عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 2013-02-27, 05:34 PM
نمر نمر غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-26
المكان: بلاد الاسلام بلادي
المشاركات: 1,255
افتراضي

حبيت أضيف مع أخى العزيز هذه الأضافة بمن يشبه الرسول صَلِّ الله عليه وسلم أيضاً أبنته فاطمة رضي الله عنها .

ما رأيت أحد أشبه برسول الله من فاطمة


حين ولدت ..

السيدة فاطمة .. رضى الله عنها ..

جاءت صورة مصغرة ، من أبيها ، صلى الله عليه وسلم ..

وإلى هذا الإشارة فى قوله ، صلى الله عليه وسلم:

((فاطمة بضعة منى)) ..

ورثت عن أبيها صورته ..

وورثت عن أبيها ، من صفاته ..

فاجتمع لها الجمال من طرفيه ، وهذا أقصى مراتب الجمال ..

وهذا هو سر حب أبيها ، لها ..

لأن الأنبياء إذا أحبوا ، احبوا لله ، وإذا أبغضوا ، أبغضوا لله ..

سئلت عائشة ، رضى الله عنها:

((أى الناس كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟..

((قالت: فاطمة ..

((قيل: من الرجال؟..

((قالت: زوجها .. إن كان – ما علمت – صواما قواما .))!!!

ففاطمة .. أحب الناس إلى رسول الله .. صلى الله عليه وسلم!!!

لماذا هذا؟!!

الجواب .. على المستوى اللائق بالأنبياء ، فكيف وهو سيد الأنبياء؟!..

الجواب .. لانها اشبه الناس به ، ظاهرا وباطنا ..

أى أقرب الناس إلى صفاته العليا ..

ليست مثله سواء بسواء .. لانه لا مثل له قط ..

ولكن أقرب الناس إلى صفاته ..

هذا هو سر حبه الشديد لها ..

لأن الأنبياء يحبون ما هو أعلى ، فكلما كان المرء أعلى ، كان أحب إليهم ، وكلما كان أسفل كان أبغض إليهم ..

هذا هو ناموس حب الأنبياء ..

وهو نفس الناموس .. الذى أراد رسول الله .. صلى الله عليه وسلم .. أن يرفع مستوى حبنا إليه ، فكان توجيهه لنا:

((و ان يحب المرء لا يحبه إلا لله ..

((و ان يكره المرء لا يكرهه إلا لله ..

- أو كما قال:

وهذا هو الناموس الذى أحب على اساسه ، احد الأنبياء ، اسمه يعقوب ، احد بنيه ، اكثر من إخوته ، واسمه يوسف .. عليهما السلام ..

((ليوسف واخوه احب الى ابينا منا ونحن عصبة ..

((ان ابانا لفى ضلال مبين)) !؟؟

فى منطقهم .. لماذا يحب هذا اليوسف اكثر منا جميعا ، وما هو إلا جثة مثلنا يأكل مما نأكل منه ويشرب مما نشرب ؟!

جهلوا السر ، والسر ان صفات يوسف ، أعلى من صفاتهم التى هى ادنى ..

صفات يوسف ، صفات نبى ، فهى أعلى واعلى ..

و لا يفهم النبى .. إلا نبى مثله ..

ففهمها يعقوب ، وأحب يوسف لهذا ..

وجهلها هؤلاء ..

وقد أثبتت الحوادث بعد ذلك ، وعلى مدى أربعين سنة ..

ما هى صفات يوسف؟!!

وما هى صفاتهم؟!

كل تصرفات يوسف ، كانت من الافق الاعلى ..

وكل تصرفاتهم كانت من الافق الادنى ..

ونطقوا بها

((تالله لقد آثرك الله علينا ..)) !!!

آثره بالنبوة ، لما علم منه من صفات عليا ..

((الله اعلم حيث يجعل رسالته)) !!!

هذه مقاييس حب الأنبياء ..

فحب النبى الأعظم .. صلى الله عليه وسلم .. لابنته الصغرى ، فاطمة ، مصدره أن صفاتها أعلى ، فكانت أحب إليه ..

وسوف تثبت المواقف والمشاهد من حياتها .. انها كانت كذلك ..



((قال علىّ:

((يا رسول الله .. ايّما احبّ اليك: أنا أم فاطمة؟

((قال: فاطمةٌ أحبُ إلىّ منك ..

((وانت أعز علىّ منها .)) !!!

