عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 2009-12-19, 07:59 AM
أبو جهاد الأنصاري أبو جهاد الأنصاري غير متواجد حالياً
أنصارى مختص بعلوم السنة النبوية
 
تاريخ التسجيل: 2007-07-22
المكان: الإسلام وطنى والسنة سبيلى
المشاركات: 8,401
افتراضي

يقول تعالى : وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ [ البقرة : 143 ] وفى باب العمل قد افترقت أمة الإسلام إلى طرفين ووسط ، فأما الطرفان فغالٍ ومفرّط ، فأما الغال فهو الذى يقول أن أهل الكبائر من الموحدين سيخلد فى النار، وأما المفرط فيقول أن الإسلام هو مجرد القول ولا يضر مع الإسلام معصية ، بل تطرف بعضهم فادعوا أن الإيمان هو مجرد النية ولو لم ينطق بشهادة التوحيد.
والفرقة الأولى عُرفت بالحرورية والفرقة المقابلة عرفت بالمرجئة. وكل فرقة من هاتين الفرقتين تتمسك بنصف الحق وتترك الباقى ، فالحرورية تتمسك بنصوص الوعيد وتترك نصوص الوعد والرجاء والمغفرة ، وفرقة المرجئة تتمسك بالعكس ، تتمسك بنصوص الرجاء والوعد وتترك نصوص الوعيد وكأنها ليست من القرآن الكريم ولا من السنة النبوية المطهرة. ولاشك ان كليهما على خطأ كبير. ونحن نستخدم أدلة كل فريق لنرد بها على الآخر ، ثم نستخدم جميع الأدلة بفهمها الصحيح ونرد بها على كلا الفريقين جملة واحدة.
أما الفرقة الوسط التى ذكرها الله فى قرآنه فهم الذين يؤمنون بأن العمل من الإيمان كما أنهم لا يقولون بخلود موحد فى النار. وهذا - لا ريب - منهج وسط مستقيم يتماشى مع جميع نصوص الشريعة ، قرآناً وسنة ، وإلا فلسوف نكذب كلام الله بكلام الله ، ونضرب بعضه ببعض.
ودعك من أقوال الرجال ولو زخرفوه لك بالقول.
وسأحاول أن أركز فى كلامى على فرقة الحرورية التى عُرفت حديثاً باسم التكفيريين - مهما اختلف مسماهم أو تباعدت سكناهم - ذلك أنهم يكفرون عصاة المسلمين الموحدين المؤمنين لمعصية وقعت من أحدهم وبهذا يستحلون دمه وماله وأهله. وقد عانت الأمة - حديثاً - من جراء هؤلاء الويلات والويلات ، ولعل هؤلاء أشد خطراً من مخالفيهم على الطرف الآخر ، صحيح أن أولئك المرجئة قد أدخلوا فى الإسلام من ليس من أهله وهو صريح الكفر والشرك والعداء للإسلام ، كذلك فإن هؤلاء التكفيريين قد أخرجوا من الإسلام من هم من صميم أهله من المسلمين الموحدين المتدينين. ولكن هؤلاء التكفيريين فعلوا ما هو أسوأ اعقتاداً وعملاً ، فعملاً استباحوا دماء المسلمين الموحدين بدعوى أنهم عصاة أو قائمين على معصية ، فظهر منهم من قال لخاله - وهذا سمعته بنفسى من هذا الخال - قال له ابن أخته : " أنت مدخن إذن أنت كافر ". طبعاً لو وجد هذا التكفيرى سبيلاً غلى قتل خاله وسبى زوجته لفعلها تحت مسمى الدين. ولكن هيهات ليس الدين حكراً ولا ملكاً لأحد. فنصوص الشريعة يحرس بعضها بعضاً ، ويعضد بعضها بعضا.
وأما الأمر الاعتقادى الذى وقع فيه التكفيريون وهو - فى رأيى - أشد من سابقه هو أنهم قد نازعوا الله بعض خصائصه ، فالحكم بأن هذا كافر وهذا مؤمن ، مرده وحده إلى الله سبحانه وتعالى قال تعالى : أهميقسمون رحمة ربك ؟؟!!!
فأنت عندما تطلق سهامك تجاه أخيك المسلم الموحد الذى يعصى حيناً ويتوب حيناً ، بهذا الفعل أنت تضفى على نفسك صفة من صفات الإلهية ألا وهى صفة الحكم وقد قال تعالى : إن الحكم إلا لله .
كما أن إطلاق وصف الكفر على المسلم الموحد معناه - بالمقابل - أن التكفيرى يصف نفسه بوصف الإيمان وهذا مخالف لصريح القرآن الكريم : فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى .
__________________
قـلــت :
[LIST][*]
من كفر بالسـّنـّة فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله تعالى يقول : (( وما آتاكم الرسول فخذوه )).
[*]
ومن كذّب رسولَ الله ، فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ،لأن القرآن يقول : (( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )).
[*]
ومن كذّب أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله سبحانه يقول فيهم : (( رضى الله عنهم ورضوا عنه )).
[*]
ومن كذّب المسلمين فهو على شفا هلكة ، لأن القرآن يقول : (( يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )) والنبي - صلى الله عليه وسلم يقول : ( من قال هلك الناس فهو أهلكهم ).
[/LIST]
رد مع اقتباس