[أحمد العواوده]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد .
أخي الحبيب أبو عبيدة حفظه الله ورعاه وزادكم حرصاً فوق حرصكم على سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- التي تمثل الشطر الثاني من الوحي المنزل ، غير أنه وحيٌ غير متعبد بتلاوته،مصداقاً لقول الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- ( ألا إني أوتيت الكتاي ومثله معه...) فلا يشك في هذا صاحب درايةٍ وعلم ،ولا يماري في أن السنة وحي صاحب استقامة ودين واتباع ، وإنما يماري في ذلك جاهلٌ عديم الدراية والفهم ، أو ماكر زنديقٌ ولا بد !!
أما استشهادي بالآية الكريمة {يا يحيى خذ الكتاب بقوة } فالمقصود بالكتاب الرسالة الآلهية وليس عين الكتاب السماوي ، ومثلكم يعلم أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب وهذا مالا يجهله من كان له مثقال ذرة من دراية في علم التفسير أو أدنى آثارة من علم به ، أخذ رسالة الإسلام بقوة لايكون إلا بالوحي بشطريه المتلو( القرآن) وغير المتلو( السنة)
والذي دعاني لهذا البيان لكم ليس سوى قطع الطريق على الشيطان ، عملاً بسنة المصطفى محمد - صلى الله عليه وسلم - حينما مر عن جمع من الصحابة بليل مصطحباً زوجه - أم المؤمنين صفية بنت حيي بن أخطب رضى الله عنها ، فبادر عليه الصلاة والسلام إلى قطع دابر الشك فقال ( إنها صفية ) من يشك في النبي عليه الصلاة والسلام!!! غير أنه علمنا المبادرةحرصاً على الثقة ونقاء القلوب وقطع السبيل على شياطين الإنس والجن !!
وأعذرني لعدم درايتي بمستواكم العلمي ، خاصة في علم ( أصول الفقه) فالأئمة قالوا بالترتيب 1- الكتاب 2- السنة 3- الإجماع 4- القياس .غيرأنني أعجِبت بتقسيم الإمام الشافعي - رحمه الله- فقال 1- الكتاب والسنة 2-....الخ .وهنا نفهم انه لم يفصل بين الكتاب والسنة أوقدم الكتاب على السنة كما فعلوا يرحمهم الله - من درجة باب الثبوت-وإنما دمج الوحيين مصدراً واحداً وأولياً ! وهذا هو مكان سنة نبيي في اعتقادي وإيماني رضي الله عنك وزادك حرصاً على سنة نبينا -عليه الصلاة والسلام - ..إنها صفية !!!






9