[أبو جهاد الأنصاري]

ومن جهة أخرى فإن{ الخَاتَمَ }اشتُقَّ اسمًا من الخَتْمِ؛ لِيُخْتَمَ به على الشيء، الذي يراد خَتْمُه، لا ليُتَزَيَّن به. هذا هو الأصل في المراد من اشتقاق لفظ{ الخَاتَم }، حتى الخَاطِبُ، الذي يضع{ الخَاتَم }في أصبعه في أيامنا هذه؛ إنما يضعه؛ لِيَرْمُزَ به إلى انتهاء مرحلة من مراحل حياته، هي مرحلة العزوبة؛ وليبدأ بعدها مرحلة أخرى من مراحل حياته هي مرحلة الزواج؛ فكأنه خَتَمَ بهذا الخَاتَم، الذي وضعه في أصبعه على مرحلةٍ من مراحل حياته، لا يمكن أن تعود بعد دخوله المرحلة الثانية.
....
ولهذا كله أقول: ليس لمدَّع بعد هذا البيان أن يدَّعي أن المراد بـ:﴿ خَاتَمَ النَّبِيِّينَ ﴾: زينة النبيين، أو أحسنهم، وأكملهم، وأفضلهم. وليس: آخَرهم، وأن باب النُّبُوَّة لم يُغلَق؛

هذا توجيه جميل جداً ، ولى إضافة .. إن الذى يزعم أن تفسير خاتم النبيين يعنى زينة النبيين كالخاتم الذى هو زينة الإصبع فإنه واقع فى تناقض كبير ، فالمعنى هنا لا يجوز. لماذا؟
لو قلنا أن الخاتم زينة الإصبع فليس معناه أن الخاتم أفضل من الإصبع ذاته!! فمهما كان ثمن الخاتم غالياً ونفيساً فلاشك أن الغصبع أفضل منه وأغلى ، ولهذا فمن زعم أن النبى محمد خاتم النبيين أى أفضلهم وزينتهم كما أن الخاتم زينة الإصبع فإنه بهذا لا يرفع قدر النبى على باقى الإنبياء بل إنه يقلل من قدر النبى مقارنة ببقية الأنبياء!!
وهذا تعارض يطعن فى صحة هذا التأويل الفاسد.