عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 2015-07-18, 07:23 PM
فارووق فارووق غير متواجد حالياً
عضو فعال بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2015-04-08
المشاركات: 116
افتراضي

لا اتفق مع كيفية طرح موضوع انتشار الاسلام من قِبَلِ بعض المسلمين، إذ يغلب على الطرح الطابع الدفاعي: الغرب يهاجم أفكار الاسلام و تاريخه و المسلمون يدافعون و يبررون، و المدافع كثيرا ما يميل الى حشد الغث و السمين ليبرر مواقفه و ليرد ادعاءات و تهم المهاجمين!
فخذ مثلا مقولة "انتشار الاسلام بالسيف"، فالحقيقة أن اي نظامْ في الدنيا، بما فيه الاسلام، لا يمكنه الانتشار و الهيمنة إلا إذا كانت له دولة قوية تحميه و تُخْضـعُ البلدان و الشعوب لحكمه! و الرسول لم تخضع له شبه الجزيرة العربية بتوزيع الورود و لا بالدعوة فقط، و لكن ببناء الرسول لدولة قوية قامت بالغزوات و حققت انتصارات و أخضعت بالقوة بلدانا و قبائل لحكم الاسلام، ... و انظر مثلا كيف ارتدت كثير من القبائل بعد وفاة الرسول ظنا منهم أن الاسلام، اي دولته، ضعفت بوفاة الرسول و فقدت سلطانها فسرعان ما بدأ التمرد على الاسلام! و لولا القوة لما أعاد الخليفة ابو بكر المرتدين الى حكم الاسلام، ... و لولا القوة لما فتح المسلمون بلدان العالم، ... بل و حتى البلدان التي فُتِحت سِلْمًا ما كان ذلك ليتحقق لولا وجود دولة اسلامية قوية جعلت بعض البلدان تفضل الدخول سِلْماً تحت سلطان دولة الاسلام بدلا من دخولها في حرب هي منهزمة فيها لا محالة، فنذكر على سبيل المثال لا الحصر خطاب الرسول صلى الله عليه و سلم الى مَلِكَي عمان، جَيْفَرٍ وَعَبْدٍ ابْنَيِ الْجَلَنْدِيِّ: "مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ إِلَى جَيْفَرٍ وَعَبْدٍ ابْنَيِ الْجَلَنْدِيِّ، سَلَامٌ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى، أَمَّا بَعْدُ : فَإِنِّي أَدْعُوكُمَا بِدِعَايَةِ الْإِسْلَامِ ، أَسْلِمَا تَسْلَمَا ، فَإِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَى النَّاسِ كَافَّةً ، لِأُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ ، وَإِنَّكُمَا إِنْ أَقْرَرْتُمَا بِالْإِسْلَامِ وَلَّيْتُكُمَا ، وَإِنْ أَبَيْتُمَا أَنْ تُقِرَّا بِالْإِسْلَامِ فَإِنَّ مُلْكَكُمَا زَائِلٌ ، وَخَيْلِي تَحِلُّ بِسَاحَتِكُمَا ، وَ تَظْهَرُ نُبُوَّتِي عَلَى مُلْكِكُمَا"‏‏(من كتاب هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى لابن قيم الجوزية)، .... ‏
و الغرب اليوم لم يُخضع دول العالم و منهم البلدان الاسلام تحت سلطانه و قوانينه بالدعوة و لكن لتوفره على قوة يخشاها الناس فيخضعون طواعية أو عنوة لأوامر و سياسات الغرب!
فحين التحدث عن "انتشار الاسلام بالسيف" يجب التفريق بين إخضاع البلدان و الشعوب لأحكام الاسلام و نظامه و الذي تحقق فعلا بالقوة، و بين الافراد الذين لم يجبروا على اعتناق الاسلام و إنما كان اسلام من اسلم منهم عن اختيار و رضا و ليس عن إكراه، ... فلا يجوز إكراه أَحَدٍ ليسلم لكن يجب إخضاعه لقوانين الاسلام العامة في البلدان التي تخضع لسلطان المسلمين، لكن يُترك و ما يعتقد في المسائل المتعلقة بالعبادات و بالأحوال الشخصية!
...
رد مع اقتباس