عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2007-12-26, 07:36 PM
أبو جهاد الأنصاري أبو جهاد الأنصاري غير متواجد حالياً
أنصارى مختص بعلوم السنة النبوية
 
تاريخ التسجيل: 2007-07-22
المكان: الإسلام وطنى والسنة سبيلى
المشاركات: 8,401
شبهات الملاحدة حول عرش الرحمن

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ،،
كثيراً ما تفشل عقول الملاحدة فى فهم بعض القضايا الغيبية فى الإسلام ، مما يدفعهم لإنكارها ، والجحود بها ، وإثارة الشبهات حولها.
من تلك القضايا قضية عرش الرحمن ، والذى يتبصر لأقوالهم يجد أن السمة الغالبة عليهم هى سمة التشبيه والتجسيد ، بمعنى أنهم ينكرون كل ما هو غير مادى ، وغير مدرك بالحواس البشرية.
دارت مناقشة بينى وبين ملحدة حول قضية العرش فكان الحوار التالى :

قالت :
اقتباس:
1- بعد انتهاء الله من خلق السموات والارض قام بالاستواء على العرش { ثم استوى على العرش } , اى ان العرش كان موجودا قبل الخلق
قلت :
نعم العرش موجود قبل خلق السموات والأرض. ذلك أن أول خلق الله هو القلم ، ثم العرش. والعرش ليس من السماء بل هو موجود فوق الجنة ، والجنة موجودة فوق السماء السابعة.
أى أن العرش منفصل عن السموات بالجنة ومعلوم من القرآن أن الجنة عرضها كعرض السماء والأرض ، فما بالنا بطولها ، وبها من الدرجات ما لا يعلمه إلا الله ، وجاء فى بعض الأحاديث أن عدد درجات الجنة بعدد آيات القرآن الكريم (6236 آية) ، وما بين الدرجة والأخرى كما بين السماء والأرض.
والعرش خلق عظيم جداً من مخلوقات الله لا يعلمه إلا خالقه سبحانه.
والحديث عنه كثيراً شئ لا تطيقه عقولنا.

قالت :
اقتباس:
2-وصف القرآن الله بالارتباط بالعرش مثل رب العرش العظيم و ذي العرش و الله رب العرش ورب العرش الكريم
قلت :
ارتباط !؟ هذا غير صحيح ، وفهم غير صحيح للآيات القرآنية ، فقوله ( رب العرش العظيم ) و (ذى العرش) و (رب العرش الكريم) وغيرها لا تعنى أبداً ارتباط الله بالعرش ، بل تعنى أن الله هو الذى خلقه وأنه هو مالكه ولا أحد غيره.

فـ (الرب) هو من له الخلق والأمر والتدبير والمُلك أى أن من معانيها أنه الذى يخلق ، ورب العرش أى خالقه ومالكه.
و(ذى العرش) أى صاحب العرش – كما نقول نحن – فكلمة (ذو) من لأسماء الخمسة وتعنى صاحب أو الموصوف بكذا.
وإضافة العرش إلى الرب هذه هى إضافة تشريف وتكريم لهذا العرش العظيم الخلق. كما نقول بيت الله ، ناقة الله ، عباد الله ، ............ إلخ.
وليس فى هذا الكلام أى فهم من قريب أو بعيد يدل على معنى الارتباط. فلا يجوز أن يكون هناك أى ارتباط من أى نوع كان بين الخالق سبحانه وتعالى وبين مخلوقاته. ولكن هناك علاقة وهى علاقة الخالق بخلقه.

قالت :
اقتباس:
3-كان عرش الله على الماء ؟
قلت :
نعم ، كان عرشه على الماء ، ولم يخبرنا سبحانه ما هو هذا الماء وما كيفيته ، ولا يتوهم أحد أنه الماء المعروف لنا الآن ، ذلك أن الماء المعروف الآن خلق مع الأرض أو بعدها فى اليومين الأخيرين لخلق الأرض قال تعالى : (والأرض بعد ذلك دحاها أخرج منها ماءها ومرعاها) [النازعات]
ونقول أن الله سبحانه وتعالى هو الملك ، وملوك الدنيا يتخذون عرشاً يكون علامة وبرهان لملكهم وتفردهم بالأمر والحكم فى مملكتهم. أو ليس خالق السماء والأرض (أولى) بهم باتخاذ العرش ، وهذه ليست مقارنة ، ولكننا نسميه (قياس الأولى) يعنى إذا وصف الإنسان بصفة كمال فالأولى أن يوصف بها الله سبحانه وتعالى ، فإن كان الإنسان عالماً فالله تعالى أولى منه بصفة العلم فيكون هو العليم ، وإن كان الإنسان كريماً فالله أولى بهذه الصفة منه فهو الكريم .... وهكذا.

