عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 2009-04-29, 04:10 AM
وسام الدين اسحق وسام الدين اسحق غير متواجد حالياً
عضو جديد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2009-04-10
المشاركات: 39
افتراضي الكتابة (الجزء الأول)

الغساسنة :العرب الغساسنة
الغساسنة ملوك الشام من قبائل الأزد وهم بنو عمرو بن مازن بن الأزد، ومن الأزد الأوس والخزرج أهل يثرب، والمسلمون منهم هم الأنصار، رضي الله عنهم،. ومن الأزد: خزاعة وبارق ودوس والعتيك وغافق، فهؤلاء بطون الأزد. وغني عن الذكر نجدة الغساسنة للأوس والخزرج على اليهود وقتلهم لليهود جزاء أعتدائهم على الأوس و الخزرج فجميعهم أزد.
زيد الله
: بطن من عمرو بن مازن، من غسان الشام.
زيدان
: عشيرة مسيحية، مذهبها روم ارثوذكس ولاتين. تقيم بناحية جبل عجلون، وتقطن قرية عنجرة. ويقال: إنها من بقايا الغساسنة.
وبنو جفنة، وخزاعة، فسموا به
. وقالوا: الغساسنة ملوك الشام، وهم: بنو عمرو بن مازن ابن الأزد.
يقول عمر رضا كحالة الصفحة
: 246 فيهم:
كانت ديار غسان إذا جزت جبل عاملة، تريد قصد دمشق، من حمص، وما يليها، فهي ديار غسان من آل جفنة، وكانوا عمالاً للأمبراطورية الرومانية البيزنطية يحمون الحدود الشامية، من غارات الفرس، واللخميين، ولم يكن لهم عاصمة معينة، من أهم مراكزهم
: الجولان، ومدينة الجابية، وجلق الواقعة بالقرب من دمشق، ومن ديارهم محيل. وكانت عاصمتهم الجابية، من قرى الجولان (بين دمشق والمزيريب) ثم امتد سلطانهم إلى تدمر وضفة الفرات شمالا، بعد أن حكموا عبر الأردن ووادي اليرموك جنوباً.
ولهم يوم عظيم على المناذرة ألا وهو يوم حليمة
.
عملة غسانية من بصرى الشام


