عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 2013-05-03, 08:05 PM
غريب مسلم غريب مسلم غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-06-08
المشاركات: 4,040
افتراضي

[align=center]
(5)
وقال الإمام ابن بطة العكبري:
" ... ونحن الآن ذاكرون شرح السنة ووصفها وما هي في نفسها،
وما الذي إذا تمسك به العبد ودان الله به سمى بها واستحق الدخول في جملة أهلها، وما إن خالفه أو شيئا منه دخل في جملة من عبناه وذكرناه وحذر منه من أهل البدع والزيغ،
مما أجمع على شرحنا له أهل الإسلام وسائر الأمة مذ بعث الله نبيه صلى الله عليه وسلم إلى وقتنا هذا".

وذكر جملة من هذه الأصول ثم قال:
" ثم من بعد ذلك الكف والقعود في الفتنة ولا تخرج بالسيف على الأئمة وإن ظلموا.
وقال عمر بن الخطاب- رضي الله عنه-: "إن ظلمك فاصبر، وإن حرمك فاصبر".
وقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر: "اصبر وإن كان عبدا حبشيا" .
وقد أجمعت العلماء من أهل الفقه والعلم والنسك والعباد والزهاد من أول هذه الأمة إلى وقتنا هذا:
أن صلاة الجمعة والعيدين ومنى وعرفات والغزو والحج والهدي مع كل أمير بر وفاجر،
وإعطاءهم الخراج والصدقات والأعشار جائز،
والصلاة في المساجد العظام التي بنوها، والمشي على القناطر والجسور التي عقدوها، والبيع والشراء وسائر التجارة والزراعة والصنائع كلها في كل عصر، ومع كل أمير جائز على حكم الكتاب والسنة،
لا يضر المحتاط لدينه والمتمسك بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ظلم ظالم ولا جور جائر إذا كان ما يأتيه هو على حكم الكتاب والسنة،
كما أنه لو باع واشترى في زمن الإمام العادل بيعا يخالف الكتاب والسنة لم ينفعه عدل الإمام،
والمحاكمة إلى قضاتهم ورفع الحدود والقصاص وانتزاع الحقوق من أيدي الظلمة بأمرائهم وشرطهم،
والسمع والطاعة لمن والوه وإن كان عبدا حبشيا إلا في معصيته الله عز وجل، فليس لمخلوق فيها طاعة،
ثم من بعد ذلك اعتقاد الديانة بالنصيحة للأئمة وسائر الأمة في الدين والدنيا ومحبة الخير لسائر المسلمين، تحب لهم ما تحب نفسك وتكره لهم ما تكره لنفسك".


وقال أبو منصور معمر بن أحمد الأصبهاني في رسالته التي جمعها في السنة لما رأى غربة السنة وكثرة الحوادث واتباع الأهواء.. قال:
" ثم من السنة الانقياد للأمراء والسلطان بأنه لا يخرج عليهم بالسيف وإن جاروا، وأن يسمعوا له وأن يطيعوا وإن كان عبدا حبشيا أجدع،
ومن السنة الحج معهم والجهاد معهم وصلاة الجمعة والعيدين خلف كل بر وفاجر ... ".

وقال في تمامها:
" ويشهد لهذا الفصل المجموع من السنة كتب الأئمة،
فأول ذلك كتاب السنة عن عبد الله بن أحمد بن حنبل وكتاب السنة لأبي مسعود وأبي زرعة وأبي حاتم، وكتاب السنة لعبد الله بن محمد بن النعمان وكتاب السنة لأبي عبد الله محمد بن يوسف البنا الصوفي- رحمهم الله أجمعين،
ثم كتب السنن للمتأخرين مثل أبي أحمد العسال،
ألفوا كتب السنة، فاجتمع هؤلاء كلهم على إثبات هذا الفصل من السنة..".


وقال الإمام أبو إسماعيل الصابوني:
" ويرى أصحاب الحديث الجمعة والعيدين وغيرهما من الصلوات خلف كل إمام مسلم برا كان أو فاجرا،
ويرون جهاد الكفرة معهم وإن كانوا جورة فجرة،
ويرون الدعاء لهم بالإصلاح والتوفيق والصلاح وبسط العدل في الرعية،
ولا يرون الخروج عليهم بالسيف، وإن رأوا منهم العدول عن العدل إلى الجور والحيف،

ويرون قتال الفئة الباغية حتى ترجع إلى طاعة الإمام العدل".


وقال التيمي:
" فصل يتعلق باعتقاد أهل السنة ومذهبهم ...
وطاعة أولي الأمر واجبة، وهي من أوكد السنن، ورد بها الكتاب والسنة، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق" .


والنقول عن أهل السنة والجماعة في تقرير هذا الأصل الثابت كثيرة جدا، ولا يخلو كتاب من كتب أهل السنة والجماعة المؤلفة في شرح السنة وأصول الاعتقاد من تقرير هذا الأصل وبيانه وشرحه.
[/align]
__________________
قال أبو قلابة: إذا حدثت الرجل بالسنة فقال دعنا من هذا وهات كتاب الله، فاعلم أنه ضال. رواه ابن سعد في الطبقات.
رد مع اقتباس