لعلك تذكر الايات من سورة البقرة ، و كلامنا حول ما ترويه من قصة سيدنا موسى _ عليه السلام _ مع قومه ، حين امرهم بذبح بقرة ، و لعلك تذكر ايضا كيف استخرجنا من تلك القصة ، و تلكم الايات ، حججا على حجية السنة النبوية ، و ما ما تولد عن تلك الحجج من مقالتين قصفنا بهما اركان الاريكيين ، فجاءت المقالة جاءت الاولى تحمل اسم " (( قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ .... )) "(1) و ولدت بعدها الثانية فسميناها " بنو اسرائيل vs الاريكيين "(2) ، لعلك يا صاحبي تذكر كل هذا ، و تذكر ايضا كيف افل نجمهم و غابت شمسهم .
و قد جئنا لنقفي تلك المقالتين بمقالة ثالثة ، و سنجعل حجتنا القصة نفسها التي سبق و استعملناها .
قال _ عز و جل_ : (( وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا غ– قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (67) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ غڑ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَّا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ (68) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ (69) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِن شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ (70) قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَّا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَّا شِيَةَ فِيهَا غڑ قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ غڑ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ (71) )) البقرة .
و كما تعلم يا صاحبي ، ان هذا الحوار الذي كان بين موسى و ربه ، و ما اوحى اليه ربه فيه من امر بذبح البقرة و بيان صفاتها و لونها ، انما كان بعد القاء الالواح ، و قد اثبتنا ذلك و اثبتنا معه ان هذا وحي اخر خارج عن الالواح ، اي هو حي خارج الكتاب ، و مع ذلك لم يعترض بنو اسرائيل على نبيهم _ عليه السلام _ بان يقولوا بيننا و بينك الالواح ، فما وجدناه فيها اخذناه و ما لم نجده فيها تركناه ، و انما سمعوا و اطاعوا ( راجع المقالة الاولى )
و انا الان اريد ان اناقش نقطة اخرى قريبة من النقطة التي ناقشناها في المقالة الاولى ، و هي التي نجد بيانها في جوابهم على امره لهم بذبح بقرة و في قوله تعالى (( وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا ۖ وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ (72) فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا ۚ كَذَٰلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَىٰ وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (73 ) )) البقرة . فبنو اسرائيل لم يتسخدموا عقولهم حين امروا بضربه بها و لم يقدموا العقل على الشرع ، فحين امرهم نبيهم بذبح البقرة لم يعترضوا و انما كان خطؤهم في كثرة اسئلتهم ، و حين علموا صفات البقرة و لونها ، و امروا بذبحها و ضرب ميتهم ببعضها ، لم نجد لهم اي اعتراض او قول بان هذا غير منطقي او مخالف للعقل ، و انما امتتلوا للاوامر و فعلوا ما امروا به ،و بنو جلدتنا من معتزلة و ما تولد عنهم من عقلانيين و اريكيين يقدمون عقولهم على الشرع و يعارضونه بسفسطاتهم الفارغة و هم بهذا رضوا لانفسهم ان يكونوا اسوا حالا من بني اسرائيل
**********
(1)
https://www.ansarsunna.com/vb/showthread.php?t=95293
(2)
http://www.ansarsunna.com/vb/showthread.php?t=96876
كتب: الاربعاء 15 صفر 1440 (24/10/2018)