حُكم مُحكم ، نطق به من لا ينطق عن الهوى ..

وإياك إياك ، أن يسول لك وهمك ، أن النبى .. صلى الله عليه وسلم .. يجيب متأثرا بعاطفة الأبوة نحو بنته ..

كلا ثم كلا .. إن الأنبياء لا هوى لهم ..

وإنما هو يقرر حقيقة مجردة ..

فاطمة .. أحب .. إلىّ .. منك؟ّ!

لان صفاتها أعلى صفات ، فهى أقرب الصفات إلى صفاتى!!!

كما أحبّ يعقوب ، يوسف .. لان صفاته أعلى ..

أحبّ محمد .. فاطمة .. لان صفاتها أعلى ..

إن حب الأنبياء منزه عن العواطف الدنيا .. وعم الهوى ..

فليعلم الذين لا يفقهون حين يحاولون تبرير حب النبى لابنته فاطمة ، تبريرا عقليا ، ويقولون إن هذا بحكم عاطفة الأبوة ، نحو الإبنة الأصغر ..

وحاشاهم سادتى أنبياء الله ، عما يظنون بهم وعما يتوهمون!!!

((عن ابن جريج:

((قال لى غير واحد:

((كانت فاطمة أصغر بنات النبى .. صلى الله عليه وسلم ..

((وأحبهن إليه. ))!!!



لماذا؟!.. لان صفاتها أعلى ..

فإن قيل: ألسن كلهن بناته؟..

قلنا: أوليس كل أبناء يعقوب أولاده؟..

ولكن يختص برحمته من يشاء!!!

فسر الحب ، هو ان صفاتها ، أعلى ..

وسر هذا الامتياز ، هو أنها جاءت صورة من أبيها ..

وسر هذه الصورة ، ان صفاتها الباطنة ، من صفات أبيها ..

وسر اختصاصها بذلك ، ان الله أعدها ، لينبثق عنها ، الريحانتان ..

الحسن ، والحسين ..

فتنتقل صفات النبى العليا إليهما ..

فتتوزع ، بينهما ، عليهما السلام ..

((ان الحسن والحسين ..

((هما ريحانتاى من الدنيا .))!!!

وهذا هو ميراثهما ، أشرف وأعلى ميراث ، أن يرثا من صفات النبى .. صلى الله عليه وسلم .. العليا ، بل أعلى الأعالى ..

((عن فاطمة ابنة رسول الله .. صلى الله عليه وسلم ..

((أنها أتت بالحسن والحسين .. إلى رسول الله .. صلى الله عليه وسلم .. فى شكواه التى توفى فيها ..

((فقالت: يا رسول الله .. هذان ابناك .. فورثهما شيئا ..

((فقال: أما حسن .. فله هيبتى وسؤددى ..

((وأما حسين .. فله جراءتى وجودى .))!!!

الله أكبر!!!

صلى الله عليك .. يا أبا الحسنين!!!

هذا هو الميراث ..

ميراث الصفات العليا ..

وهو أعلى ميراث ..

وهو ما يورثه الأنبياء ..

أما الدنيا ، فإنهم لا يورثون درهما ولا دينارا ..

((نحن معاشر الأنبياء .. لا نورث .. ما تركناه صدقة))!!!

سبحانك ، ما أعظم هذا!!!

ثم نعود ، فنبدىء ونعيد ..

إن حب النبى .. صلى الله عليه وسلم .. لفاطمة .. مصدره ، علمه ، بأن صفاتها أعلى ..

وأنها أشبه الناس به ..

فهى أحب إليه ، لأنها أقربهم ، إلى صفاته العليا ..

سجلت هذا الأحاديث الصحاح:

((عن أنس بن مالك .. قال:

((لم يكن أحد أشبه برسول الله .. صلى الله عليه وسلم ..

((من الحسن بن على ..

((وفاطمة ..

((صلوات الله عليهم أجمعين. ))!!!

[أخرجه الإمام أحمد]

بل ما هو أوضح من ذلك ، تسجله أم المؤمنين ، عائشة ، رضى الله عنها:

((عن عائشة أم المؤمنين .. قالت:

((ما رأيت أحدا.. أشبه سمتا .. ودلا .. وهديا .. برسول الله .. فى قيامها .. وقعودها .. من فاطمة .. بنت رسول الله ..

