عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 2007-09-04, 03:55 PM
سيف الكلمة سيف الكلمة غير متواجد حالياً
عضو نشيط بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2007-07-23
المشاركات: 194
افتراضي

الفصل العاشر:<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>
في وجوه أخرى للإعجاز
<o:p></o:p>
وقد عدَّ جماعةٌ من الأمة ومقلدي الأمة في إعجازه وجوهاً كثيرةً، منها أن قارئه لا يمله، وسامعه لا يمجه، بل الانكباب على تلاوته يزيد حلاوةً، وترديده يوجب له محبةً، لا يزال غضاً طرياً، وغيره من الكلام ـ و لو بلغ في الحسن والبلاغة مبلغه ـ يمل مع الترديد، ويعادى إذا أعيد، وكتابنا يستلذ به في الخلوات، ويونس بتلاوته في الأزمات، وسواه من الكتب لا يوجد فيها ذلك، حتى أحدث أصحابها لحوناً وطرقاً يستجلبون بتلك اللحون تنشيطهم على قراء تها. <o:p></o:p>
ولهذا وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن بأنه لا يخلق على كثرة الرد، ولا تنقضي عبره، ولا تفنى عجائبه، هو الفصل ليس بالهزل، لا يشبع منه العلماء، ولا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة، هو الذي لم تنته الجن حين سمعته أن قالوا:( إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَداً*) الجن 1، 2 ). <o:p></o:p>
قلت: الحديث رواه الترمذي ؛ولفظه:<o:p></o:p>
مررت في المسجد فإذا الناس يخوضون في الأحاديث، فدخلت على علي، فقلت: يا أمير المؤمنين، ألا ترى أن الناس قد خاضوا في الأحاديث. قال: وقد فعلوها؟ قلت: نعم. قال: أما إني قد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ألا إنها ستكون فتنة... فقلت: ما المخرج منها، يا رسول الله؟ قال: كتاب الله فيه نبأ ما كان قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم، وهو الفصل ليس بالهزل.. من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، وهو حبل الله المتين،وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، هو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة، ولا يشبع منه العلماء،ولا يخلق على كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه... هو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا {إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد}..من قال به صدق، ومن عمل به أجر، ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه هدى إلى صراط مستقيم... <o:p></o:p>
خذها إليك يا أعور.<o:p></o:p>
قال أبو عيسى هذا حديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه وإسناده مجهول، وفي الحرث مقال. <o:p></o:p>
وقال الألباني:(ضعيف).<o:p></o:p>
ومنها جمعه لعلوم ومعارف لم تعهد العرب عامةً ولا محمد صلى الله عليه وسلم قبل نبوته خاصة، بمعرفتها، ولا القيام بها، ولا يحيط بها أحد من علماء الأمم، ولا يشتمل عليها كتاب من كتبهم، فجمع فيه من بيان علم الشرائع، والتنبيه على طرق الحجج العقليات، والرد على فرق الأمم، ببراهين قوية، وأدلة بينة سهلة الألفاظ، موجزة المقاصد، رام المتخذلقون بعد ـ أن ينصبوا أدلةً مثلها فلم يقدروا عليها؛ كقوله تعالى: (أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُم بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ) (يس: 81 ) <o:p></o:p>
وقوله: (قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ) (يس: 79 ). <o:p></o:p>
وقوله: (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ) (الأنبياء: 22 ).<o:p></o:p>
إلى ما حواه من علوم السير، وأنباء الأمم، والمواعظ، والحكم، وأخبار الدار الآخرة، ومحاسن الآداب والشيم. <o:p></o:p>
-قال الله ـ جل اسمه ـ: (ما فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ) (الأنعام: 38 ) <o:p></o:p>
-وقال: (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ) (النحل: 89 ). <o:p></o:p>
