عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 2010-06-22, 08:25 PM
MALCOMX MALCOMX غير متواجد حالياً
عضو جاد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-05-14
المكان: الكويت
المشاركات: 321
افتراضي

وكان في غزوة من الغزوات، ومر أحد الصحابة، فوقعت رجل الصحابي على رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فأوجعته، فضرب النبي صلى الله عليه وسلم على رجل هذا الصحابي الجليل وقال: "بِسْمِ اللَّهِ أَوْجَعْتَنِى". يقول هذا الصحابي: فَبِتُّ لِنَفْسِى لاَئِمًا أَقُولُ أَوْجَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَبِتُّ بِلَيْلَةٍ كَمَا يَعْلَمُ اللَّهُ، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا إِذَا رَجُلٌ يَقُولُ: أَيْنَ فُلاَنٌ؟ قَالَ قُلْتُ: هَذَا وَاللَّهِ الَّذِي كَانَ مِنِّي بِالأَمْسِ- قَالَ- فَانْطَلَقْتُ وَأَنَا مُتَخَوِّفٌ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّكَ وَطِئْتَ بِنَعْلِكَ عَلَى رِجْلِي بِالأَمْسِ فَأَوْجَعْتَنِي، فَنَفَحْتُكَ نَفْحَةً بِالسَّوْطِ، فَهَذِهِ ثَمَانُونَ نَعْجَةً فَخُذْهَا بِهَا
أخرجه الدارمي في سننه، كتاب: المقدمة، باب: سخاء النبي- صلى الله عليه وسلم- 1/47 (70).

في غزوة أحد، ضربه أحد المشركين واسمه عبد الله بن قمئة - وأصابه المشركون حتى شجُّوا وجهه، وكسروا أسنانه، وسال الدم الشريف على الوجه الشريف، وحفروا له حفرة وقع فيها، فقام يمسح الدم عن وجهه ويقول: اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون
أخرجه البخاري، في كتاب: الأنبياء، باب: حديث الغار 6/514 (3477)، ومسلم في كتاب: الجهاد والسير، باب: غزوة أحد 3/1417 (1792).

في سيرته الشريفة صلى الله عليه وسلم، يؤذى ويُخرج من مكة، ويذهب إلى الطائف، ويؤذيه أهل الطائف، ويسلطوا عليه السفهاء والغلمان، يرمونه بالحجارة حتى يسيل الدم من أقدامه- صلى الله عليه وسلم-، ثم يجلس في ظل حائط (بستان)، ويرفع يديه إلى الله رب العالمين، لا يرفعها طلبًا لإهلاك القوم، ولا انتقامًا من الظالمين، إنما يرفع يديه بالشكوى وطلب المغفرة، يقول: "اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس، أنت أرحم الراحمين، أنت رب المستضعفين وأنت ربي، إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمني، أم إلى قريب ملكته أمري؟ إن لم يكن بك عليّ غضب فلا أبالي"، وفي هذه اللحظة، وهو مطَارَد، لم يدخل مكة، وقد طُرد من الطائف، ينزل ملك الجبال مع جبريل عليه السلام، ويقول ملك الجبال: يا محمد، إن الله قد أرسلني إليك، فمرني بما شئت، إن شئت أطبقت عليهم الأخشبين (أي أَحمل الجبلين فأطبق على البلدة الجبلين فيموت الجميع انتقامًا لك)، هنا نرى أن مصير أعدائه يتحدد في كلمة تخرج من بين شفتيه، وفي وقت كان قلبُه صلى الله عليه وسلم يشكو من الضعف والهوان، ولكنه قال: "كلا، بل أدعو الله أن يُخرج من أصلابهم من يعبد الله ولا يُشرك به شيئا"،

أخرجه الطبراني في الكبير، وفيه ابن إسحاق وهو مدلس ثقة، وبقية رجاله ثقات (مجمع الزوائد 6/35)- وهو من مراسيل الصحابة، فإن عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب لم يدرك القصة، إذ قد ولد بالحبشة حين كان أبوه مهاجرًا إليها، وقد روى الحاكم في المستدرك 3/567 عن مسلم بن الحجاج أن عبد اللّه بن جعفر سمع من النبي- صلى الله عليه وسلم-، ومات النبي- صلى الله عليه وسلم- وهو ابن عشر سنين. وعلى كل حال فمراسيل الصحابة مقبولة؛ لأن معظم رواياتهم عن الصحابة، أو عن النبي- صلى الله عليه وسلم-، كما قرر علماء الحديث.

وهذا الدعاء أخرجه ابن إسحاق- وعنه أصحاب السير- عن يزيد بن زياد، عن محمد بن كعب القرظي، مرسلاً، وإسناده صحيح، وفيه أن الشجرة كانت شجرة عنب في حائط عتبة وشيبة ابني ربيعة، وفيه كذلك قصة عداس المشهورة والحديث بطريقيه قوي مقبول إن شاء الله.

المصدر:
http://alminbar.al-islam.com/Default...ction=Subjects
رد مع اقتباس