((قالت:

((وكانت إذا دخلت على رسول الله .. صلى الله عليه وسلم .. قام إليها .. فقبلها .. واجلسها فى مجلسه ..

((وكان النبى صلى الله عليه وسلم .. إذا دخل عليها .. قامت من مجلسها .. فقبلته ..

((واجلسته فى مجلسها ..))!!! [أخرجه الترمذى]



سمتا .. ودلا .. وهديا .. أى: صورة ، وطريقة ، وإيمانا عمليا ..

فماذا يبقى من الصفات العليا ، بعد هاتيك الجميلات الساميات الزهراوات؟ّ!

من هنا أحبها ، لا لانها ابنته ، من صلبه وكفى ، ولكن لأنها مجمع الصفات العليا ، التى هى صفاته ..

ومرآة صفاته الحسنى ، التى تلألأت فيها ..

حتى المشية كانت مشيته ، صلى الله عليه وسلم؟!!



((عن عائشة .. قالت:

((اجتمع نساء النبى .. صلى الله عليه وسلم ..

((فلم يغادر منهن امرأة ..

((فجاءت فاطمة .. تمشى .. كأن مشيتها .. مشية .. رسول الله .. صلى الله عليه وسلم ..

((فقال: مرحبا بابنتى .. فأجلسها عن يمينه أو عن شماله ..

((ثم إنه أسر إليها حديثا .. فبكت فاطمة ..

((ثم إنه سارها .. فضحكت أيضا ..))!!!

[أخرجه الإمام مسلم]

كأن مشيتها .. مشية رسول الله .. صلى الله عليه وسلم؟ّ!

تمشى عليها السلام ، كما كان يمشى ، عليه السلام!!

وهذا الشبه حتى فى المشية ، هو الصورة الظاهرة ، للشبه فى الصفات الباطنة ، الصفات العليا ..

وإنه لأمر عظيم ، ومشهد بلغ من الجمال مبلغا ، ليس كمثله جمال ..

مشهد:

((كانت إذا دخلت على رسول الله .. صلى الله عليه وسلم .. قام إليها .. فقبلها .. وأجلسها فى مجلسه))؟!!

من القائم هذا؟!!

إنه أحب الخلق إلى الله ..

ولمن يقوم؟!!

إنها أحب الناس إليه!!!

مشهد نبوى رفيع .. رفيع .. رفيع إذا أقبلت ، قام إليها ..

وقيام النبى ، شىء عظيم .. ليس ذاك وحده ، ولكن ..

فقبلها؟!!!

وقبلة النبى ، بحر لا يتناهى من أعلى أعالى العواطف الغوالى!!!

حين قبلها ، تدفق الروح ، والنور ، إلى قلبها .. فارتفعت فى لحظة ، ما لم يرتفعه الخلق كلهم فى قرون!!!

ثم يكرمها إكراما فوق إكرام ، وإنه لرسول كريم ..

واجلسها .. فى مجلسه!!!

هنيئا لك .. سيدة نساء العالمين .. إكرام أبيك .. سيد العالمين!!!

هذا هو الشق الأول من المشهد الكريم ..

أما الثانى: فإنها عليها السلام ، كانت تبادله .. صلى الله عليه وسلم .. نفس المعاملة العليا ..

((وكان النبى .. صلى الله عليه وسلم .. إذا دخل عليها .. قامت من مجلسها .. فقبلته .. وأجلسته فى مجلسها))!!!

وما لها ألا تفعل ، وقد رأت أباها هكذا بها يفعل؟!!

نفس الأسلوب ونفس المشهد .. سواء بسواء ..

((ما رأيت أحدا .. أشبه سمتا .. ولا دلا .. وهديا .. برسول الله .. فى قيامها .. وقعودها .. من فاطمة .. بنت رسول الله))!!!

فى قيامها ، وقعودها ..

نعم .. نعم .. كما قام لها حين أقبلت عليه ، قامت له حين أقبل عليها ..

وكما قبلها ، حين أقبلت عليه .. قبلته حين أقبل عليها ..

وكما أجلسها فى مجلسه ، أجلسته فى مجلسها ..

(وقعودها)!!!

ما هذا؟!!

إنه رسول الله .. صلى الله عليه وسلم!!!

وإنها .. بنت رسول الله .. عليها السلام!!!

أشبه الناس به ، فى كل شىء ..

((فاطمة .. بضعة .. منى ..))!!!

تأليف: محمود شلبى
رد مع اقتباس