يوم حليمة:
اقتباس:
لما تولى المنذر بن ماء السماء ملك الحيرة ، واستقر في ملكه سار إلى الحارث الغساني ملك الغساسنة طالباً بثأر أبيه عنده ، وبعث إليه : إني قد أعددت لك الكهول على الفحول ، فأجابه الحارث : قد أعددت لك المرد على الجرد. وسار المنذر حتى نزل بمرج حليمة ، وسار إليه الحارث أيضاً ، ثم اشتبكوا في القتال ، ومكثت الحرب أياماً ينتصف بعضهم من بعض.
فلما رأى ذلك الحارث قعد في قصره ، ودعا ابنته حليمة ، وكانت من أجمل النساء ، فأعطاها طيباً وأمرها أن تطيب من مر بها من جنده ، فجعلوا يمرون بها وتطيبهم ، ثم نادى : يا فتيان غسان ، من قتل ملك الحيرة زوجته ابنتي. فقال لبيد بن عمرو الغسائي لأبيه : يا أبت ؟ أنا قاتل ملك الحيرة أو مقتول دونه لا محالة ، ولست أرضى فرسي فأعطني فرسك ، فأعطاه فرسه ، فلما زحف الناس واقتتلوا ساعة شد لبيد على المنذر فضربه ضربة ، ثم ألقاه عن فرسه ، وانهزم أصحاب المنذر من كل وجه ، ونزل لبيد فاحتز رأسه ، وأقبل به إلى الحارث وهو على قصره ينظر إليهم ، فألقى الرأس بين يديه ، فقال له الحارث : شأنك بابنة عمك – أي حليمة - ، فقد زوجتكها. فقال : بل أنصرف فأواسي أصحابي بنفسي ، فإذا انصرف الناس انصرفت.
ورجع فصادف أخا المنذر قد رجع إليه الناس وهو يقاتل ، وقد اشتدت نكايته ، فتقدم لبيد فقاتل حتى قتل ، ولكن لخماً انهزمت ثانية ، وقتلوا في كل وجه، وانصرفت غسان بأحسن الظفر ، بعد أن أسروا كثيراً ممن كانوا مع المنذر من العرب. وكان من أسرهم الحارث مائة من بنى تميم ، فيهم شأس بن عبدة ، ولما سمع أخوه علقمة وفد إليه مستشفعاً ، وأنشده هذه القصيدة ، ومما قيل فيها:
إلى الحارث الوهاب أعملت ناقتي................ لكلكلها والقصـر بين وجيب
لتبلغني دار امرئ كان نائيــــــــا...........فقد قربتني من نداك قـروب
وأنت امـرؤ أفضت إليك أمانتي................... وقبلك ربتني فضعت ربــوب
فأدت بنو كعب بن عوف ريبها...................وغودر في بعض الجـنود ربيب
فوالله لولا فارس الجـون منهم ..................لآبوا خـزايـا والإياب حبــيب
تقدمــه حتى تغيب حجــولــــه ............... وأنت لبيض الدار عين ضروب
مظاهر سربالي حديد عليهمــا.......................عقيلا سيوف مخذم ورسوب
فجالدتهم حتى اتقوك بكبشهم..................وقد حان من شمس النهار غروب
وقاتل من غسان أهل حفاظه ....................... وهنب وفأس جـالدت وشبب
تخشخش أبدان الحديد عليهـم................... كما خشخشت يبس الحصاد جنوب
تجـود بنفس لا يجاد بمثلهــــا............... وأنت بها يوم اللقــاء خصيب
كأن رجال الأوس تحت لبانــه ...................... وما جمعت جل معاً وعتيب
رغا فوقهم سقب السماء فداحض..................... بشكته لم يستلب وسـليب
كأنهم صابت عليهـم سحابـة......................... صواقعها لطيرهـن ريب
فلم تنج إلا شطبـة بلجامهـــا................... وإلا طمر كالقناة نجيب
وإلا كمي ذو حفــاظ كأنه.................... بما ابتل من حد الظباة خصيب
وأنت الذي آثاره في عـدوه....................من البؤس والنعمى لهن ندوب
وفي كل حي قد خبطت بنعمة ....................... فحث لشأس من نداك ذنوب
فلا تحرمني نائلاً عن جنابة.................... فإني امرؤ وسط القباب غريب
ولما بلغ إلى قوله : ( فحق لشأس من نداك ذنوب) ، قال الملك : أي والله وأذنبة ، ثم أطلق شأساً وقال له : إن شئت الحباء ، وإن شئت أسراء قومك. وقال لجلسائه : إن اختار الحباء على قومه فلا خير فيه ، فقال : أيها الملك ، ما كنت لأختار على قومي شيئاً ، فأطلق له الأسرى من تميم وكساه وحباه ، وفعل ذلك بالأسرى جميعهم وزودهم زاداً كثيراً ، فلما بلغوا بلادهم أعطوا جميع ذلك لشأس وقالوا له : أنت كنت السبب في إطلاقنا ، فاستعن بهذا على دهرك ، فحصل له كثير من إبل وكسوة وغير ذلك.
وفي هذا اليوم ضرب المثل : ما يوم حليمة بسر .
كان الغساسنة قد تأثروا بالديانة المسيحية، واشترك ملوكهم في الخلافات الكنسية حول طبيعة السيد المسيح. وكانوا من أتباع عقيدة الطبيعة الواحدة (المنوفيزيين)، ويعود إلى الغساسنة فضل تعيين يعقوب البرادعي وغيره، أسقفاً في ولاية الشام، مما دعم موقف القائلين بالطبيعة الواحدة.

