عرض مشاركة واحدة
  #107  
قديم 2013-08-15, 12:46 PM
youssefnour youssefnour غير متواجد حالياً
عضو منكر للسنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-05-30
المكان: مصر/الأسكندريه
المشاركات: 586
افتراضي

الأخ العطاوي سألت عن آيات طاعة الرسول
اقرأ وتعلم ،،، ثم رد بالبيان والدليل وليس باستعطاف المتابعين،،، فإن المتابع يريد علما لا استعطافا .
لقد أمر الله المؤمنين بطاعته، وطاعة رسوله، فقال تعالى :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (59)النساء
وسأبدأ حديثي عن الطاعة بسؤال منطقي سأله العالم الإسلامي الكبير الدكتور محمد مشتهري :
هل كانت المرجعية الإلهية، المدونة في عصر الرسالة، والتي تستمد منها أحكام الشريعة الإلهية، التي أمر الله تعالى المؤمنين بطاعة الله ورسوله..، هل كانت كتابا واحدا، هو كتاب الله تعالى، الذي هو بين أيدينا اليوم؟! أم كانت عدة كتب : كتاب الله تعالي..، ومعه أمهات كتب الأحاديث المنسوبة إلي النبي، والتي هي بين اتباع الفرق والمذاهب المختلفة اليوم؟!
إن صحابة رسول الله لم يكن في ذهنهم أصل تدوين أحاديث رسول الله، وإلا لجاءتنا كما جاء القرآن، إن كانت حقا من دين الله واجب الإتباع، فكيف لنا أن نتحقق اليوم، حسب أصول منهج التحقيق العلمي، من صحة وصدق نقل الرواة عن رسول الله، وبينهم وبين عصر تدوين أمهات كتب الحديث ما لا يقل عن قرنين من الزمان؟!
نعود إلى الآية الكريمة ومسألة طاعة الرسول التي اعتبرتها كل فرقة خاصة بتراثها الديني
لقد اعتبر القرآن الكريم كل من لم يرض بحكم رسول الله، بعد رد أمر التنازع إليه كافراً مخلداً في جهنم، وقد جاء هذا التحذير في سياق آيات خوطب بها المسلمون، فتدبر :
تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (13) وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ (14) النساء
تدبر العلاقة بين الأمر بطاعة الله ورسوله، والجزاء المترتب على ذلك في الآخرة وهو الجنة..، وبين النهي عن معصية الله ورسوله، والجزاء المترتب على ذلك في الآخرة وهو جهنم!!
الأمر الذي يفهم منه أن طاعة الله ورسوله أو[معصيتهما] من أصول الدين التي يتوقف عليها إسلام المرء أو كفره، والتي يستحيل أن تخضع نصوصها لاجتهادات البشر، ومذاهبهم في التصحيح والتضعيف.
ولمزيد بيان لهذه المسألة نتدبر هذه المجموعة من آيات سورة النساء :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (59)
لقد سبق هذه الآية أمر من الله تعالى للمؤمنين، بإقامة العدل في حياتهم، ثم جاءت هذه الآية تأمرهم بطاعة الله [المشرع] وطاعة ولاة أمور المسلمين [المنفذين] لشريعة الله تعالى، ففي طاعتهم مظهر تفعيل هذا العدل وتحققه بين الناس .
ولقد كان رسول الله، عليه السلام، في عصر الرسالة، هو إمام وولي أمر المسلمين، ولذلك كان المستحق لمطلق الطاعة، فهو القائم على تنفيذ شريعة الله بين الناس. لذلك لزم التفريق بين طاعة الإله المشرع، وبين طاعة القائمين على تنفيذ شريعته، بدءا برسول الله ثم ولاة الأمور .
وهذا ما بينه القرآن على وجه الدقة بالفصل بين. " أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ"،
المرجعية الشرعية : اتباع النص التشريعي الإلهي "........" أَطِيعُوا اللَّهَ".
والمرجعية التنفيذية : اتباع القائمين على تنفيذ شريعة الله بين الناس "........" وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ". ونلاحظ عدم إضافة الطاعة لـ "أولي الأمر" لدخولها ضمن طاعة الرسول، كجهة تنفيذية، تبدأ بالمسئول التنفيذي الأول [الحاكم] ثم يتبعه من مستويات تنفيذية أخرى.
لذلك جاء رد التنازع إلي الله والرسول فقط، أي إلي"النص التشريعي الإلهي" الذي يجب أن يؤمن به كافة المسلمين، حكاما ومحكومين..، ثم إلي الحاكم القائم على تطبيق و تنفيذ هذا النص بين الناس، من الناحية العملية.
