عرض مشاركة واحدة
  #43  
قديم 2012-08-17, 06:32 AM
مشاري مشاري غير متواجد حالياً
عضو منكر للسنة
 
تاريخ التسجيل: 2012-07-31
المشاركات: 86
افتراضي

وسؤال الملكين الذي تأوَّل به المُفَسِّرُون قوله تعالى:
((يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاء *)) . سورة إبراهيم آية رقم:(27) .
فتصوروا أنه سؤال الملكين بالقبر، فقاموا بإنشاء ازدواج في السؤال، سؤال بالقبر، وسؤال يوم القيامة، ولست أدري ما فائدة سؤال ينتهي إلى عذاب مُحَتَّم أو إلى نعيم مُحَتَّم بالقبر، وفق تصوُّر أصحاب الأوهام والعذاب؟.
إن سيدنا حزقيال لم يُسأل في قبره وقد مات مائة سنة ثم بعثه الله ليكون للناس آية، فهل هو آية منقوصة؟، إن عدم سؤاله في قبره يضع الروايات الخاصة بوجود زمن وسؤال وجواب في القبر بمأزق شديد،(راجع تخريج ذلك الحديث بنهايات الكتاب ص[135و136].
وهل تصور أصحاب مفهوم السؤال بالقبر أن إجابة الميت الذي فقد الحياة ستُغَيِّر من عمله الأسود أو الأبيض شيئا!!، هل يُمكن للفاسق أن يجيب إجابة صحيحة؟، وهل إذا أجاب إجابة صحيحة فسيتغير مصيره؟، وإذا لم يتغير مصيره فماذا يفيد السؤال؟، وهل تلك الروايات المبتدعة هي التي تُحَفِّز الناس للإيمان بالله!؟.
أعتقد أن مسرحية الأسئلة الثلاثة (من ربك ؟ ما دينك ؟ من الرجل المبعوث فيكم؟) كانت تنطلي على أبناء الأمس لكنها لا تفي بقناعة عقول أهل اليوم، وأن الأحاديث المنسوجة بشريا ومنسوبة زورًا للنبي في هذا الأمر ليست إلا تزويرًا سيحاسب أصحابه بجريمة الكذب على الله ورسوله – عليه الصلاة والسلام - ، ولابد أن الأمر عُرض على البخاري ومسلم فلم يجيزاه.
وعبارة حساب الملكين المشهورة على ألسنة الناس لا وجود لها في أرض الواقع، وما إشاعة الملكين وحسابهم ـ وفق قصصهم ـ إلا مجرد سؤال تقريري ليقرر كل ميت، [ ربَّهُ ـ ودينه ـ ونبيه]، فأين الحساب في هذا، لكن دُعاة عذاب القبر تمكنوا من إنشاء دين موازٍ لدين الله ينبثق من فقههم عن الدار الآخرة، وولعهم المسمى بعذاب القبر، وأصبح منهاجهم هو (التدين الشعبي)، فاستفحلت حكاية حساب الملكين التي لا سند لها من الواقع أو الشرع، وهو ما سيتم تبيانه.
وتبعا لخرافة السؤال بالقبر، فقد كان من الطبيعي أن ينشأ فقه التلقين للميت، وأبدع في التلقين أُناس كُلٌّ يستعرض بضاعته المنبثقة من تقوى مزيفة لا تستند إلى علم صحيح ولا فكر قويم، وآخرون يستجلبون بالتلقين أموال المكلومين من أقارب الموتى، وما التلقين إلا محض خيال من أشخاص أراهم من المرضى نفسيا، وهم في أشد الحاجة لعلاج نفسي عاجل، ولقد فتنوا الناس، وأضلوا الأمة، وهم يقومون بإسماع الميت أمورًا مضحكة، ويزعمون بأنه يسمع ويعي.
ولم يكتف أولئك المضرورون عصبيا وفكريا بذلك، بل تراهم يحملون الناس على الجلوس عند القبر بعد تمام الدفن، بزعم أن الميت يأتنس بهم ، أو قل حتى تأتنس بهم الجثة، ويقولون إن سبب ذلك الائتناس تخفيف هول سؤال الملكين للميت، ويزعمون تلك الحالة المرضية أنها حديث قولي لرسول الله – عليه الصلاة والسلام - ، بل حددوا وقتًا للمكث، وهو قدر ما تُذبح الجزور (الجمل الصغير) ويوزع لحمها.
ثم حين ينصرفون يزعمون بسماع الميت لقرع نعالهم، أرأيت الإخراج المسرحي النابع من أمراض نفسية وبدع أُلصقت بالدين وما هي منه في شيء!؟.
وبالمناسبة أذكر حديثا ينسبونه للنبي حين كانت وفاة إبراهيم نجل الرسول، حيث مات طفلا رضيعا فأورد ابن حجر بكتاب الجنائز بالحديث رقم: ( 1316 ) قوله: لما توفي إبراهيم زاد الإسماعيلي من طريق عمرو بن مرزوق عن شعبة بسنده، عن رسول الله – عليه الصلاة والسلام - وله أيضا من طريق معاذ، عن شعبة بسنده عن النبي – عليه الصلاة والسلام - حين توفي ابنه إبراهيم قوله: [إن له مُرضعًا في الجنة]، فهل يتصور أحد العقلاء أن الطفل الذي مات ولم يستكمل الرضاعة سيُعَيِّن الله له مرضعة بالجنة لاستكمال نموه؟، فما بال من مات وهو مشلول هل سيُعَيِّن الله له طبيبا بالجنة يداويه؟، وهل لذلك نجد من تصيح على ميت لها تقول: [ يا للي مُتْ ونِفْسَكْ في القرع يا حبيبي] عسى أن يعطيه الله قرعًا في الجنة
رد مع اقتباس