عملة بيزنطية عليها صورة القيصر

يمنع وضع صور نسائية

الادارة



مزيريب وشلالات تل شهاب ونبع غسان
ملوك غسان
وكانوا عمالاً للقياصرة على عرب الشام وأصل غسان من اليمن من بني الأزد ابن الغوث بن نبت بن مالك بن أدد بن زيد بن كهلان بن سبا‏.‏
تفرقوا من اليمن بسيل العرم ونزلوا على ماء بالشام يقال له غسان فنسبوا إِليه وكان قبلهم بالشام عرب يقال لهم الضجاعمهَ من سليح بفتح السين المهلة ثم لام مكسورة وياء مثناه من تحتها ثم حاء مهملةفأخرجت غسان سليحاً عن ديارهم وقتلوا ملوكهم وصاروا موضعهم‏.‏
وأول من ملك من غسان جفنة بن عمرو بن ثعلبة بن عمرو بن مزيقيا وكان ابتداء ملك غسان قبل الإِسلام بما يزيد على أربعمائة سنة وقيل أكثر من ذلك ولما ملك جفنة المذكور وقتل ملوك سليح دانت له قضاعة ومن بالشام من الروم‏.‏
وبنى بالشام عدة مصانع ثم هلك‏.‏
وملك بعده ابنه عمرو بن جفنة وبنى بالشام عدة ديورة منها دير حالي ودير أيوب ودير هند‏.‏
ثم ملك بعده ابنه ثعلبة بن عمرو وبنى صرح الغدير في أطراف حوران‏.‏
مما يلي البلقاء ثم ملك بعده ابنه الحارث بن ثعلبة.‏
ثم ملك ابنه جبلة بن الحارث وبنى القناطرْ واذرع والقسطل‏.‏
ثم ملك بعده ابنه الحارث بن جبلة وكان مسكنه بالبلقاء فبنى بها الحفير ومصنعه‏.‏
ثم ملك بعده ابنه المنذر الأكبر بن الحارث بن جبلة بن الحارث بن ثعلبة ابن عمرو بن جفنة الأول ثم هلك المنذر الأكبر المذكور وملك بعدها أخوه النعمان بن الحارث.‏
ثم ملك بعده أخوه جبلة بن الحارث ثم ملك بعدهم أخوهم الأيهم بن الحارث وبنى دير ضخم ودير البنوة
ثم ملك أخوهم عمرو بن الحارث ثم ملك جفنة الأصغر بن المنذر الأكبر وهو الذي أحرق الحيرة وبذلك سموا ولده آل محرق‏.‏
ثم ملك بعده أخوه النعمان الأصغر بن المنذر الأكبر ثم ملك النعمان ابن عمرو بن المنذر وبنى قصر السويدا ولم يكن عمرو أبو النعمان المذكور ملكاً وفي عمرو المذكور يقول النابغة الذبياني‏:‏
عليّ لعمرو نعمة بعد نعمة .... لوالده ليست بذات عقارب
ثم ملك بعد النعمان المذكور ابنه جبلة بن النعمان وهو الذي قاتل المنذر ابن ماء السماء وكان جبلة المذكور ينزل بصفين‏.‏
ثم ملك بعده النعمان بن الأيهم بن الحارث بن ثعلبةثم ملك أخوه الحارث بن الأيهم ثم ملك بعده ابنه النعمان بن الحارث وهو الذي أصلح صهاريج الرصافهَ وكان قد خربها بعض ملوك الحيرة اللخميين‏.‏
ثم ملك بعده ابنه المنذر بن النعمان ثم ملك أخوه عمرو بن النعمان ثم ملك أخوهما حجر بن النعمان ثم ملك ابنه الحارث بن حجر ثم ملك ابنه جبلة بن الحارث ثم ملك ابنه الحارث بن جبلة ثم ملك ابنه النعمان بن الحارث وكنيته أبو كرب ولقبه قطام‏.‏
ثم ملك بعده الأيهم بن جبلة بن الحارث وهو صاحب تدمر وكان عامله بقال له القين بن خسر وبنى له بالبرية قصراً عظيماً ومصانع وأظن أنه قصر برقع‏.‏
ثم ملك بعده أخوه المنذر بن جبلة ثم ملك بعده أخوهما شراحيل بن جبلة ثم ملك أخوهم عمرو بن جبلة ثم ملك بعده ابن أخيه جبلة بن الحارث بن جبلة.‏
ثم ملك بعده جبلة بن الأيهم بن جبلة وهو آخر ملوك غسان وهو الذي أسلم في خلافة عمر رضي اللّه عنه ثم عاد إِلى الروم وتنصر وسنذكر ذلك في خلافة عمر إِن شاء اللّه تعالى وقد اختلف في مدة ملك الغساسنة فقيل أربعمائة سنة وقيل ستمائة سنة وبين ذلك‏.‏
قامت في الشام قبل الاسلام ثلاث دول هي دولة الانباط في الجنوب ودولة تدمر في الشمال ودولة الغساسنة في الوسط.
دولة الانباط :
قامت هذة الدولة في القرن الساس قبل الميلاد في المنطقة الواقعة اليوم في الاردن,
وكان التنقل والترحال الطابع السائد بين قبائل الانباط .

