عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2019-12-27, 06:07 PM
ايوب نصر ايوب نصر غير متواجد حالياً
مسئول الإشراف
 
تاريخ التسجيل: 2012-10-23
المشاركات: 4,818
افتراضي اصل الكون و النظريات الالحادية



ذهب الملاحدة ، في نظرياتهم حول نشاة الكون ، مذاهب مختلفة و فرق شتى ، حتى تمزقوا كل ممزق ، و تفرقوا في البلاد ايادي سبأ ، فمن التطور و النشوء الى الانفجار العظيم ، و بين هذا و ذاك جمع كثير .

لقد تتقطع الملاحدة مذاهب شتى في اصل نشاة الكون ، و ابتدعوا لذلك قوانينا و اصلوا له نظريات ، و جدوا جدهم في اثباتها ، واعطوا في ترويج لها جهدهم ، و حرصوا كل الحرص على دفع الاوساط و المجتمعات العلمية الى قبولها و اقرارها بصفتها نظريات علمية صحيحة ، و ليس همنا من وراء انشاء هذه المقالة ، بيان غلط القوم في نظرياتهم و اظهار لغطهم و تخبطهم فيها ، و لكن همنا هو اظهار جوانب اخرى يصح الاحتجاج بها و البناء عليها في معركتنا مع القوم .

ان اقوى تلك النظريات و اكثرها اتزانا ، لا تزيد على ان تكون اكثر تعقيدا و اصعب منالا من القول بوجود خالق ، لانها مهما احكمت فانها تبقى دون القول بوجود خالق ، و دعني اضرب لك مثالا بنظرية التطور و النشوء ، و نفترض، و على سبيل الجدل لا التسليم ، ان اصل النوع البشري يعود الى القردة ، فان هذا لا ينفي وجود خالق ، وخاصة اذا ما مددنا معهم الكلام على استقامته ، و هكذا هي كل النظريات التي جاءت في اصل نشاة الكون ، فانها مهما قويت و استحكمت ، فانها لا تزيد عن ان تكون تفسيرا للنشاة ، و لا تنفي وجود خالق، فضلا عن انها تبقى دون القول بوجود خالق و قاصرة عنه .

و دعني اخذ قليلا في ضرب الامثلة و اتوسع ، و احيلك على مقالة قديمة ، خط فقراتها ، قبل اربع سنوات ، هذا القلم الذي يكتب لك الان ، و قد سميتها ساعتها '' الانفجار العظيم قشة يتشبت بها الملحدون'' (1) ، و قد قلت في احدى فقراتها : '' الحوادث لابد لها من زمان و مكان ، و الانفجار العظيم او الكبير ، لا يمكن ان يكون الا بوجود حيز زماني و مكاني له ، لانه لا وجود للحوادث في العدم ، فالحوادث شيء ، و العدم لا ينتج عنه شيء ، و الشيء لا يكون نتاجا للعدم ، و هذا مما تهجم عليه العقول و لا تختلف فيه . و الانفجار العظيم عارض و حادث و ما كان حادثا و عارضا فانه لا ينسب اليه الوجود ، و ان الحوادث و العوارض لابد لها من زمان و محل تحدث فيه ، و ان الانفجار العظيم كان له حيز مكاني و زماني حدث فيه ، فما هي ماهية هذا الحيز ؟؟؟ '' انتهى
فانظر ما حدثك به من ان '' الانفجار العظيم او الكبير ، لا يمكن ان يكون الا بوجود حيز زماني و مكاني له '' ، فنظرية الانفجار في ازهى احوالها و اقوى حالاتها لا تزيد على ان تكون تفسيرا ضعيفا لبداية لنشاة الكون ، فضلا على ان تنفي وجود خالق للكون .
و هكذا تبقى الفرضيات الفلسفية و النظريات العلمية ، مهما بلغت من القوة و اوتيت من اسباب الاستحكام ، دون القول بوجود خالق .

هذا و ان النظريات العلمية ، لم تثبت يوما على حال ، فهي تتغير بتغير الازمنة ، و ذلك ان العلوم نسبية متغيرة ، و قد ظهرت عبر قرون متطاولة ، و ازمنة ضاربة في في القدم ، نظريات عديد ةلاصل النشاة ، ثم اندثرت في مزابل التاريخ ، و عاش القول بوجود خالق على طول المدى ثابتا لا يتغير ، فلم يستطع احد رده او تفنيده ، و هنا يرد على بالي و يخطر على قلبي سؤال : ايهما اولى بالرجوع اليه و التحاكم : الثابت ام المتغير ؟؟؟

*************
(1) االيك رابطها اذا اردت الرجوع اليها
https://www.ansarsunna.com/vb/showthread.php?t=74370

كتب : الجمعة 1 جمادى الاولى 1441 (27/12/2019)
__________________
( فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ) الكهف 6

كل العلوم سوى القرآن مشغلة ..... إلا الحديث وعلم الفقه في الدين
العلم ما كان فيه قال حدثنا ..... وما سوى ذاك وسواس الشياطين
رد مع اقتباس