وهذا لا يعد من باب التشبيه بل هو من باب وصف الله تعالى بما يليق به من صفات الجلال والكمال ، سبحانه وتعالى ليس كمثله شئ.
قالت :
اقتباس:
4-يقول القرآن ان هناك ملائكة حاملة للعرش وملائكة تحيط به "الملائكة حافين من حول العرش " , و الذين يحملون العرش ومن حوله , بل ان القرآ ن يحدد عدد حملة العرش بثمانية : " ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية "
قلت :
هذا صحيح ولا لبس فيه ، ولكن من الخطأ أن نتصور أن فى هذا مشهد تصوير مادى للعرش ومن حوله الملائكة ومن فوق العرش ، رب العالمين ، فمن توهم هذا بقلبه فقد وقع فى التشبيه والتجسيم ، وهذا كفر بالله رب العالمين ، بل إن العقل يرفضه فى الأصل (لماذا؟)

ذلك أن كلمة (مادة) التى ننسب إليها كلمة (مادى) تعنى أن الشئ مكون من العناصر المعروفة فى الكون ، وفى الدنيا توجد أشياء غير مادية مثل النار مثلاً لها وجود حقيقى ولكنها ليست مادة ، ولا توصف بهذا ، ولولا خاصيتى الإحراق والضوء لما أدركناها – رغم وجودها فى الأصل – كذلك النور ليس مادة بل العلماء يصنفونه على أنه طاقة.
نستنتج من هذا أن هناك بعض المخلوقات ليست (مادية).
حسناً فلنطبق هذا على الملائكة والعرش ، ولنرى هل فيهما تصوير مادى أم لا؟
الملائكة مخلوقة من نور ، وسبق أن أوضحنا أن الفيزيائيين يصنفون الضوء على أنه (طاقة) وليس (مادة) فهو ليس له طول ولا عرض ولا ارتفاع ولا كثافة ، لا وزن ولا حجم. إذن الملائكة ليست مادة وتصويرها ككائنات حول العرش لا يعطيها صفة المادية.
العرش ، ليس مادة ، ذلك أنه أعلى درجة ومنزلة وشرفاً من الملائكة ، والملائكة ليست مادة ، فهل يكون العرش مادة؟
من باب قياس الأولى ، نقول : لا.
إذن لا يوجد تصوير مادى فى مشهد الملائكة والعرش.
ولا يعنى هذا أننا ننفى عن العرش والملائكة صفة الوجود ، فنقول لا هم لهم وجود ولكن لا يعلمه إلا خالقه سبحانه وتعالى.

قالت :
اقتباس:
إن هذه الآيات لطالما حيرت علماء المسلمين لما فيها من تصوير تجسيمى مادى للذات الالهية وإقرار من القرآن لبعض الافكار الحلولية والتجسيدية لله , تلك الافكار نفسها حاربها القرآن وسفهها فى العقائد الاخري.
قلت :
إذا فهمنا ما سبق سهل علينا أن نرد هذه المقولة ، والأمر غير محير مطلقاً لعلماء المسلمين – والحمد لله – وليس فيها أى تجسيد ، بل من قال بالتجسيد فإنه هو الذى أوهم نفسه وحصرها فى هذا التجسيد ، ويكون هو الذى جسد بخياله والأمر ليس كما يظن.

يتبع إن شاء الله ....
__________________
قـلــت :
[LIST][*]
من كفر بالسـّنـّة فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله تعالى يقول : (( وما آتاكم الرسول فخذوه )).
[*]
ومن كذّب رسولَ الله ، فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ،لأن القرآن يقول : (( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )).
[*]
ومن كذّب أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله سبحانه يقول فيهم : (( رضى الله عنهم ورضوا عنه )).
[*]
ومن كذّب المسلمين فهو على شفا هلكة ، لأن القرآن يقول : (( يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )) والنبي - صلى الله عليه وسلم يقول : ( من قال هلك الناس فهو أهلكهم ).
[/LIST]
رد مع اقتباس