فإذا كان "النص التشريعي الإلهي" الذي سيرد إليه أمر التنازع، في عصر الرسالة كتابا واحدا، هو كتاب الله تعالى، والقائد والحاكم القائم على تنفيذ أحكام هذا الكتاب بين الناس، هو رسول الله، إذن فيجب أن يستمر هذا "الكتاب الإلهي" قائما بين الناس يحكم به، بعد وفاة الرسول، ولاة أمور المسلمين، إلى يوم الدين، بوصف أن هذا "الكتاب" هو رسالة الله العالمية الخاتمة، وآيته الدالة على صدق رسوله، عليه السلام.
لذلك لم يربط الله تعالى حجية كتابه بحياة رسوله محمد، فجعل الكتاب "آية قرآنية" متجددة العطاء، علي مر العصور، وإلى يوم الدين. فهل يمكن أن تقوم مرويات الفرق والمذاهب المختلفة مقام "الرسول" الذي لم نعرفه إلا من خلال "آيته القرآنية"؟!
هل يستوي طاعة الرسول، وهو يعيش بين قومه وصحبه الكرام، في عصر الرسالة، والتي يتوقف عليها إسلام المرء أو كفره..، مع طاعة الرواة والمحدثين فيما نقلوه إلينا من مرويات الفرق والمذاهب المتخاصمة، المنسوبة إلي رسول الله، كل حسب ثقافته ومعارفه وتوجهاته العقدية والتشريعية؟!
إنه يستحيل مساواة طاعة رسول الله، عليه السلام، في حياته، بطاعة المرويات المذهبية، التي نسبها رواة المذاهب المختلفة إليه بعد وفاته !!
إن المتدبر للسياق القرآني، يعلم علم اليقين، أن الرد إلي الله تعالى هو الرد إلى آيات ذكره الحكيم، وهذا قائم بين الناس إلي يوم الدين. أما الرد إلي رسول الله فيخص عصر الرسالة، حيث كان يمكن تحققه على وجه اليقين، سواء كان بالفصل في مسائل النزاع بين المسلمين،أو بينهم وبين ولاة أمورهم في البلاد .
لذلك فإن عطف الرسول على لفظ الجلالة، "أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ"، عطف بدهي منطقي، لبيان أن القائم على تنفيذ شريعة الله بين الناس، كان في عصر الرسالة بشراً مثلهم، يُرد إليه أمر التنازع ، بصفته إمام وولي أمر المسلمين. ولقد بين السياق القرآني ذلك بقوله تعالى، بعد آية من السابقة :
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا (62) أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا (63)النساء
لقد بين الله تعالى إن المرجعية المدونة، سواء كانت مرجعية عصر الرسالة، أو العصور التي بعده..، فهي محصورة في هذا المُنزّل : " تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ". إذن فما هو هذا "المنزل" ؟!
أليس هو :
وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193)الشعراء
وهذا له بحث خاص حول تنزيل رب العالمين ، ربما نذكره في وقت آخر .
إن قوله تعالى : " تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ" يعنى الحضور والتواجد أمام الرسول شخصيا، الأمر الذي بينه قوله تعالى بعد ذلك، : " فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ"..، فكيف يُعرض عنهم رسول الله بعد وفاته؟! وكيف يكون المعرض، أو المنكر، لمرويات رواة الفرق المختلفة، معرضا أو منكرا لشخص الرسول ولسنته؟!
ويزيد السياق القرآني الأمر وضوحا، فيقول الله تعالى بعدها :
وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا (64)
فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (65) النساء
فهل يمكن أن تحل مرويات الفرق والمذاهب المختلفة محل رسول الله في هذا السياق القرآني؟! هل قوله تعالى " جَاءُوكَ" يمكن أن يعني جاءوا المرويات التي نسبها الرواة إليه؟! وهل قوله تعالى : "يُحَكِّمُوكَ" يمكن أن تعني يحكموا المرويات التي نسبها الرواة إليه ؟!
وهل قوله تعالى : " مِمَّا قَضَيْتَ" يمكن أن تعني مما قضي به الرواة والمحدثون؟! ثم كيف نحقق قوله تعالى " وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا" أمام هذا الكم الهائل من المرويات، التي نسبها الرواة والمحدثون، وعلماء الجرح والتعديل..، إلي رسول الله .
