الموضوع: خسرت حمر النعم
عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 2010-04-08, 09:48 AM
زينب من المغرب زينب من المغرب غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2009-08-14
المكان: tangier morocco
المشاركات: 1,013
افتراضي


كانت على جدران الحائط، لوحات معلقة واستغربت حين رفعت إليها بصري فهذه المرة لم تكن صورة مكبرة عن عين إنسان مع تفاصيل تركيبها التي يقف الإنسان أمامها وقفة المنبهر بخلق الله سبحانه.
تلك الصور التي تجعلك كمسلم تقف أمام ملاحدة العالم بشموخ وفخر ترفعك العزة بقرآن يتحداهم فيه خالقهم حيث يقول: ((هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ )) لقمان <11>.
أجل يا ((مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ))، قل لتلك الخلية الوحيدة أن تأتيك بعين كهذه وقلب كهذا وووو.
بئس العقل الذي يملي على صاحبه أن يستبدل الذي هو أعلم وأعلى بمن سواه تعالى الله عما يفعلون.
كانت اللوحات عبارة عن رسوم بسيطة. لبعض الواحات المغربية وبعض التشكيلات. أقول بسيطة وأنا التي لا أعرف ماذا يعني الرسم؟؟.ذاك الفن الذي لم أعرف كيفية الخوض فيه أبدا.
تذكرت طفولتي، وكيف كنت أكره الرسم بكل ما أحمل في جوارحي البريئة من شحنات الكره.
لا أذكر جيدا هل كان في السنة الرابعة أو الخامسة من سنوات دراستي الأولى، حيث كان ضمن البرنامج الدراسي حصة التربية الفنية(التي هي الرسم). وكان علينا أن نقلد بعض الصور عن رجال ذوي شعر أشعت وهم الكفار وآخرون حسن مظهرهم وهم المسلمون، لكن أنا التي تبدأ الرسم من القدمين إلى الأعلى، لم أنجح يوما في جعل ذاك الإنسان الذي أصور رجلا عاديا بل لا أدري ما الذي كان يحصل إذ كنت دائما حين أصل إلى الرأس أجد صورة كائن فضائي(نوع من الغباء الموروث من أفلام الكرتون عن وجود كائنات فضائية تريد السيطرة على الأرض ) تتجلى أمامي.
ثم أمسح الرسم وأعيد الكرة ونفس الشيء لا أدري، حتى تثقب الورقة من شدة المسح ولا يبرز المسلم ولا حتى الكافر على الورقة؟ كلها كائنات غريبة؛
في يوم الإمتحان، رسم المعلم لنا صورة قطة، وقال لنا ارسموا مثلها. ولكن لعلمه بمدى إستفحال عاهتي في الرسم، رسمها لي بنفسه وقال لي أنت فقط لونيها، فحملت القلم بكل ثقة ورسمت على ظهرها دوائر كثيرة ثم لونتها باللون البنفسجي. وحين نظر إلى الورقة قال لي يائسا متى رأيت قطة بلون بنفسجي؟؟.
صحيح أنا لم أر قطة حياتي كلها ولا حتى أنت بهذا اللون، ولكن ربما هو فن رسم الكائنات الفضائية متأصل في عروقي.
كنت أحسب أنني تخلصت من هذه العاهة ولكن في السنة الماضية كنت أحكي لإبني أختي عن قصة أفعى تريد أكل طائر على الشجرة وقلت سأرويها لهم خلال الرسم حتى يستأنسوا بالفكرة، وإذا بأحدهم يقول لي: عدلي هذا الرسم لماذا ترسمين بهذه السذاجة؛ عندها تأكدت أن عاهتي مستديمة ولا أمل لي.
مرت علي هذه الخواطر وأنا أنظر لتلك اللوحات الفارغة المعنى(أو لربما بالنسبة لي) ولكن حسنا ما معنى واحة وامرأة في خيمة بجانب رحى تديره ورجل يقف عند رأسها؟؟ وسط هذا الجو الكئيب؟؟
هل يمكن أن تنفس هذه الصورة عن مكلوم أو جريح أو متألم على عزيز؟؟
ربما هناك من تهرب بهم اللوحات إلى أماكن جميلة، لكن لا أعتقد أن المنتظرين سيستطيعون الفكاك من مصابهم للهرب في ثنايا هذه اللوحات.
كانت هذه جل معالم الغرفة.
ولكن لم أحدثكم عن المنتظرين التي ستكون إن شاء الله تعالى في بقية الحديث
رد مع اقتباس