البتراء عاصمة الأنباط.
واخيرا بدا استقرارهم في اواخر القرن الثاني قبل الميلاد واشتغلو في الزراعة والتجارة وكانت عاصمتهم البتراء بسبب موقعها الطبيعي.
ويعتبر الملك الحارث الثالث 87-62 قبل الميلاد من اشهر ملوكهم والمؤسس لدولة الانباط , فقد ههم هذا الملك جيش اليهود عدة مرات وحاصرو اورشليم وقد اصبح حاكما لدمشق سنة 85ق.م
وقد سك الحارث الثالث مسكوكات نبطية على طراز مسكوكات البطالمة (اليونان) وقد نقش الملك النبطي على مسكوكاتهة راس رجل بوضع جانبي متجة نحو اليمين (يحتمل ان تمثل الحارث نفسه) , اما الجانب الاخر للمسكوكة فانها تحمل صورة امراة ونقش الحارث اسمة ولقبهة بالحروف اليونانية .


عملات نبطية
وقد سك الملك النبطي عبادة الثاني مسكوكات فضية نقش عليها صورة لراس رجل وعلى الوجة الاخر لطائر النسر وعليها كتابة نبطية نصها ((الملك عبادة ملك الانباط)) وتاريخ السنة الثانية من حكمة وتطورت النقود النبطية منذ حكم الملك عبيدة الثالث 28-9ق.م . حيث حملت المسكوكات النبطية صورة الملك والملكة ويبدو ان ملوك الانباط كانو قد تزوجوا من شقيقاتهم مقلدين بذلك عادات الفراعنة والبطالمة , وقد ضهر على مسكوكات الملك النبطي مالكو الثاني 40-70 م وهو ابن الحارث الرابع عبارة (شقيقة الملك )
وقد اصبحت بلاد الانباط تحت السيطرة الرومانية خلال حكم الملك النبطي رابيل الثاني 71-106م
ابن الملك النبطي مالكو الثاني الذي يعد اخر ملوك الانباط بعد ذلك ضعفت دولة الانباط بتحول طرق التجارة التي كانت تمر بعاصمتهم البتراء التي كانت تربط الشرق بالغرب والشمال بالجنوب.



الحجاز :

لقد ذهب الكثيرون من الناس إلى أنّ العرب كانوا على أصل ولادة أمّهم، لم يتعلموا الكتابة ولا الحساب، فهم على جبلتهم الأولى، وهذا غمط لشأن العرب، وافتراءات على الحقائق التاريخية، ومحاولة للنيل من حضارتهم في شبه الجزيرة، التي تشمل تهامة ونجد والحجاز والعروض واليمن.
ففي حقيقة الأمر، إن كُتاباً بيثرب كانوا يكتبون بكتاب مكة، وكان في أماكن أخرى كُتاباً يكتبون بكتابهم أيضاً، فضلاً عن انتشار الكتابة بـ «المسند» في العربية الجنوبية، وفي مواضع أخرى من جزيرة العرب.
ونحن لا نريد أن نثبت هنا أنّ العرب قاطبة كانت أمة قارئة كاتبة؛ جماعها يقرأ ويكتب، وأنها كانت ذات مدارس منتشرة في كل مكان من جزيرتهم؛ تعلّم الناس القراءة والكتابة والعلوم الشائعة في ذلك الزمان «قبل الإسلام».