فتدبر هذه المجموعة من الآيات لتزداد المسألة وضوحا :
إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (51) وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ (52) وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ قُلْ لَا تُقْسِمُوا طَاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (53) قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (54)النور
لاحظ أن السياق القرآني يقول : " لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ" ، ولم يقل "ليحكما"، والذي يدل على أن المشرع واحد، وهو الله تعالى، وأن رسول الله هو المنفذ لشريعته، ثم يتحول الأمر إلى ولاة أمور المسلمين، بعد وفاته، عليه السلام .
فعندما يكون كتاب الله، وآيته القرآنية ، هي المرجعية في رد التنازع بعد وفاة الرسول، من خلال ولاة الأمور، تتساوى هنا فاعلية الأمر الإلهي بطاعة الله ورسوله في عصر الرسالة، مع فاعليته في العصور التالية، ويصبح قول المسلمين، "سمعنا وأطعنا" له فاعليته على مر العصور. ويزداد الأمور وضوحا بتدبر هذه الآيات :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ (20) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (21) إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ (22) وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24)الأنفال
إنه بتدبر الآيات التي جاءت تأمر الناس بطاعة الرسول، نلاحظ أنها جاءت تخاطب المعاصرين لرسول الله، في فترة التنزيل واكتمال الدين.
وتدبر أيضا هذه الآيات :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (27) وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ (28) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (29) وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (30) وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (31) وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (32) وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33)الأنفال
إن فائدة السمع العمل بالمسموع، والذي يسمع الحق ولا يعمل به كالذي لم يسمع، فهما سواء في عدم الانتفاع بذلك المسموع، ولما كان الأمر بالطاعة كلاما يجب أن يطاع، فقد ظهر المقصود بقول الله تعالى: " وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ"، وقولهم : " قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا"!!
وكلها أقوال لا يمكن تفعيلها بأي حال من الأحوال بعد وفاة الرسول، إلا بالقياس على موضوعاتها، وما يخص منها ولاة الأمور ليقوموا بتنفيذها .
وتدبر أيضا هذه المجموعة من الآيات :
) مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا (80) وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (81) أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82) وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا (83)النساء
إنه بتدبر الآيات السابقة، نلاحظ أنها جاءت تؤكد على التفاعل الحي، بين رسول الله عليه السلام، وقومه، وطاعته الواجبة عليهم والمتمثلة في الإيمان بـ " آيته القرآنية" واتباع شريعتها .
كما جاءت تبين ضرورة أن يستعين أولو الأمر بأهل الحكمة والعلم والخبرة، في مجالات الحياة المختلفة، وأن يكونوا على دراية بمستجداتها وتطورها، لاتخاذ القرار السليم بشأنها. تدبر قوله تعالى : " وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ"
لقد بين القرآن الحكيم أن على الناس أن يردوا مسائل النزاع بينهم، أو الشائعات المغرضة التي تهدد أمن البلاد..، إلى ولاة الأمور، الحاكم ومساعديه، الذين هم أهل الرأي والاختصاص، وجهة التحقيق الرسمية، والمسئولة عن تحقيق الأمن لمواطنيها.
لذلك عقب السياق على ذلك بقوله تعالى : " لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ"، ولم يقل الله تعالى : لعلمه الرسول...، في الوقت الذي كان أمر الرد للرسول ولأولي الأمر معا .
وليس الأمر بالطاعة خاصا فقط في حال وجود شائعات مغرضة، تهدد وحدة الصف، وإنما هو أمر عام، قد جاء القرآن ببيان بعض مسائله، ومنها أحكام الشريعة فكلها من المسائل التي تحافظ على وحدة الأمة، وسلامة تصرفات أفرادها، فتدبر :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ (91) وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ (92)المائدة
فهل لدي علماء الفرق والمذاهب المختلفة، أصحاب منابر الدعوة، المحلية والفضائية، بلاغ مبين من رسول الله غير القرآن الكريم؟!
هذه هي طاعة الرسول، مدلل عليها بالقرآن الكريم فقط

أتوقع أن أجد منك حوارا صحيحا ، بأن تذكر الخطأ في حواري،،، ولكن مصحوبا بالأدلة والبراهين أيضا من كتاب الله
وأرجوا أن تكف عن تعاطف المتابعين، تارة بالتجريح في شخصى،، وتارة بالتعاون مع الأستاذ العباسى ، وأن يكون إقناع المتابعين بالعلم والبرهان
خذ وقتك في قراءة الموضوع ولا تتعجل ،،، وسأنتظر المدة التي تريدها لقراءة الموضوع ، حتى لا أري ردا ضعيفا مبني على عدم فهمك لما قرأت
وإني في إنتظار ردكم الكريم