروايةالتي استدل بها القوم عن روايات الجمهور
وتلك الاحتمالات التي تأولها أهل العلم في المراد بمعناهاوتلك الإشكالات والإنكارات
التي وردت على المعنى الذي قصده القوم واضطراب مقالاتهم في كيفية تلك الرؤيا
بلك ذلك يسقط استدلالهم بها

والقاعدة المشهورة في ذلك:

إذا ورد على الدليل الاحتمال بطل به الاستدلال)
انتهى كلام الشيخ الصادق بن محمد بن إبراهيم – جزاه الله خيراً-.

* * * *
كما رد الشيخ محمد أحمد لوح - حفظه الله - في كتابه العجاب

"تقديس الأشخاص في الفكر الصوفي"(2/39-52)

على من يستدل بقول النبي : من رآني في المنام فسيراني في اليقظة


على إمكانية رؤية النبي يقظة بقوله:

( أما رواية:

من رآني في المنام فسيراني في اليقظة لابد من إلقاء ضوء كاشف على الحديث
رواية ودراية حتى نعرف قدر هذا اللفظ الذي استدل به أولئك على إمكانية رؤية النبي في اليقظة:

1- أما الحديث فقد رواه اثنا عشر من أصحاب رسول الله أو يزيد
مما يدل على شيوعه واستفاضته.

2- أن ثمانية من أئمة الحديث المصنفين اهتموا بهذا الحديث فأخرجوه في كتبهم

مما يؤكد اهتمامهم به وفهمهم لمدلولهومع ذلك لم يبوب له أحد منهم بقوله مثلاً:

باب في إمكان رؤية النبي في اليقظةولو فهموا منه ذلك لبوبوا به أو بعضهم على الأقل لأنه أعظم من كل ما ترجموا به تلك الأبواب.

3- أن المواضع التي أخرجوا فيها هذا الحديث بلغ (44) موضعاً

ومع كثرة هذه المواضع

لم يرد في أي موضع لفظ " سيراني في اليقظة "
بالجزم إلا في إحدى روايات البخاري عن أبي هريرة.

أما بقية الروايات فألفاظها:

فقد رآني أو فقد رأى الحق أو فكأنما رآني في اليقظة
أو فسيراني في اليقظة أو فكأنما رآني في اليقظة بالشك.

وبالنظر في ألفاظ الحديث ورواياته

نجد ملاحظات على لفظ فسيراني في اليقظة

لا ريب أنها تقلل من قيمة الاستدلال بها وهذه الملاحظات هي:

أولاً:

أن البخاري أخرج الحديث في ستة مواضع من صحيحه:

ثلاثة منها من حديث أبي هريرة، وليس فيها لفظ فسيراني في اليقظة إلا في موضع واحد.

ثانياً:

أن كلا من مسلم (حديث رقم 2266)، وأبي داود (حديث رقم 5023)، و أحمد
(5/306)، أخرجوا الحديث بإسناد البخاري الذي فيه اللفظ المذكور بلفظ فسيراني في اليقظة.

أو لكأنما رآني في اليقظة

وهذا الشك من الراوي يدل على أن المحفوظ إنما هو لفظ :

فكأنما رآني أو فقد رآني لأن كلا منهما ورد في روايات كثيرة بالجزم وليس فيها شيء شك فيه الراوي.

وعند الترجيح ينبغي تقديم رواية الجزم على رواية الشك.

ثالثاً:

إذا علمنا أنه لم يرد عند مسلم ولا عند أبي داود غير رواية الشك

أدركنا مدى تدليس السيوطي حين قال في "تنوير الحلك":
(وتمسكت بالحديث الصحيح الوارد في ذلك:
أخرج البخاري ومسلم وأبو داود عن أبي هريرة قال: قال رسول الله :

من رآني في المنام فسيراني في اليقظة ولا يتمثل الشيطان بي )
فأوهم أن مسلماً وأبا داود أخرجا الحديث برواية الجزم وأغفل
جميع روايات البخاري الأخرى التي خلت من هذا اللفظ
.
رابعاً:

ذكر الحافظ ابن حجر في "الفتح" (12/400)

أنه وقع عند الإسماعيلي في الطريق المذكورة فقد رآني في اليقظة
بدل قوله: فسيراني .