خط المسند هو ذاته خط السبأية.

النصب التذكاري الذي عثر عليه في مدينة العلا منقوش عليه بالخط المسند.



وهذا لا يعني أن العرب كانوا لا قارئ بينهم ولا كاتب. فقد كان بينهم من يقرأ ويكتب؛ بدليل هذه النصوص التي ترجع إلى ما قبل الإسلام، وقد عثر عليها مبعثرة في مواضع متناثرة من البوادي، وفي أماكن نائية عن الحضارة، وهي كتابات أعراب ورعاة إبل وبقر وأغنام؛ دَوَّنوها تسجيلاً لخاطر أو للذكرى أو رسالة لمن قد يأتي بينهم؛ فيقف على أمرهم.
ومن هنا، نستطيع القول أن أعراب الجزيرة قبل الإسلام، كانوا أحسن حالاً من أعراب هذا اليوم، فقد كان فيهم الكاتب القارئ الذي يهتم بتسجيل خواطره، وبإثبات وجوده، بتدوينه هذه الكتابات، وأنّ الأمية لم تكن أمّيّة عامة جامعة، بل أمّيّة نسبية، على نحو ما نشاهده اليوم في مجتمعاتنا، من غلبة نسبة الأمية على نسبة المتعلمين والمثقفين.
أما أهل الحواضر، فقد كان بينهم من يقرأ ويكتب،كما كان بينهم الأمّيّ، أي الجاهل بالقراءة والكتابة. كان منهم من يقرأ ويكتب القلم المسند، وكان بينهم من يقرأ ويكتب بالقلم النبط، وبقلم بني إرم، وكان بينهم من يكتب ويقرأ بقلمين أو أكثر.



أهم الخطوط التي كان يستخدمها العرب بين الشمال والجنوب والشرق والغرب.



وكان الأحناف يكتبون ويقرؤون، وكانوا أصحاب رأي ومقالة في الدين وفي أحوال قومهم، وهم قالوا عن بعضهم مثل «ورقة بن نوفل» أنه كان «يكتب الكتاب العبراني، فيكتب بالعبرانية من الإنجيل ما شاء أن يكتب.
وقد ذكر «الهمداني» أن العرب كانت «تسمي كلّ من قرأ الكتب أو كتب: صابئاً، وكانت قريش تسمي النبي أيام كان يدعو الناس بمكة ويتلو القرآن: صابئاً». فالصبأة على تفسير «الهمداني» هم الكتبة وكل من قرأ الكتب، وعلى ذلك يكون الحنفاء في جملة الصباة.
إن العرب من الشعوب التي عرفت الكتابة ومارستها في الجزيرة العربية قبل الإسلام بزمان طويل، وقد عثر في مواضع من جزيرة العرب على كتابات دُوّنت باليونانية وبلغات أخرى. وتبيّن من دراسة النصوص، أن العرب كانوا يدوّنون قبل الإسلام بقلم ظهر في اليمن بصورة خاصة، هو القلم الذي أُطلق عليه (القلم المسند) أو (قلم حمير)، وهو قلم يباين القلم الذي نكتب به الآن. ثم تبيّن أنهم صاروا يكتبون في ميلاد المسيح بقلم آخر، أسهل وألين في الكتابة من القلم المسند؛ أخذوه من القلم النبطي المتأخر، وذلك قبيل الإسلام.
كما بينا أنّ النبط وعرب بلاد مابين النهرين وعرب بلاد الشام، كانوا يكتبون أمورهم بالإرمية وبالنبطية، وذلك لشيوع القلمين بين الناس، حتى بين من لم يكن من «بني إرم» ولا من «النبط»، كالعبرانين الذين كتبوا بقلم إرمي، إلى جانب القلم العبراني. ولاختلاط العرب الشماليين ببني إرمن فقد تأثروا بهم ثقافيًّا، فبان هذا الأثر في الكتابات القليلة التي وصلتنا مدوّنة بنبطية متأثرة بالعربية, كنقش أم الجمال الذي يعود إلى عام 520 م
ويظهر من عثور الباحثين على كتابات مدونة بالمسند في مواضع متعددة من جزيرة العرب، ومنها سواحل الخليج العربي، أن بعضاً منها قديم، والبعض الآخر قريب من فترة ظهور الإسلام.
وفي أعالي الحجاز، عثر على أقلام تشبه القلم المسند شبهاً كبيراً، لذلك رأى الباحثون أنها من صلب ذلك القلم ومن فروعه، ولأنها متأخرة بالنسبة له، وقد سُمي قلم منها بـ «القلم الثمودي» نسبة إلى قوم ثمود، وسمي قلم آخر بـ «القلم اللحياني» نسبة إلى «لحيان»، وهي مملكة وشعبها من شعوب العربية الجنوبية، وعرف القلم الثالث بـ«الكتابة الصفوية» نسبة إلى أرض «الصفاة».



