ثالثاً : شبهة عرض السنة النبوية على القرآن الكريم :
احتج خصوم السنة النبوية على عدم حجيتها بأحاديث من وضع الزنادقة ، تدور في نظرهم على وجوب عرض كل ما يروى من أحاديث على كتاب الله ومقارنتها به ، فإن كانت توافق الكتاب فهي حجة يجب التمسك بها ، والعمل بمقتضاها ، وإن كانت تخالف الكتاب ولو مخالفة ظاهرية يمكن الجمع بينهما فهي باطلة مردودة لم يقلها النبي صلى الله عليه وسلم ، وليست من سنته ، ومن هذه الأحاديث التي يستشهدون بها : « إن الحديث سيفشو عني ، فما أتاكم يوافق القرآن فهو عني ، وما أتاكم عني يخالف القرآن فليس عني » .
وبهذه الشبه قال الزنادقة قديماً كما حكاه الحافظ السيوطي [21] .
وقال به بعض من سبق ذكرهم كالدكتور توفيق صدقي ، وجمال البنا ، ومحمد نجيب ، وإسماعيل منصور ، ومحمود أبو رية ، وقاسم أحمد ، وأحمد صبحي منصور ، في كتبهم السابق ذكرها .
يقول جمال البنا :
« هناك أحاديث جاءت بما لم يأت به القرآن ، نحن نحكم عليها في ضوء القرآن ، فما لا يخالف القرآن يقبل ، وما يخالفه يستبعد ؛ فتحريم الجمع بين المرأة مع عمتها أو خالتها ، وتحريم لحم الحمر الأهلية ، أمور لا نرى مانعاً فيها ، ونجد فيها قياساً سليماً » [22] .
الجواب :
|