-وقال: (وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِن جِئْتَهُم بِآيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ) (الروم: 58 ).<o:p></o:p>
-وقال صلى الله عليه وسلم: "إن الله أنزل هذا القرآن آمراً وزاجراً، وسنةً خاليةً، ومثلاً مضروباً، فيه نبؤكم، وخبر ما كان قبلكم، ونبأ ما بعدكم، وحكم ما بينكم، لا يخلقه طول الرد، و لا تنقضي عجائبه، هو الحق ليس بالهزل، من قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن خاصم به فلج، ومن قسم به أقسط، ومن عمل به أجر، ومن تمسك به هدي إلى صراط مستقيم، ومن طلب الهدى من غيره أضله الله، ومن حكم بغيره قصمه الله، هو الذكر الحكيم، والنور المبين، والصراط المستقيم، وحبل الله المتين، والشفاء النافع، عصمة لمن تمسك به، ونجاة لمن اتبعه، لا يعوج فيقوم، ولا يزيغ فيستعتب، ولا تنقضي عجائبه، ولا يخلق على كثرة الرد. <o:p></o:p>
قلت: أخرجه الترمذي في سننه، والسيوطي في الجامع الصغير؛ من حديث علي رفعه، وقد سبق، وضعفه الألباني.<o:p></o:p>
-ونحوه عن ابن مسعود، وقال فيه: ولا يختلف ولا يتشانّ، فيه نبأ الأولين والآخرين. <o:p></o:p>
قلت: لعله أشار إلى الحديث الذي أخرجه المنذري في الترغيب والترهيب <o:p></o:p>
عن عبد الله يعني ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن هذا القرآن مأدبة الله فاقبلوا مأدبته ما استطعتم إن هذا القرآن حبل الله والنور المبين والشفاء النافع عصمة لمن تمسك به ونجاة لمن اتبعه لا يزيغ فيستعتب ولا يعوج فيقوم ولا تنقضي عجائبه ولا يخلق من كثرة الرد اتلوه فإن الله يأجركم على تلاوته كل حرف عشر حسنات أما إني لا أقول الم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف. <o:p></o:p>
وهذا ضعفه الألباني، لكنه صحح طرفه الأخير الذي رواه الترمذي، قال:<o:p></o:p>
حدثنا محمد بن بشار أخبرنا أبو بكر الحنفي أخبرنا الضحاك بن عثمان عن أيوب بن موسى، قال: سمعت محمد بن كعب القرظي يقول: سمعت عبد اللّه بن مسعود يقول: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "من قرأن حرفا من كتاب اللّه فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول آلم حرف، ولكن ألف حرف وميم حرف". هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه. سمعت قتيبة بن سعيد، يقول: بلغني أن محمد بن كعب القرظي ولد في حياة النبي صلى اللّه عليه وسلم، ويروي هذا الحديث من غير هذا الوجه عن ابن مسعود رواه أبو الأحوص عن عبد اللّه بن مسعود، ورفعه بعضهم، ووقفه بعضهم عن ابن مسعود، ومحمد بن كعب القرظي يكنى أبا حمزة.<o:p></o:p>
قال الشيخ الألباني: صحيح. سند الحديث: حدثنا محمد بن بشار حدثنا أبو بكر الحنفي حدثنا الضحاك بن عثمان عن أيوب بن موسى قال سمعت محمد بن كعب القرظي قال سمعت عبد الله بن مسعود يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم<o:p></o:p>
ورواه الدارمي قال: حدثنا أبو عامر قبيصة انا سفيان عن عطاء بن السائب عن أبي الأحوص عن عبد الله قال: تعلموا هذا القرآن فإنكم تؤجرون بتلاوته بكل حرف عشر حسنات أما اني لا أقول بألم ولكن بألف ولام وميم بكل حرف عشر حسنات.<o:p></o:p>
ورواه الحاكم في المستدرك قال: حدثنا أبو الوليد حسان بن محمد القرشي الفقيه ثنا مسدد بن قطن بن إبراهيم ثنا داود بن رشيد ثنا صالح بن عمر أنبأ إبراهيم الهجري عن أبي الأحوص عن عبد الله رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن هذا القرآن مأدبة الله فاقبلوا من مأدبته ما استطعتم إن هذا القرآن حبل الله والنور المبين والشفاء النافع عصمة لمن تمسك به ونجاة لمن تبعه لا يزيغ فيستعتب ولا يعوج فيقوم ولا تنقضي عجائبه ولا يخلق من كثرة الرد اتلوه فإن الله يأجركم على تلاوته كل حرف عشر حسنات أما إني لا أقول ألم حرف ولكن ألف ولام وميم". هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه بصالح بن عمر.<o:p></o:p>
