عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2011-08-11, 03:09 AM
mmg75 mmg75 غير متواجد حالياً
عضو فعال بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-09-28
المكان: مصر
المشاركات: 74
افتراضي لماذا ارتبط اللطف الإلهى عند الشيعة بوجود الأئمة؟

لماذا ارتبط اللطف الإلهى عند الشيعة بوجود الأئمة؟
ركن الامامة هو الركن الذى تفرد به الامامية عن غيرهم من الطوائف ، فجعلوا منكرها مرتداً منكراً للدين عندهم ـ على الرغم من اختلاف علمائهم حولها ـ
حتى جعل بعض علمائهم انكار الإمامة أشد من انكار النبوة
يقول ابن المطهر الحلى : " الإمامة لطف عام، والنبوة لطف خاص لامكان خلو الزمان من نبي حي، بخلاف الإمام لما سيأتي، وإنكار اللطف العام شر من إنكار اللطف الخاص، " [ابن المطهر الحلي/ الألفين].
و اعتمدوا فى ذلك المعتقد على أن بقاء الامام حيا ً هو مظهر من مظاهر اللطف الإلهى بل هو واجب على الله .
ووضعوا العواقب و النتائج المهلكة لغياب ذلك الامام
و سأكتفى فقط بما أورده الكلينى حيث ذكر :
عَلِيٌّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْمُؤْمِنِ عَنْ أَبِي هَرَاسَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ( عليه السلام ) قَالَ لَوْ أَنَّ الْإِمَامَ رُفِعَ مِنَ الْأَرْضِ سَاعَةً لَمَاجَتْ بِأَهْلِهَا كَمَا يَمُوجُ الْبَحْرُ بِأَهْلِهِ . الكافي : المجلد الأول صفحة (179)
و أيضا : على بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام )أَ تَبْقَى الْأَرْضُ بِغَيْرِ إِمَامٍ قَالَ لَوْ بَقِيَتِ الْأَرْضُ بِغَيْرِ إِمَامٍ لَسَاخَتْ . الكافي : المجلد الأول صفحة (179)

فوجود الامام حياً لطف إلهى واجب على الله حتى لا تسيخ الأرض و لا تموج بأهلها .

و يعتمدون وجود هذا اللطف فى وجود الأئمة ، وحددوا عدد أولئك الأئمة باثنى عشر إماما محددين بأسمائهم .
إذا فاللطف الإلهى الذى بنوا معتقدهم على افتراض وجوبه على الله هو مرتبط و متمثل فقط بوجود أولئك الأئمة و بدونهم ينعدم هذا اللطف .
بينما نجد و بمراجعة بسيطة لآيات الله و كلامه سبحانه أن لطف الله ليس متعلقاً و لا متوقفاً على حياة أحد .
فالله هو اللطيف سبحانه : "اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (19)" الشورى
فمظاهر لطف الله لا تعد ولا تحصى و ليست متوقفة على أحد من عباده بل هى بيد الله وحده سبحانه .

فأنزل إلينا كتابه الخالد المحفوظ و تكفل بحفظه وجعل فيه الهدى و التبيان و الشفاء .
و أرسل إلينا رسوله صلى الله عليه و آله وسلم معلماً و ناصحاً وجعله بنا رؤوفاً رحيماً ، فبيّن و نصح للأمة .
وجعل تلك الأمة خير أمة أخرجت للناس فأخرج من تلك الأمة من تكفل بجمع كتابه الكريم المحفوظ بحفظ الله له ، و جعل منهم من شرع فى جمع الأحاديث و الروايات الصحيحة عن نبى الاسلام صلى الله عليه وسلم .
وأمرنا بتدبر كتابه : " كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ (29) " سورة ص
و أمرنا بأن تنفر جماعة من المسلمين ليتفقهوا فى الدين : " وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ (122) " سورة التوبة
إذا فلم يرتبط الدين هنا بحياة أشخاص بأعيانهم و لا حتى نبى الرحمة صلى الله عليه و آله وسلم ،
و الدليل على ذلك قوله تعالى : " وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33) " سورة الأنفال
إذاً فلطف الله عز وجل لا يتوقف على وجود أى أحد مهما كان يتواجد بحضوره أو ينزوى بغيابه .
فالله وحده هو اللطيف سبحانه .
رد مع اقتباس