عرض مشاركة واحدة
  #17  
قديم 2019-06-26, 10:18 PM
Nabil Nabil غير متواجد حالياً
مشرف قسم التاريخ الإسلامى
 
تاريخ التسجيل: 2009-08-07
المشاركات: 3,055
افتراضي رد: التناسب بين سور القرآن الكريم في الخواتيم والمفتتح /د. فاضل السامرائي

خواتيم سورة الإسراء و مفتتح سورة الكهف


قال سبحانه في خاتمة سورة الإسراء :
{ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا (111)} .
وقال في أول سورة الكهف :
{ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا (1) قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا (2) مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا (3) وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا (4)} .

1 ـ أمر الله تعالى رسوله في خاتمة الإسراء بأن يحمد الله وقال :
{ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ } .
فكأن رسوله صلى الله عليه وسلم استجاب لما أمره به فقال تعالى في أول الكهف :
{ الْحَمْدُ لِلَّهِ } .

2 ـ ذكر سبحانه الكتاب في أواخر سورة الإسراء فقال :
{ وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ ... (105) وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً (106)} .
وذكره في بداية الكهف فقال :
{ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا (1) قَيِّمًا... (2)} .
فقال فيه :
{ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا } .
وقال فيه :
{ قَيِّمًا } .
ويعني ذلك أنه بالحق أنزله وبالحق نزل .

3 ـ قال عزّ وجل في خواتيم سورة الإسراء :
{ ... وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (105)} .
وقال في بداية الكهف :
{ قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا (2)} .
فكلتا الآيتين في الإنذار والتبشير .

4 ـ قال تقدست أسماؤه في خاتمة الإسراء :
{ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا } .
وقال في أوائل الكهف :
{ وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا (4)} .

جاء في البحر المحيط :
مناسبة أول سورة الكهف بآخر ما قبلها أنه لما قال :
{ وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ } .
وذكر المؤمنين به أهل العلم ، وانه يزيدهم خشوعا ، وأنه تعالى أمر بالحمد له ، وانه لم يتخذ ولدا ، أمره الله تعالى بحمده على إنزال هذا الكتاب السالم من العوج ، القيم على كل الكتب ، المنذر من اتخذ ولداً ، المبشر المؤمنين بالأجر الحسن ، ثم استطرد إلى حديث كفار قريش والتفت من الخطاب في قوله :
{ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا }
إلى الغيبة في قوله :
{ عَلَى عَبْدِهِ } لما في عبده من الإضافة المقتضية تشريفه ولم يجئ في التركيب :
{ أَنزَلَ عَلَيْكَ } (1).

وجاء في روح المعاني :
وجه مناسبة وضعها بعد الإسراء على ماقيل افتتاح تلك بالتسبيح وهو ما مقترنان في الميزان وسائر الكلام نحو :
{ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ }
فسبحان الله و بحمده وأيضا تشابه اختتام تلك وافتتاح هذه فإن في كل منهما حمداً (2) .

الهوامش
(1) البحر المحيط 6/95
(2) روح المعاني 15/199

آخر تعديل بواسطة Nabil ، 2019-10-27 الساعة 01:38 PM
رد مع اقتباس