عرض مشاركة واحدة
  #62  
قديم 2012-11-17, 06:22 PM
آية.ثقة آية.ثقة غير متواجد حالياً
عضو جاد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2012-01-30
المشاركات: 302
افتراضي


توقف القتال:

ثم تراجع المسلمون ، وتراجع الكفار كما قلنا بعد إشاعة قتل النبي صلى الله عليه وسلم ، توقف المشركون عن القتال وتوقف المسلمون عن القتال إلا حوادث بسيطة ، وعند ذلك وقف القتال.
ونستطيع أن نلخص ما دار في هذه المعركة في نقاط:
_أولا: أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد القتال من المدينة في البداية ، ولكن لما أصر شبان الصحابة خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى أحد وتم القتال هناك.
_الحادثة الثانية: أن عبد الله بن أبي مسلول رجع بثلث الجيش فصار عدد المسلمين سبعمائة ، وكان عدد المشركين ثلاثة آلاف.
_من الأشياء التي تذكر : أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر الرماة أن لا يتركوا مكانهم .
_ومنها أن النبي صلى الله عليه وسلم أعرض سيفه فأخذه أبو دجانة وتبختر به فقال النبي صلى الله عليه وسلم :" هذه مشية لا يحبها الله تبارك وتعالى إلا في هذا الموطن".
_ وكذلك من الأمور التي تذكر أن المشركين هزموا في أول هذه المعركة ، ثم مخالفة الرماة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم وصارت الدائرة بعد ذلك على المسلمين .
_ ويذكر كذلك استشهاد حمزة عم النبي صلى الله عليه وسلم ، واستشهاد أنس بن النضر ، واستشهد كذلك عمر بن الجموح ، وعبد الله بن عمر بن حرام وغيرهم.
_ كذلك مما يذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم أصيب في هذه المعركة حتى سقطت رباعيته وشج وجهه صلوات الله وسلامه عليه.
_ محاولة أبي بن خلف قتل النبي صلى الله عليه وسلم فقتله النبي صلى الله عليه وسلم ، وهذا هو الرجل الوحيد الذي قتله رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ووقعت حوادث في هذه المعركة :
- رجل يقال له قزمان ، هذا الرجل قاتل مع المسلمين قتالا شديدا ، ولكن جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بما فعله قزمان. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "هو من أهل النار". استغرب الناس يقاتل هذا القتال ويكون بالتالي من أهل النار. فقال رجل من الصحابة: لأتبعنه. فتبعه، فلما أصيب قزمان في أثناء القتال وضع نصل السيف في الأرض ثم نام عليه حتى قتل نفسه ، وجاء هذا الرجل قبل أن يقتل نفسه ، وكان قد أصيب . فقال له : هنيئا لك الجنة، قاتلت في سبيل الله. فقال: لا والله، إنما قاتلت عن أحساب قومي. (أي ما أراد وجه الله تبارك وتعالى) .
وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أول من تسعر فيهم النار ثلاثة: وذكر منهم صلوات الله وسلامه عليه رجلا جريئا ، يقول الله له: أعطيتك من القوة فماذا صنعت؟ فيقول: قاتلت فيك حتى قتلت. فيقول: إنما فعلت هذا ليقال جريئا وقد قيل.
فرجع الصحابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال له ما وقع لقزمان من قتله لنفسه ، فقال صلى الله عليه وسلم : " الله أكبر لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة ، هو من أهل النار".
ولذلك لا ينبغي لنا أن نحكم على الناس إذا قاتلوا بأنهم شهداء ، الله أعلم بما في قلوبهم ، ولكن أيضا لا ينبغي أن نسيء بهم الظن بل نحسن فيهم الظن ، وأنهم إنما قاتلوا في سبيل الله ، وهذا هو الأصل ، ولذلك الأولى أن نقول نحسبهم شهداء . نظنهم شهداء ، نسأل الله لهم أن يكونوا من الشهداء أو ماشابه ذلك من الكلمات.
_وفي هذه المعركة جمع النبي صلى الله عليه وسلم أبويه لسعد بن أبي وقاص وقال له: ارم فداك أبي وأمي.
_وفي هذه المعركة قول أبو بكر : كنا نقول عن أحد هو يوم طلحة.
_وفي هذه المعركة كذلك هو إشاعة مقتل النبي لما أشاعه ابن قمئة.
_وكذلك قاتل مع النبي صلى الله عليه وسلم امرأة ، وهي نسيبة بنت كعب ، لما اشتد القتال ، ووقع بالمسلمين القتل ، وأراد المشركون قتل النبي صلى الله عليه وسلم كان ممن دافع عن النبي صلى الله عليه وسلم امرأة يقال لها أم عمارة نسيبة بنت كعب .
_وكذلك مما يؤخذ من هذه المعركة أن المسلمين وقعت عليهم الهزيمة في آخر المعركة ، وقتل منهم عدد كثير.
_وقاتل مع النبي صلى الله عليه وسلم رجل يقال له مخيريق ، يهودي أسلم وقاتل مع النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول مخيريق خير اليهود.
_وبعد هذه المعركة أحيا الله تبارك وتعالى بعض الشهداء في أحد، وهم عبد الله بن عمرو بن حرام وأصحابه ، وقال لهم تمنوا علي: قالوا نتمنوا أن ترضى عنا فقد رضينا عنك. قال: فإني قد رضيت عنكم فلا أسخط عليكم أبدا.

رد مع اقتباس