عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 2007-08-17, 02:51 PM
أبو جهاد الأنصاري أبو جهاد الأنصاري غير متواجد حالياً
أنصارى مختص بعلوم السنة النبوية
 
تاريخ التسجيل: 2007-07-22
المكان: الإسلام وطنى والسنة سبيلى
المشاركات: 8,401
افتراضي


وعندما ظهرت فرقة القدرية ، فى أواخر عصر الصحابة ، وقالوا أنه لا قدر ، وأن الأمر أُنُف ، أى مستأنف ، وقالوا على الله - بغير علم - أشياء هى من قبيل الكفر البواح ، ذلك أن نفيهم للقدر هو نفى لعلم الله الشامل المحيط السابق على وجود الأشياء ، وهو وصف لله بالجهل وعدم العلم سبحانه وتعالى عما يقولون علواً كبيراً ، أقول : عندما ظهر هؤلاء استوجبت عليهم بدعتهم أن يردوا من أحاديث النبى صلى الله عليه وسلم ما لا يتوافق مع بدعتهم ، فأنكروا ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من أحاديث تؤكد على القدر ووجودب الإيمان به ، وعلى كونه ركن أصيل من أركان الإيمان فى الإسلام.

خذ مثالاً لبعض الأحاديث التى أنكروها ما رواه الإمام مسلم فى صحيحه
‏ ‏عن ‏ ‏ابن بريدة ‏ ‏عن ‏ ‏يحيى بن يعمر ‏ ‏قال ‏ ‏كان أول من قال في القدر ‏ ‏بالبصرة ‏ ‏معبد الجهني ‏ ‏فانطلقت أنا ‏ ‏وحميد بن عبد الرحمن الحميري ‏ ‏حاجين ‏ ‏أو معتمرين ‏ ‏فقلنا لو لقينا أحدا من ‏ ‏أصحاب رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فسألناه عما يقول هؤلاء في ‏ ‏القدر ‏ ‏فوُفِّق لنا ‏ ‏عبدُ الله بن عمر بن الخطاب ‏ ‏داخلا المسجد ‏ ‏فاكتنفته ‏ ‏أنا وصاحبي أحدنا عن يمينه والآخر عن شماله فظننت أن صاحبي ‏ ‏سيكل ‏ ‏الكلام إلي فقلت :

‏أبا عبد الرحمن ‏ ‏إنه قد ظهر قبلنا ناس يقرءون القرآن ‏ ‏ويتقفرون ‏ ‏العلم وذكر من شأنهم وأنهم يزعمون أن لا قدر وأن الأمر ‏ ‏أُنُف ‏. ‏قال : فإذا لقيت أولئك فأخبرهم أني بريء منهم وأنهم برآء مني والذي يحلف به ‏ ‏عبد الله بن عمر ‏ ‏لو أن لأحدهم مثل ‏ ‏أحد ‏ ‏ذهبا فأنفقه ما قبل الله منه حتى يؤمن بالقدر .

‏ثم ‏ ‏قال : حدثني ‏ ‏أبي ‏ ‏عمر بن الخطاب ‏ ‏قال ‏ ‏بينما نحن عند رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يُرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد حتى جلس إلى النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه

وقال : يا ‏ ‏محمد ‏ ‏أخبرني عن الإسلام ،

فقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم : "‏الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن ‏ ‏محمدا رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ، ‏ ‏وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج ‏ ‏البيت ‏ ‏إن استطعت إليه سبيلاً " .

قال - أى جبريل- : صدقت .

قال - أى عمر - : فعجبنا له يسأله ويصدقه ،

قال - أى جبريل - : فأخبرني عن الإيمان .

قال - صلى الله عليه وسلم - : "أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره " .

قال - أى جبريل - : صدقت . قال : فأخبرني عن الإحسان .

قال - صلى الله عليه وسلم - : "أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك "

قال - أى جبريل - : فأخبرني عن الساعة .

قال - صلى الله عليه وسلم - : "ما المسئول عنها بأعلم من السائل ".

قال - أى جبريل - : فأخبرني عن ‏ ‏أمارتها .

‏قال - صلى الله عليه وسلم - : " أن تلد الأمة ‏ ‏ربتها ‏ ‏وأن ‏ ‏ترى الحفاة العراة ‏ ‏العالة ‏ ‏رعاء الشاء ‏ ‏يتطاولون ‏ ‏في البنيان ".

قال - أى عمر - : - ثم انطلق فلبثت ‏ ‏مليا .

‏ثم قال لي - صلى الله عليه وسلم - : " يا ‏ ‏عمر ‏ ‏أتدري من السائل ؟"

قلت : الله ورسوله أعلم .

قال - صلى الله عليه وسلم - : فإنه ‏ ‏جبريل ‏ ‏أتاكم يعلمكم دينكم ‏".

هذا الحديث العظيم الجليل الذى يعد فهرس الإسلام ، وأصل أصوله وعليه مدار الدين ، رده القدرية لأنه يذكر أن القدر ركن من هذا الدين العظيم.

يتبع ....
رد مع اقتباس