عرض مشاركة واحدة
  #19  
قديم 2010-07-04, 01:07 AM
زينب من المغرب زينب من المغرب غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2009-08-14
المكان: tangier morocco
المشاركات: 1,013
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وهنا يقف ذاك الذي قال عن نفسه ملحد عربي, وقد جمع في جملته التعريفية هذه بين متناقضين.
فجميعنا يعلم أنه حين ألحد لم يفعل سوى لبس سروال الغرب المتسخ- بعد أن أزاله عنه الغربي ليرسله إلى القمامة- فالتقطه هذا الناطق بالعربية ولبسه.
بينما العربي ارتبط اسمه بالنخوة والبهاء والصفاء، أولسنا ننعت الذي لديه عزة نفس بأنه ذو نخوة عربية؟؟
فكيف إذن يلبس ذو النخوة لباسا متسخا؟؟
أرأيت التناقض بين الكلمتين؟؟
وهذا هو الجديد المستحدث بين أظهرنا. جاءنا ليقف أمام مشاهد من أمثال هذه الأم ويطرح سؤالا تعفه الفطرة ينم عن جهل وعن قلب تشمع بالشبهات والوساوس الشيطانية.
يقول لك أين عدل الله مع هذا الطفل؟؟
حقيقة لا أخفي عنك أنني حين اقتربت من تلك الأم وابنها تذكرت شبهات هؤلاء الملاحدة لأنني قرأتها كثيرا في المنتديات. فالذي يقول لك لماذا يعذبنا الله وهو خالقنا؟؟. والذي يقول لماذا يخلق معوقين ومرضى. وكثيرة جدا هي السخافات المترجمة عن الآخرين.
ترامت تلك العناوين والخزعبلات إلى ذهني وبدأت أنظر يمينا وشمالا, فما وجدت سوى إختلاط على أشده وجهر بالمنكر على مرأى من الجميع رضي من رضي وسخط من سخط.
أرى الميوعة أمامي تزحف الخيلاء بعد أن أرخيت لها الحدود في هذا البلد.
كم من ذنب رمقته بعيني وأنا أتجول بين الأوجه والحركات والسكنات، كم امتعضت حنقا وغيضا من التفسخ والإنحلال الذي يحوم حولي .

له أسماء متعددة منهم من يسميه "حرية" ومنهم من يسميه "تقدم" ومنهم من يسميه "موضة" ومنهم من يسميه "التحرر من عقدة المجتمع وظلمه"...تعددت الأسماء والمنكر واحد.
وقلت في قرارة نفسي اللهم لا تعذبنا بما فعل السفهاء منا، وفي أثناء قولها, قلت سبحان الله لو شاء الله لنسف بنا هذه المدينة العائمة في المنكرات في لمحة بصر ولكن رحمته سبقت، وهذا ما عجز عن رؤيته ذلك الأعمى فطرح السؤال من جهته ونسي أن الذي فسدت لديه حاسة الذوق لا يعتد به في الحكم على مذاق الطعام.
يناقش العدل الإلهي وهو منكر لوجود إله. وهذا ما أحتاج فعلا أن أفهمه.
كيف يعقل أنه لا يزال يتخبط ويرتجي العلم ليعطيه دليلا واحدا على نفي وجود إله -ولن يستطيع-ثم ودون أن يحظى منه بجواب رجائه يقفز هذه القفزة ليناقش في عدله.
عدل من؟؟ عدل إله تنكرون وجوده؟؟
ومنهم من يقول لك إنني أحاول أن أستعمل معك الإستدلال بالعكس لنصل إلى عدم وجود الله.
وهذا الآخر عليك أن تقول له إذن اذهب إلى أعلى قمة جبلية وارم نفسك منها. لأن استدلالك هنا سيحتاج منك أن تأخذ كل صفة من صفات الإله وتستعمل معها هذا الإستدلال بالعكس لتصل إلى نفيها وهذا ما لن تستطيعه.
ولسنا بذلك نقر له بأن إحتمال نفي صفة العدل وارد.
لا طبعا فهذا الولد وذاك المعاق وتلك الحرب وووو كلها تنطوي تحت حكمة ربانية عظيمة.
ومن يضمن لي أن هذا الطفل لن يكون ذو مستقبل زاهر وأنه لن تتلقاه يد كريمة تحن عليه. فإستعمال العدل هنا هو ضرب من العبث لأنه يتحدث عن غيب لا ندريه.
وذاك المعاق من يستطيع أن يقول لي أي جزاء سيناله نتيجة صبره وصبر المحيطين به.
وذلك الطفل الذي تعرض للتعذيب حتى الموت. من ظلمه؟؟

إن قال الله قلنا له حاشا لمن حرم الظلم على نفسه أن يظلم, وما تلك المحنة سوى محطة يمرق منها بسهولة إلى جنة الرحمان.مع عدم علمنا بماذا كان سيكون ذلك الطفل.
وحتى إن تحدثنا وأطلنا الحديث حول هذه الشبهة الغبية التي يحب إثارتها ناقص عقل مغشى القلب فاقد البصيرة, فإننا سنجد أنفسنا أمام مسخ برمجه الآخرون على أن يقول دون أن يسمع إلا من رحم ربي.

وجلت ببصري والدموع تعيق علي النظر وأنا أرى مشاهد تغضب صاحب غيرة على الدين. وواقعا تجري فيه حكمة وعدل ورحمة الخالق الكريم.
هل جربت مرة أن تلبس نظارة أحد يعاني من ضعف بصر حاد؟؟
بماذا شعرت؟؟

أكيد بالدوار ولم تستطع رؤية شيء، إصدقني القول إن قلت لك إنه نفس الإحساس الذي يراودني حين أسمع أحدهم يقذف هذه الشبهات.
وكأنه بما يطرح يريدنا أن نرى بنظارته ومن زاويته.
إضافة إلى أن نظارته عليها غبار وهو إعتاد النظر بها عبر ذلك الغبار كيف إذن سنريه أن عليها غبار. إن أزلنا النظارة عن عينيه لم ير الغبار لأنه ضعيف البصر من دونها, وإن أعدناها فهو قد إعتاد النظر بغبارها. حتى إن مسحته عنها وأعدتها إليه اشتكى لك من قوة الضوء النافذ عبر زجاجها ونعتك بأنك تصرفت بتخلف فطبيبه لم يقل يوما له عن هذا الغبار ولا مسحه عنه.
أرأيت مدى صعوبة حاله؟؟
ذاك هو الملحد العربي وتلك هي بصيرته فهل تعتقد أن هذا يؤهله للحديث عن العدل في عالمه الخالي من هذا المعنى؟؟
وللحديث بقية إن شاء الله تعالى لنرصد هذا المعنى في حياة الملحد.

رد مع اقتباس