الثمودي والليحاني والسبأي




الأبجدية الصفائية


ومن الأدلة على معرفة عرب اليمن للكتابة والقراءة قبل الإسلام؛ الأوامر والقوانين التي دونّها ملوكهم وأعلنوها للناس، بوصفها في المحلات العامة وفي الأماكن البارزة.
إن تدوين تلك الكتابات ووضع الحجارة الفخمة المكتوبة للإعلان، دليل على أن في الناس قوماً يقرؤون ويكتبون ويفهمون، وأن الحكومات إنما أمرت بتدوينها لإعلام الناس بمحتوياتها للعمل بها، كما تفعل الحكومات في الوقت الحاضر عند إصدارها أمراً أو قانوناً؛ بإذاعته عبر الوسائل المعروفة على الناس.
وكان غُلمان اليمن يتعلمون الكتابة والقراءة، ويرددون قراءة ما يكتبون ويقرؤون، وقد أُشير إلى ذلك في شعر «لبيد»، قال:
فنعاف صارة فالقنان كأنها
زُبُرٌ يرجعها وليدٌ يمانِ
متعوّد لحنٌ يعيد بكفهِ
قلماً على عُسب، ذبلنَ وبانِ


وذكر أهل الأخبار أن قوماً من أهل يثرب من الأوس والخزرج، كانوا يكتبون ويقرؤون عند ظهور الإسلام، ذكروا فيهم: سعد بن زرارة، والمنذر بن عمرو، وأُبي بن كعب، وزيد بن ثابت، وكان يكتب بالكتابات العربية والعبرية والسريانية، ورافع بن مالك، وأسيد بن حُضير، ومعن بن عدي البلوي، وأبو عبس بن كثير، وأوس بن خولى، وبشير بن سعيد، وسعد بن عبادة، والربيع بن زياد العبسي، وعبد الرحمن بن جبر، وعبدالله بن أُبي، وسعد بن الربيع.



وقد أرجعوا أصل علم هؤلاء إلى قوم من يهود يثرب، مارسوا تعليم الصبيان القراءة والكتابة، دعوهم (بني ماسكة).



وإن صحّت هذه الرواية يظهر أن يهود يثرب كانوا يكتبون بالعربية أيضاً، وأنهم كانوا يعلمونها للعرب، وقد تعرض البلاذري لهذا الموضوع فقال:
(كان الكُتاب من الأوس والخزرج قليلاً، وكان بعض اليهود قد علم كتاب العربية، وكان تعلمه الصبيان بالمدينة في الزمن الأول، فجاء الإسلام، وفي الأوس والخزرج عدّة يكتبون
ويظهر أن يهود يثرب، وربما بقية يهود، مثل يهود خيبر وتيماء وفدك ووادي القرى، كانوا يكتبون بقلمهم، كما كانوا يكتبون بالعربية. ويظهر من استعمال «البلاذري» جملة: «وكان بعض اليهود قد علم الكتابة العربية، وكان تعلمه الصبيان بالمدينة في الزمن الأول»؛ أن يهود يثرب كانوا يكتبون بالعربية، كما كان يكتب بها صبيان المدينة، وكانوا يعلمون الكتابة لصبيان يثرب في مدارسهم.



