[ابو براء الانصارى]

لصوم رمضان فوائد صحيه كثيره . ويكفى ماله من تأثير نفسى راقى روحانى على قلوب المؤمنين فهو يسمو بالروح ويهذب الجسد ويخفف صدأ القلب وينيرالعقول وينقى السريره ويعلمك الصبر والتحمل
قال تعالى ( ياأيها الذين اّمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون)
الحكمه من صوم رمضان هى تجويع وتعطيش الجسد وامتناعه عن الحلال والحرام ايضا لعدد ساعات وايام متواصله , والنتيجة المتحصلة هى التقوى
فهل يا ترى هناك اتصال بين منع الجسد من المباح وبين بلوغ التقوى؟
عندما تتحرر النفس من أسر وتأثير الجسد وشهواته تعود وترقى إلى فطرتها العلوية، فتبحث عن غذائها في آيات القرآن، او فى الصوم نفسه فالصوم ليس منعا فقط بل هو عطاءاً للايمان والشموخ النفسى ايضا قبل ان يكون حرمان من الملذات
فترقى النفس إلى حيث الملائكة؛ فتجذب الجسد ليرقى معها، فيأنس الجسد بنفسه السابحة في روحانيات ونفحات ربانية، فيستشعر لذة القرب من الله، فينسى آلامه، بل قد يستعذب العذاب طالما كان في سبيل الله تعالى.
تخيل اخى الموحد الصائم انك صائم عن ما يمدك بالطاقة والنشاط وتسير او تختلط بقوم مشحنون بملذات الغذاء والشراب والمتع - نصارى او ملحدين او علمانين او غيرهم- فوالله الذى لا اله غيره اتك لتجد فى صدرك تجاههم شىء من الاشمئزاز
فأنت تشبه نفسك-بلا تكبر ولا غرور ولعياذ بالله- بالنجم العالى الذى لا يحصل من مباحات الدنيا على شىء ولكنه صامد فى اداء واجبه مستعلى بنفسه الراقيه السمقه مترفع عن ملذات الارض الفانيه متقرب الى ملذات الله الباقيه
.فاللهم اجعلنى واياكم من الطائعين لك حق طاعتك المتقربين لك حقاً وصدقاً قلباً وقالب بدناً ونفساً الله اّمين