عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2020-01-14, 02:02 AM
ايوب نصر ايوب نصر غير متواجد حالياً
مسئول الإشراف
 
تاريخ التسجيل: 2012-10-23
المشاركات: 4,818
افتراضي تحقيق حول الحديث القدسي

قليلا ما يتفق لي ان اكتب في مواضيع مرتبطة بالبحث العلمي ، و ذلك ان اغلب ما يخطه قلمي يندرج تحت باب الرد و الجدل و النقد ، حتى انه يخيل الي احيانا اني احمل سيفا لا قلما ، و يهيئ الي انني في ساحة قتال ، فدعني يا صاحبي اقدم لك شيئا من باب البحث و التحقيق ، بعيدا عن الجدل و المناظرات .

كل الاقوال التي وقفت عليها ، و المتعلقة بالفروق بين الحديث القدسي و القران ، و خاصة منها ما يتعلق باللفظ و المعنى ، ترجع الفرق الى ان القران من لفظ الله ، عز و جل ، و معناه ، و اما الحديث القدسي ، فمعناه وحي من الله عن طريق الالهام او المنام ، و اما اللفظ فهو من عند رسول الله _ صلى الله عليه سلم _ .
قال ابو البلقاء في ذلك : "ان القران ما كان لفظه و معناه من عند الله بزحي جلي ، و اما الحديث القدسي فهو ما كان لفظه من عند الرسول و معناه من عند الله بالالهام او بالمنام "
و قال الطيبي : " القران هو اللفظ المنزل به جبريل على النبي صلى الله عليه و سلم ، و الحديث القدسي اخبار الله معناه بالالهام او بالمنام ، فاخبر النبي بعبارة نفسه ، و سائر الاحاديث لم يضفها الى الله تعالى و لم يروها عنه تعالى"

و هذا التقييد ، و ان كان يعطي فرقا بين القران و الحديث القدسي الا انه يجعلنا امام معضلة ، و هي ان الحديث النبوي ،هو الاخر يفرق عن القران ،في كون معناه من الله بالالهام او المنام و ان لفظه من نفس رسول الله _ صلى الله عليه و سلم _ ، و اذا كان الامر على هذا النحو من التقييد ، فانه لا فائدة من جعل الحديث القدسي نوعا ثالثا منفردا ، لانه بهذا يكون هو و الحديث النبوي على سواء .

و قد كان هذا حاضرا في نفس الطيبي ، و ان لم يصرح به ، و لكنه رماه من طرف خفي ، فقال : " و سائر الاحاديث لم يضفها الى الله تعالى و لم يروها عنه تعالى " ،فجعل الفرق بين القدسي و الحديث النبوي هو ان هذا الاخير غير مضاف الى الله تبارك و تعالى ، فيكون الفرق ، بينهما ، على هذا في نسبة كل منهما الى قائله ، و لازم هذا يقتضي ان الحديث القدسي هو الاخر من لفظ الله تبارك و تعالى و معناه ، و انه ليس من عبارة نفس النبي _ صلى الله عليه و سلم _ و لذلك اضافه و نسبه الى قائله ، و اما الحديث النبوي فهو من لفظ الله و اخبر به النبي - صلى الله عليه و سلم _ بعباره نفسه.
و هنا يظهر لنا الفرق بين القران و الحديث القدسي و الحديث النبوي في مسالة اللفظ و المعنى ، فييكون :
القران و الحديث القدسي من عبارة الله و معناه ، فهما يلتقيان من هذه الجهة و يفترقان من جهات اخرى ، و اما الحديث النبوي فمعناه من الله و الموحى الى الرسول الذي عبر عنه بعبارة نفسه

فاذا تقرر هذا ، و تقرر معه ان الحديث القدسي من لفظ الله و معناه ، فان هذا يقتضي اثبات صفة الكلام ، و فيه رد على من خالفوا اهل السنة في هذه الصفة من جهمية و معتزلة و ما انطوى تحتهما ، و ان الله لم يزل متكلما متى شاء و بما شاء ، و مع من شاء من عباده ، و ماذا افعل لك يا صاحبي ، فهذا القلم مهما حاولت ترويده الا و يحرن بي الى ساحات الرد و النقد و الجدل .

كتب: الاثنين 18 جمادى الاول 1441 ( 13/01/2020)
__________________
( فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ) الكهف 6

كل العلوم سوى القرآن مشغلة ..... إلا الحديث وعلم الفقه في الدين
العلم ما كان فيه قال حدثنا ..... وما سوى ذاك وسواس الشياطين

آخر تعديل بواسطة ايوب نصر ، 2020-01-15 الساعة 01:23 AM
رد مع اقتباس