عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2009-05-12, 11:54 PM
ساقي العطاشى ساقي العطاشى غير متواجد حالياً
عضو جديد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2009-04-30
المشاركات: 17
افتراضي أبا بكر يغصب حق فاطمة و.....

قال فاطمة بنت محمد في خطبتها لأبي بكر : تسرون حسوا في ارتغاء وتمشون لأهله وولده في الخمر والضراء ، ونصبر منكم على مثل حز المدى ووخز السنان في الحشى ، وأنتم الآن تزعمون لا إرث لنا أفحكم الجاهلية تبغون ؟ ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون ؟ أفلا تعلمون ؟ بلى قد تجلى لكم كالشمس الضاحية أني ابنته ، أيها المسلمون !! أأغلب على إرثي.
يا بن أبي قحافة ! أفي كتاب الله أن ترث أباك ولا أرث أبي لقد جئت شيئا فريا أفعلى عمد تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم ؟ إذ يقول (
وورث سليمان داوود ) وقال فيما اقتص من خبر زكريا ـ إذ قال ( فهب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب ) وقال ( وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله ) وقال ( إن ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف حقا على المتقين ) وزعمتم أن لا حظوة لي ولا إرث من أبي أفخصكم الله بآية أخرج أبي منها ؟ أم تقولون إنا أهل ملتين لا يتوارثان ؟ أولست أنا وأبي من أهل ملة واحدة ؟ أم أنتم أعلم بخصوص القرآن وعمومه من أبي وابن عمي ؟ فدونكها مخطومة مرحولة تلقاك يوم حشرك. نعم الحكم الله والزعيم محمد والموعد القيامة وعند الساعة يخسر المبطلون ولا ينفعكم إذ تندمون.


ماذا بين أبي بكر وفاطمة (ع) ؟
أخرج البخاري في صحيحه الجزء الخامس (ص 82) في كتاب المغازي باب غزوة خيبر قال : عن عروة عن عائشة أن فاطمة بنت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من أبيها مما أفاء عليه بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر فقال أبو بكر : إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : « لا نورث من تركناه صدقه إنما يأكل آل محمد من هذا المال ... إلى أن يقول البخاري فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة منها شيئا فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك فهجرته ولم تكلمه حتى توفيت وعاشت بعد النبي (صلى الله عليه وسلم) ستة أشهر فلما توفيت دفنها زوجها علي ليلا وصلى عليها ولم يؤذن بها أبا بكر ».
وأورد مسلم في صحيحه ذات الواقعة مع تغيير طفيف في الألفاظ يقول « فغضبت فاطمة » بدل كلمة وجدت (1).
من هاتين الروايتين وغيرهما نستخلص الآتي :
أولا : هذه الحادثة التي وقعت بين فاطمة بنت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والخليفة الأول حقيقة لا يمكن تكذيبها ولا الإعراض عنها لأنها مثبتة في متن أكثر الكتب صحة واعتمادا عند أهل السنة والجماعة بل في كل المصادر التاريخية والحديثية .
ثانيا : إن الحادثة لم تكن خلافا عابرا أو سوء تفاهم بسيط بل هي مشكلة كبرى هذا ما نلمسه من كلمة « فوجدت فاطمة على أبي بكر » أو بتعبير مسلم « فغضبت فاطمة » فالغضب والوجد معناهما واحد ، محصلة أن فاطمة غضبت غضبا شديدا على أبي بكر .. بالرغم من قول الخليفة بأن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) قال « لا نورث » ولكن فاطمة غضبت.
ثالثا : إن غضب الزهراء كما أنه لم يكن قليلا في حدته لم يكن قصيرا في مدته بل استمر حتى وفاتها كما يقول البخاري نقلا عن عائشة « فهجرته ولم تكلمه حتى توفيت » وهذا معنى جلي في أن حالة الغضب والخلاف استمر إلى وفاتها بل إلى ما بعد ذلك إذ أن أبا بكر لم يصل عليها ودفنت ليلا سرا بوصية منها .

رابعا : غضب الزهراء لم يكن منصبا فقط على أبي بكر بل شمل الخليفة الثاني بدليل عدم ذكره ضمن المصلين عليها ، وسيتضح أن موقف أبي بكر وعمر واحد يعني موقف الزهراء منهما وموقفهما منها ، يقول ابن قتيبة في تاريخه « دخل أبو بكر وعمر على فاطمة فلما قعدا عندها حولت وجهها إلى الحائط .. إلى أن يقول فقالت : أرأيتكما إن حدثتكما حديثا عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) تعرفانه وتعملان به ؟ قالا : نعم فقالت نشدتكما الله ألم تسمعا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول : رضا فاطمة من رضاي وسخط فاطمة من سخطي ، فمن أحب فاطمة ابنتي فقد أحبني ومن أرضاها فقد أرضاني ومن أسخطها فقد أسخطني ؟ ..
قالا : نعم سمعناه من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قالت : فإني أشهد الله وملائكته أنكما أسخطتماني وما أرضيتماني ولئن لقيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لأشكونكما إليه ، ثم قالت : والله لأدعون عليكما في كل صلاة أصليها » (1).

(1) الإمامة والسياسة « تاريخ الخلفاء » ص 12 ـ 13.












رد مع اقتباس