وهذه الأمور مجتمعة تفيد شذوذ هذا اللفظ
ولعل الحافظ ابن حجر أشار إلى ذلك ضمناً حين قال:
(وشذ بعض الصالحين فزعم أنها تقع - يعني الرؤية- بعيني الرأس حقيقة).

ونقل عن المازري قولهإن كان المحفوظ فكأنما رآني في اليقظة فمعناه ظاهر).

هذا ما يتعلق بالحديث رواية

وإن تعجب فعجب استدلال هؤلاء بهذا اللفظ الشاذ
على تقرير إمكان رؤية النبي في اليقظة ووقوعها مع اتفاقهم على:

أن حديث الآحاد لا يحتج به في العقيدة.

أما ما يتعلق به دراية فنقول:

لو فرضنا أن هذا اللفظ فسيراني هو المحفوظ
فإن العلماء المحققين لم يحملوه على المعنى الذي حمله عليه الصوفية.

قال النووي في شرحه (15/26):
(فيه أقوال:أحدها: أن يراد به أهل عصره


ومعناه:

أن من رآه في النوم ولم يكن هاجر يوفقه الله للهجرة ورؤيته في اليقظة عياناً.

وثانيها:

أنه يرى تصديق تلك الرؤيا في اليقظة في الدار الآخرةلأنه يراه في الآخرة جميع أمته.


وثالثها:
أنه يراه في الآخرة رؤية خاصة في القرب منه وحصول شفاعته ونحو ذلك).

ونقل الحافظ ابن حجر هذه الأقوال

بعدما ذكر القول بحمله على الرؤية بالعين المجردة وحكم على القائلين به بالشذوذ.


وجملة القول

أن إدعاء إمكان رؤيته في اليقظة ووقوعهامذهب ضعيف مرجوح وذلك من وجوه:


الوجه الأول:

اختلاف القائلين به في المقصود بالرؤيةوهل هي رؤية لذاته على الحقيقة
أورؤية لمثال لها

نقله السيوطي في "نوير الحلك" ضمن "الحاوي للفتاوى" (2/263)

ثم قال:

(الذين رأيتهم من أرباب الأحوال يقولون بالثاني، وبه صرح الغزالي فقال: ليس المراد أنه يرى جسمه وبدنه بل يرى مثالاً له).

ثم نقل عن ابن العربي واستحسن قوله:

(رؤية النبي بصفته المعلومة إدراك على الحقيقة ورؤيته على غير صفته إدراك للمثال)
ثم قال السيوطي:

(ولا يمتنع رؤية ذاته الشريفة بجسده وروحه وذلك لأنه وسائر الأنبياء أحياء ردت إليهم أرواحهم بعد ما قبضوا وأذن لهم بالخروج من قبورهم والتصرف في الملكوت العلوي والسفلي)!!.

أقول:

إذا كان أرباب الأحوال الذين رآهم السيوطي - على كثرتهم -
يقولون إن النبي لا يرى بروحه وجسمه بل يرى مثال له فقط
فكيف يدافع السيوطي عنهم ويخالفهم في الوقت نفسه؟

الوجه الثاني:

أنهم اختلفوا أيضاً هل هذه الرؤية تكون بالقلب أو بالبصر؟
أشار السيوطي إلى ذلك ثم اضطرب اضطراياً شديداً

حين قال في نفس المصدر:

(أكثر ما تقع رؤية النبي في اليقظة بالقلب ثم يترقى إلى أن يرى بالبصر)
فإلى هنا يبدو أنه قصد الجمع بين القولين

ثم قال:

(لكن ليست الرؤية البصرية كالرؤية المتعارفة عند الناس من رؤية بعضهم لبعض
وإنما هي جمعية حالية وحالة برزخية وأمر وجداني …). [
__________________
وقال أبو الوفا بن عقيل رحمه الله:

انظر كيف اختار لمرضه بيت البنت، واختار لموضعه من الصلاة الأب، فما هذه الغفلة المستحوذة على قلوب الرافضة عن هذا الفضل والمنزلة التي لا تكاد تخفى عن البهيم فضلا عن الناطق.



و ما ضر المسك معاوية عطره
أن مات من شمه الزبال والجعل
رغم أنف من أبى

حوار هادئ مع الشيعة

اصبر قليلا فبعد العسر تيسير وكل امر له وقت وتدبير
رد مع اقتباس