الموضوع: مصباح الصداقة
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2019-11-14, 06:49 PM
معاوية فهمي إبراهيم مصطفى معاوية فهمي إبراهيم مصطفى غير متواجد حالياً
مشرف قسمي العيادة الصحية والمجتمع المسلم
 
تاريخ التسجيل: 2018-02-05
المشاركات: 2,734
افتراضي مصباح الصداقة


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :-
(( مصباح الصداقة ))

ثمة بشر كثيرون يُوجَدون في حياة كلٍّ منَّا: أقارب، أهل، جيران، أصدقاء.

أنواع وأشكال مختلفة الجواهر والمعادن، ترى منهم مَن هم كالجواهر المتلألئة اللامعة التي تسطع بشعاع جميل جذاب، ومنهم مَن هم كأحجار الفحم السوداء التي تشتعل بنيران ملهبة تلتهم ما يقابلها.

منهم الصالح والطالح، منهم التقي الورع، ومنهم الفاسد، منهم الإيجابيون المتفائلون، ومنهم السلبيون المتشائمون.

ما علينا جميعًا إلا أن ننتقي منهم ونختار رفيق درْبنا وصديق قلوبنا، من يعيننا على ابتلاءات الدنيا ومصائب الزمن، من يأخذ بأيدينا إلى طريق الجنة، فالصديق الحق هو بمنزلة مصباح يُنير لك طريقك، ويرشدك إلى طريق النور والإرشاد، ولننتبه لقول رسولنا الكريم: (فليَنظر أحدُكم مَن يُخالل).

هناك مقولة دائمًا نرددها منذ الطفولة وهي: (اختَر الصديق قبل الطريق)، لماذا؟!

لأن صديقك يُعد مرآة عاكسة لك، لأخلاقك ولتصرفاتك وتعاملاتك، إذا صاحبت إنسانًا صالِحًا ظهر ذلك في أخلاقك وتعاملاتك، وحب الناس لك، بعكس الصديق الطالح الذي يَنفر منه الناس.

ومن هنا أحب أن أقول لك أخي - أختي: علينا أن نصاحب من يعيننا ويأخذ بأيدينا دائمًا إلى الطريق الصحيح، طريق المتفائلين الواثقين بقدرة الله على فِعل ما يَعجِز عنه البشر.

صاحب مَن يُنقذك ويأخذ بيدك عندما تبكي عيونك، مَن تُطبطب يداه عليك بحنان، من يدعمك في الضراء قبل السراء.

وقد أوصى أحد الصالحين ولده لما حضرته الوفاة، فقال: "يا بني، إذا أردت صحبة إنسان، فاصحَب من إذا خدمته صانك، وإن صحِبته زانك، واصحَب من إذا مدَدت يدك للخير مدها، وإن رأى منك حسنة عدَّها، وإن رأى منك سيئة سدَّها".


وقال بعض السلف: "عليكم بإخوان الصدق، فإنهم زينة في الرخاء، وعصمة في البلاء".


وانتبه ليس الصديق مَن جمَّل لك الخطأ وأعانك عليه، وساعَدك على البقاء عليه، بل ذلك الذي يوقِظك إن غفلتَ، ويُنبهك إن سهوتَ، الذي يَشُدُّ على يدك إن أحسنتَ، ويضرب عليها إن أسأتَ، ولكي تتعرف على الشخص الذي ترغب في صداقته، عليك بمراقبة تصرفاته مع الآخرين، إذا ما كان يتكلم عنهم في غيابهم بالسوء، فهذه خَصلة سيئة، لاحظ أيضًا طريقة كلامه مع الآخرين، إذا كان متعجرفًا أو متعاليًا، فإذا راقبتَ تصرُّفاته يُمكن الوصول إلى نتيجة صحيحة، إذا ما كان هذا الشخص خلوقًا، ويمكن الوثوق به أم لا.

واعلَم أن العلاقة الناجحة بين الأصدقاء، هي تلك التي تُبنى على القبول والاحترام المتبادل، فعليك أن تتقبل صديقك بغضِّ النظر عن العِرقِ والثقافة، وتحترم آراءه مهما اختلفتَ معه.

وما الحل إذا كان صديقك أو أحد أصدقائك به خَصلة من خِصال الفشل؟

واجبك أن تَنصَحه وتُرشده باللين والحُسنى، وتأخذ بيده إلى طريق الصواب، وإن استجاب فخير، وإن لم يَستجب فقد فعلتَ ما يجبُ عليك.

تأمَّلوا معي قول رسولنا الحبيب عليه الصلاة والسلام: ((إِنَّمَا مَثَلُ الجليس الصالحُ والجليسُ السوءِ كحامِلِ المسك، ونافخِ الكِيْرِ فحاملُ المسك: إِما أن يُحْذِيَكَ، وإِما أن تبتاع منه، وإِمَّا أن تجِدَ منه ريحا طيِّبة، ونافخُ الكير؛ إِما أن يَحرقَ ثِيَابَكَ، وإِما أن تجدَ منه ريحًا خبيثَة)).
§§§§§§§§§§§§
رد مع اقتباس