لنحاول أن نلقي بعض الضوء على قبيلة الأوس والخزرج وآثارهم :



الأوس والخزرج
يتفق المؤرخون على أن الأوس والخزرج قبيلتان قحطانيتان، جاءتا من مملكة سبأ في اليمن على إثر خراب سد مأرب، وعندما وصلتا إلى يثرب أعجبتا بما فيها من أرض خصبة وينابيع ثرة، وقد كان سكانها ـ وخاصة اليهود ـ في حاجة إلى الأيدي العاملة لاستثمار الأراضي، فسمحوا لهم بالنزول قريباً منهم بين الحرة الشرقية وقباء، وكانت ظروف عملهم أول الأمرقاسية وبمرور الزمن تحسنت أحوالهم، فبدأ اليهود يخافون من منافستهم، فتداعى عقلاء الطرفين إلى عقد حلف ومعاهدة يلتزمان فيها بالسلام والتعايش والدفاع عن يثرب إزاء الغزاة، فتحالفوا على ذلك والتزموا به مدة من الزمن، ازداد خلالها عدد الأوس والخزرج ونمت ثرواتهم، ففسخ اليهود الحلف وقتلوا عدداً منهم وعملوا على إذلالهم، وبقي الأوس والخزرج على تلك الحال إلى أن ظهر فيهم مالك بن العجلان الذي استنجد بأبناء عمومته الغساسنة في الشام فاستجابوا له وأرسلوا جيشاً كسر شوكة اليهود فعادوا إلى الوفاق وعاشوا فترة أخرى حياة متوازنة، فعندما هاجم تبع بن حسان (يثرب) وأراد تخريبها وقف الجميع في وجهه حتى رجع عن قصده وصالحهم وفي هذه المرحلة من الوفاق تحرك أبناء الأوس والخزرج خارج الحزام الذي كانوا محتبسين فيه وبنوا المنازل والآطام في سائر أنحاء (يثرب) وتوسعوا في المزارع وصار لكل بطن من بطونهم مواقع كثيرة، حينئذ خطط اليهود لاستعادة سلطتهم عليهم بطريقة جديدة ترتكز على التفريق بينهم وضرب بعضهم ببعض فأعادوا التحالف معهم وجعلوا كل قبيلة منهم تحالف واحدة من القبيلتين الأوس والخزرج تمهيداً لإيقاع الفتنة بينهم، فتحالف بنو النضير وبنو قريظة مع الأوسيين، وتحالف بنو قينقاع مع الخزرجيين، وبدأت كل فئة يهودية تسعر النار في حليفتها على الطرف الآخر وتذكي العداوة والشقاق بينهما، ونجحت الخطة الماكرة واشتعلت الحروب الطاحنة ,
واستمرت قرابة مائة وعشرين عاماً ولم تنته حتى جاء الإسلام فأطفأها.
ولقد رأينا في بحث مدينة العلا الأثرية كيف أن عرب الأوس والخزرج هم الذين أتوا إلى المنطقة فجلبوا معهم الحرف السبأي العربي ونشروه في المنطقة وأنهم بعد أن انتصروا على اليهود كانت لهم الصدارة والحكم في المنطقة, لهذا كان انتشار كتاباتهم التي تتبع الخط المسند منتشرة في المنطقة.



وفي هذا الخبر وأمثاله -كما يقول الدكتور جواد علي- دلالة على أن الكتابة كانت معروفة بين أهل يثرب قبل الإسلام، وأنها كانت قديمة فيهم؛ ولهذا فلا معنى لزعم من زعم أنها انتشرت بيثرب في الإسلام، وأن الكتابة كانت قليلة -بها قبل هذا العهد- وقصد أهل الأخبار بجملة «وكان بعض اليهود قد علم كتاب العربية»؛ الكتابة بالخط العربي الشمالي، لا بالقلم المسند.
,ويظهر أن اليهود قد تعلموا الخط العربي من عرب الأنبار وبلاد الشام وهذا يعيدنا إلى النظرية الأولى التي تقول أن الخط العربي قد جاء من العرب الشماليين الأنبار( أهل الحيرة) ولكن عن طريق يهود يثرب.








رد مع اقتباس