-وفي الحديث: قال الله تعالى لمحمد صلى الله عليه وسلم: إني منزل عليك توراة حديثة، تفتح بها أعيناً عمياً، وآذاناً صماً، وقلوباً غلفاً، فيها ينابيع العلم، وفهم الحكمة، وربيع القلوب. <o:p></o:p>
قلت: أخرجه ابن أبي شيبة قال: حدثنا أبو معاوية عن هشام عن الأعمش عن مالك بن الحارث عن مغيث بن سمي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنزلت علي توراة محدثة، فيها نور الحكمة وينابيع العلم، لتفتح بها أعينًا عميًا، وقلوبًا غلفًا، وآذنًا صمًا، وهي أحدث الكتب بالرحمن.<o:p></o:p>
وأخرجه الدارمي قال:حدثنا عمرو بن عاصم ثنا حماد بن سلمة عن عاصم بن بهدلة عن مغيث عن كعب قال:عليكم بالقرآن فإنه فهم العقل ونور الحكمة وينابيع العلم وأحدث الكتب بالرحمن عهدًا، وقال في التوراة يا محمد إني منزل عليك توراة حديثة تفتح فيها أعينًا عميًا وآذانًا صمًا وقلوبًا غلفًا..<o:p></o:p>
وعن كعب: عليكم بالقرآن، فإنه فهم العقول، ونور الحكمة. <o:p></o:p>
-وقال الله تعالى: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) (النمل: 76 ).<o:p></o:p>
-وقال:(هَـذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ) (آل عمران: 138 ). <o:p></o:p>
فجمع فيه مع وجازة ألفاظه، وجوامع كلمة أضعاف ما في الكتب قبله التي ألفاظها على الضعف منه مرات. <o:p></o:p>
ومنها جمعه فيه بين الدليل ومدلوله، وذلك أنه احتج بنظم القرآن، وحسن رصفه وإيجازه وبلاغته، وأثناء هذه البلاغة أمره ونهيه، ووعده ووعيده، فالتالي له يفهم موضع الحجة والتكليف معاً من كلام واحد وسورة منفردة. <o:p></o:p>
-ومنها أن جعله في حيز المنظوم الذي لم يعهد، ولم يكن في حيز المنثور، لأن المنظوم أسهل على النفوس، وأوعى للقلوب، وأسمع في الآذان، وأحلى على الأفهام، فالناس إليه أميل، والأهواء إليه أسرع. <o:p></o:p>
-ومنها تيسيره تعالى حفظه لمتعلميه، وتقريبه على متحفظيه، قال الله تعالى:( وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ) (القمر: 17...) وسائر الأمم لا يحفظ كتبها الواحد منهم، فكيف الجماء على مرور السنين عليهم. والقرآن ميسر حفظه للغلمان في أقرب مدة. <o:p></o:p>
-ومنها مشاكلة بعض أجزائه بعضاً، وحسن ائتلاف أنواعها، والتئام أقسامها، وحسن التخلص من قصة إلى أخرى، والخروج من باب إلى غيره على اختلاف معانيه، وانقسام السورة الواحدة إلى أمر ونهي، وخبر واستخبار، ووعد ووعيد، وإثبات نبوة، وتوحيد وتفريد، وترغيب وترهيب، إلى غير ذلك من فوائده، دون خلل يتخلل فصوله. <o:p></o:p>
والكلام الفصيح إذا اعتوره مثل هذا ضعفت قوته، ولانت جزالته، وقل رونقه، وتقلقت ألفاظه. <o:p></o:p>
فتأمل أول سورة (ص) –( ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ (1)، وما جمع فيها من أخبار الكفار وشقاقهم وتقريعهم بإهلاك القرون من قبلهم، وما ذكر من تكذيبهم بمحمد صلى الله عليه وسلم، وتعجبهم مما أتى به، والخبر عن اجتماع ملئهم على الكفر وما ظهر من الحسد في كلامهم، و تعجيزهم و توهينهم، ووعيدهم بخزي الدنيا والآخرة، وتكذيب الأمم قبلهم، وإهلاك الله لهم، ووعيد هؤلاء مثل مصابهم، و تصبير النبي على أذاهم وتسليته بكل ما تقدم ذكره، ثم أخذ في ذكر داود و قصص الأنبياء، كل هذا في أوجز كلام وأحسن نظام. <o:p></o:p>
-ومنه الجملة الكثيرة التي انطوت عليها الكلمات القليلة، وهذا كله وكثير مما ذكرنا أنه ذكر في إعجاز القرآن، إلى وجوه كثيرة ذكرها الأئمة لم نذكرها، إذ أكثرها داخل في باب بلاغته، فلا يجب أن يعد فناً منفرداً في إعجازه، إلا في باب تفضيل فنون البلاغة، وكذلك كثير مما قدمنا ذكره عنهم يعد في خواصه وفضائله، لا إعجازه.<o:p></o:p>
وحقيقة الإعجاز الوجوه الأربعة التي ذكرنا، فليعتمد عليها، وما بعدها من خواص القرآن وعجائبه التي لا تنقضي. والله ولي التوفيق.

<o:p>http://nosra.islammemo.cc/onenew.aspx?newid=2003</o:p>
__________________
سيدتي المسيحية ...الحجاب والنقاب ..حكم إلهي أخفاه عنكم القساوسة
رد مع اقتباس