عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2009-07-08, 11:39 PM
مسدد مسدد غير متواجد حالياً
محاور
 
تاريخ التسجيل: 2008-06-24
المشاركات: 191
منقول الحوار وأثره فى التربية [منقول]



الحوار وأثره في التربية ..


المقدمة

لأن الحوار أسلوب حضاري .. وضرورة إنسانية لا يتم العمران والتواصل بغير حوار تتوافر فيه شروط نجاحه. الحوار على كافة المستويات وبين جميع الأطراف الفاعلة وسيلة حضارية للالتقاء على كلمة سواء. فلا يصطدم طرف بآخر .. ولا تهدر الجهود هباء لأنها سارت في المسار غير الصحيح.
من يحدد موضوع الحوار؟
في كل علاقة بين طرفين ينبغي أن يسعى كلا الطرفين للآخر قبل إقدامه على عمل في المنطقة المشتركة بينهما فإما أن يقبل الآخر ما يعرض عليه قبول اقتناع ورضا .. وإما أن يبدى الطرف الآخر رأيه فيما يعرض عليه ومن الأفضل وضع مشروع لجدول أعمال الحوار يحدد موضوعات النقاش وعناصر كل موضوع. فإذا لم يسع أحد الأطراف باقتراح لفتح باب الحوار وفوجئ الآخر بما يفرض عليه، إذا تناسى أحد الأطراف حق الآخر وأقدم على اتخاذ خطوات تتعلق بالآخر دون سابق اتفاق بينهما فان الآخر من حقه المراجعة .. بل له حق التوقف وعدم التفاعل مع تلك الإجراءات .. وإلا فأين حقوق الإنسان وحقوق المواطن وحقوق الجار وحقوق الصداقة وحقوق ذوى القربى وحقوق سائر الخلق بعضهم على بعض.
والإيضاح فريضة من فرائض الحوار وركن من أركانه.
هل الحوار نوع من الجدل؟
ليس ذلك تماما .. إنما الحوار مناقشة مفتوحة بين أطراف ترجو الوصول إلى قرار ما أو اتفاق ما فإذا استمر الحوار حراً يسير في قناة تحري الحق والوصول إلى الهدف فهو حوار وإن ذهب أحد الأطراف بعيداً يريد إطالة الحوار وإضاعة الفرصة فإنما يكون ذلك جدلا لذلك يطالبنا القرآن الكريم في ممارستنا للدعوة أن ندعو بالحكمة وهى وضع الأمور في نصابها والموعظة الحسنة وهى تلك التي لا تجرح المشاعر ولا ترهق كرامة فإن واجه الداعية جدلاً ولفاً ودوراناً فلابد من مجادلته ولكن بأسلوب أفضل وطريقة أقصر وخط أقوم.
دلالة الحوار وفلسفته:
للحوار في لغتنا وتراثنا معان رفيعة القدر سامية الدرجة تكسوها مسحة حضارية راقية ، فتكسبها دلالة عميقة تعبر عن روح الأمة.
فالأصل في الحوار هو المراجعة في الكلام، بما يوحي إلى ما ينبغي من رحابة الصدر، وسماحة النفس، ورجاحة العقل، وبما يتطلبه من ثقة ويقين وثبات، وبما يرمز إليه من القدرة على التكييف، والتجاوب، والتفاعل، والتعامل المتحضر الراقي مع الأفكار والآراء جميعاً.
وارتباط الحوار بمعنى الرجوع عن الشيء والى الشيء، يثبت في الضمير الإنساني فضيلة الاعتراف بالخطأ، ويركز على قيمة عظمى من قيم الحياة الإنسانية، وهي القبول بمبدأ المراجعة، بالمفهوم الحضاري الواسع الذي تجاوز الرجوع عن الخطأ، إلى مراجعة الموقف برمته، إذا اقتضت لوازم الحقيقة وشروطها هذه المراجعة، واستدعى الأمر إعادة النظر في المسألة المطروحة للحوار على أي نحو من الأنحاء، وصولاً إلى جلاء الحق.
فالحوار قيمة من قيم الحضارة الإسلامية، المستندة أساساً إلى مبادئ الدين الحنيف وتعاليمه السمحة، وهو موقف فكري وحالة وجدانية وهو تعبير عن أبرز سمات الشخصية الإسلامية السوية، وهو سمة التسامح، لا بمعنى التخاذل والضعف بوازع من الهزيمة النفسية، ولكن بمعنى الترفع عن الصغائر، والتسامي عن الضغائن، والتجافي عن الهوى والباطل.
وهذه بعض الأقوال ..
 الحوار قيمة من قيم الحضارة الإسلامية ولا يعني التخاذل والضعف.


 العالم يحتاج إلى الحوار منهجاً ووسيلة وأداة لتفادي الصدام والحروب.

 هدفنا من إقامة الحوار التفاعل بين الثقافات وهو التعارف القرآني السامي.

 من شروط الحوار الجاد الهادف أن يتصف بالحكمة، والحكمة هي جماع العلم و المعرفة.

 الحوار الذي يجب أن ندعو إليه هو الذي يستمد من الإسلام روح الاعتدال.

معنى الحوار
قال العلامة ابن فارس رحمه الله تعالى: (حور) والواو والراء ثلاثة أصول:
أحدها: لون، والآخر الرجوع، والثالث أن يدور الشيء دوراً إلى أن قال وأما الرجوع فيقال حار، إذا رجع. قال الله تعالى: "إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ".14 (الانشقاق)
والعرب تقول: "الباطل في حور" أي رجع ونقص.
(الحور) مصدر حار حوراً رجع، وتقول: كلمته فما رجع إليّ حواراً وحواراً ومحورة وحويراً.
وقال العلامة الراغب الأصفهاني رحمه الله تعالى: الحوار: المرادة في الكلام، ومنه التحاور. قال الله تعالى: "وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا". 1(المجادلة)
وقال الإمام الزمخشري: "وحاورته: راجعته الكلام ، وهو حسن الحوار".
وقيل في المعجم الوجيز: حديث يجري بين شخصين أو أكثر. وتحاوروا: تراجعوا الكلام بينهم، وتجادلوا..
وقال في لسان العرب: معنى الحوار، حاوره محاورة وحواراً : جاوبه. في كتاب الله: ﴿وقال له صاحبه وهو يحاوره ﴾ الكهف, الآية:37 . قال القرطبي: أي يراجعه في الكلام ويجاوبه، والمحاورة المجاوبة، والتحاور: التجاوب".ولقد وردت مادة الحوار في القرآن الكريم في ثلاثة مواضع وكلها جاءت بمعنى مراجعة الكلام وتداوله بين طرفين:
 ﴿فقال لصاحبه وهو يحاوره أنا أكثر منك مالاً وأعز نفراً﴾.الكهف ، الآية :34
 ﴿قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب﴾.الكهف ، الآية: 37
 ﴿وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما﴾.المجادلة ،الآية :1
والحوار هو عملية محاورة, بين أفراد؛ اثنين أو أكثر, يتخللها موضوع يطرحه أحدهم ويجاب عنه, وقد ينتج عنه تفريعات أخرى.
ومن أثر الحوار: أن يفكر المحاور في آرائه أو يتراجع عنها أو يزداد بها وثوقاً.
ولفظ الحوار لم يكن مستعملاً في تاريخنا بشكل كبير وقلما كان يستعمله علماء الأصول أو علماء الكلام بخلاف لفظ الجدل والمناظرة.
يتبع ..



آخر تعديل بواسطة أبو جهاد الأنصاري ، 2018-02-12 الساعة 12:04 AM
رد مع اقتباس