عرض مشاركة واحدة
  #483  
قديم 2014-11-05, 11:03 PM
مشاري2 مشاري2 غير متواجد حالياً
عضو نشيط بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2014-11-05
المشاركات: 184
افتراضي

بسم الله والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه..
وبعد..
نعم، إن الفروق بين الأنبياء والأئمة لواضحة كوضوح القمر ليلة البدر، ومنها أن الأنبياء ينزل عليهم الوحي والأئمة لا ينزل عليهم الوحي، والأنبياء يلزم التصديق بهم الإتيان بالمعجزة.
وبالنسبة إلى الإمامة، فهي ليست مختصة بآل بيت المصطفى صلى الله عليه وسلم، بل هي رتبة يهبها الله لمن يشاء من عباده، وهي رتبة أعلى من رتبة النبوة كما قال تعالى: (وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين) البقرة 124، فالله كرم سيدنا إبراهيم عليه السلام بالإمامة، وكيف يكرمه تعالى بالإمامة إن كانت الإمامة أقل درجة من النبوة.

وبالنسبة إلى الآيات التي ذكرت، وهي تبين منزلة الأنبياء ومكانتهم وشرفهم عند الله تعالى،، وهذا أيضا مما لا يختلف عليه المسلمون، فلا يكتمل الإيمان إلا بالإيمان بهم وهو ركن من أركان الإيمان، وهم خير أهل الأرض، وعليه نستدل بحديث خير خلق الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم لنبين منزلة الأئمة من آل بيت المصطفى صلى الله عليه وسلم، روي عن زيد بن أرقم أنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِي أَحَدُهُمَا أَعْظَمُ مِنَ الآخَرِ: كِتَابُ اللَّهِ حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ. وَعِتْرَتِي أَهْلُ بَيْتِي، وَلَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الحَوْضَ فَانْظُرُوا كَيْفَ تَخْلُفُونِي فِيهِمَا" رواه الترمذي.3788

وبالنسبة إلى مسالة أن الله امتدح كثيرا من الفئات من الناس في القرآن الكريم، ولم يذكر الأئمة في كثير من آيات المدح، فهذا أمر غير صحيح
قال تعالى: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) المائدة 55
وقد جاءت هذه الآية في مدح أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وهو أحد الأئمة من آل بيت المصطفى، وهذا رد يبطل مسألة عدم مدح الإئمة في القرآن الكريم.
جاء في تفسير ابن كثير رحمه الله تعالى: قَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم حَدَّثَنَا الرَّبِيع بْن سُلَيْمَان الْمُرَادِيّ حَدَّثَنَا أَيُّوب بْن سُوَيْد عَنْ عُتْبَة بْن أَبِي حَكِيم فِي قَوْله " إِنَّمَا وَلِيّكُمْ اللَّه وَرَسُوله وَاَلَّذِينَ آمَنُوا " قَالَ هُمْ الْمُؤْمِنُونَ وَعَلِيّ بْن أَبِي طَالِب.
وإن ذهب البعض إلى أن المقصود من الولاية هو الولاية بفتح الواو أي الولاء والنصرة، فهذا لا ينفي أن الآية فيها مدح لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب، فقد أمرنا الله بنصرته وأيده.

هذا والحمد لله رب العالمين، نسأل الله أن يوفقنا وإياكم لاتباع الحق واجتناب الباطل.
والصلاة والسلام على محمد وآله وصحبه وسلم.
رد مع اقتباس