بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
مما لا شك فيه أن توحيد الله سبحانه وتعالى هو أعظم وأحسن الأعمال عند الله سبحانه وتعالى ، بل هو أصل وأساس الإسلام ، ولا إسلام ولا إيمان لمن لم يحقق توحيد الله جل وعلا .
ولا يصلح حال الأمة ولا يستقيم ولا يُفرض وجودُها ، ولا تُنشر دعوتُها إلى الإسلام إلا بتوحيد الله جل وعلا .
وهذه الأمور لا يختلف فيها إثنان من المسلمين ؛ ولكن لماذا كل هذا التأخر وكل هذا التراجع وكل هذا الضعف الموجود في أوساط المسلمين على اختلاف أمكنتهم ؟!
السبب هو أننا عرفنا التوحيد ولم نعطه حقه .
عرفنا ربنا فلم نعبده حق العبادة .
عرفنا رسولنا صلى الله عليه وسلم ولم نتبع سنته .
عرفنا صحابته ولم نسر على منهجهم .
عرفنا ربنا واتجهنا لغيره من المخلوقات سؤالاً والتجاءً وطلباً واستغاثةً .
عرفنا رسوله الكريم ثم اتجهنا لغيره مشرعاً وقاضياً وناصحاً وموجهاً .
عرفنا صحابته فلم نقدرهم حق قدرهم باحترامهم وتقديرهم والاقتداء بهم .
فالمعرفة لا تكون نافعة ولا تكون حقة إلا إذا تحققت ثلاثة شروط :
العلم التام الذي لا يداخله لا شك ولا ريب .
العمل بهذا العلم العظيم .
الدعوة إلى هذا العلم الذي علمته وعملت به لكي يتحقق فينا قوله تعالى {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتقيمون الصلاة وتؤتون الزكاة وتطيعون الله ورسوله} .
وبعد هذا كله لا بد من الصبر ؛ صبر الإنسان على أفعال الخير والطاعة ، وصبره عن معصية الله تعالى .
صبره على الدعوة إليه وإلى دينه وإلى سنة نبيه صلى الله عليه وسلم .
وتأملوا هذا كله في سورة العصر ؛ قال تعالى :
بسم الله الرحمن الرحيم
{والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين ءامنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر} .
وفقني الله وإياكم إلى ما يحبه ويرضاه ، وجعلنا من العالمين والعاملين والداعين والصابرين على دينه إلى يوم أن نلقاه سبحانه وتعالى .
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .