عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2024-03-28, 12:58 PM
معاوية فهمي إبراهيم مصطفى معاوية فهمي إبراهيم مصطفى غير متواجد حالياً
مشرف قسمي العيادة الصحية والمجتمع المسلم
 
تاريخ التسجيل: 2018-02-05
المشاركات: 2,733
افتراضي الموعظة الثامنة عشر:[رمضان شهر الإِنجازات]

بِسمِ الله الرحمنِ الرحيم
السلامُ عليكم و رحمةُ اللهِ و بركاتهُ:ــ
الموعظة الثامنة عشر:
[رمضان شهر الإِنجازات]
الحمدُ للهِ وحدهُ، والصّلاةُ والسّلام على من لا نبيَّ بعدهُ، سيّدنا و نبيِّنا و شفِيعنا محمد وعلى آلهِ وصحبهِ ومن إهتدى بهديهِ وإقتدى بأثرهِ إلى يومِ الدين، وبعد:
أخي/ أختي في الله كما تعلمون أنَّ شهر رمضان هو شهرُ عملِ الخيرات، والإِنجازات، والعمل لرفع راية هذا الدين الحنيف (دين الإسلام) ، وقد حققَ الرسول الكريم ( صلَّ اللهُ عليهِ و سلَّم ) في هذا الشهر المُبارك جميع الفتوحات العظيمة، والدروس الكبيرة المفيدة، وكذلك أصحابه رضي الله عنهم أجمعين، ويجب علينا بأن نتسائل ماذا حققنا نحنُ في هذا الشهر؟ ولذا، فلنحاول أن نجتهد على الأقل بما يلي:
١) نجتهد في توبةٍ صادقةٍ تظهر آثارها علينا، في كلامنا، وفي أعمالنا، وفي طعامنا ، وشرابنا وحديثنا، ومجالستنا، وإنفاقنا في سبيلِ اللهِ في كلِ وجوهِ البر، وفي حياتنا مع أهالينا وزملائنا، فإن التائب الصادق هو الذي يٌحسنُ العمل، كما قال تعالى:
{إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [الفرقان: ٧٠]. وليكن كلامنا ذكراً لله ، وصمتنا فكراً، وطعامنا وشرابنا للتقوي على عبادة الله عزَّ و جلَّ.
٢) الإجتهاد للعودة إلى حياةٍ جديدةٍ في طلبِ العلم، وفِهم القرآن الكريم، وتطبيقهُ تطبيقاً حقيقياً في أنفسنا ، وفي كل شأن من شؤون حياتنا، ناظرين إلى ما عند اللهِ من ثواب، طالبين الدار الآخرة، فرحين بهذا القرآن كما قال تعالى:
{فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}[يونس: ٥٨].
٣) تطبيق سنة نبينا محمدٍ (صلَّ اللهُ عليهِ و سلَّم)، وتعلّمها وتطبّيقها، فلا نُمِل عنها إطلاقاً، ابتداءً من توحيدنا ، صلاتنا؛ ولِنُصلي كما صلى رسول الله (صلَّ اللهُ عليهِ و سلَّم)، وكما قال (صلَّ اللهُ عليهِ و سلَّم)
(صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي) رواه الشيخان. وإن كنت إماماً لمسجدٍ، فَصَلِّ بهم صلاة رسول الله (صلَّ اللهُ عليهِ و سلَّم) ، وفي كلِ حياتِك وبقيةِ عُمرك، وكلّما عرفت سُنةً من سُنن رسول الله (صلَّ اللهُ عليهِ و سلَّم) فَتَمسّك بِها، وعُضَّ عليها بالنواجذ، وكذلك سُنن الخلفاءِ الراشدين المهديين ، وإجعل سُنن رسولِ اللهِ (صلَّ اللهُ عليهِ و سلَّم) مقدمةً على قول كل أحد و على كل شيخٍ أو عالمٍ لتحصل على الهدي العظيم، قال تعالى: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا}[النور: ٥٤]. وكما قال تعالى: {َلقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ} [الأحزاب: ٢١] .
٤) إقتدِ بِرسولِ الله ( صلَّ اللهُ عليهِ و سلَّم ) متبعاً لهُ داعياً إلى هذا الدين الحنيف، وإجعل هذهِ الآية أمامُ عينيك:
{قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}[يوسف: ١٠٨]. وكلما تعلمتَ شيئاً من القرآن الكريم والسنة الشريفة فادعُ الناس إليه، وكما قال (صلَّ اللهُ عليهِ و سلَّم): (بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً) رواه البخاري.
٥) أخي/ أختي في الله : إن كُنتم من أصحابِ الأموال، فأخرجوا في رمضان نفقةً على الفقراء والمساكين، والأيتام، والأرامل، والمحتاجين، وقوموا بمساعدتهم حتى تلقوا الله أي (حتى الموت) ، وإجعلوا لكم برنامجاً لدعم الدعوة إلى الله، ودعم حلقات القرآن الكريم، واجعلوا هذا محط اهتمامكم في بقيةِ أعماركم، وتفهّموا قول رسول الله (صلَّ اللهُ عليهِ و سلَّم):
(خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ) رواه البخاري.
٦) أخي/ أختي في الله كل واحد مِنّا يستطيع أن يجعل له عملاً متواصلاً في الثوابِ لينفعهُ بعد موتهِ فليفعل، إجعل لك وقفاً ولو صغيراً على الدعوة إلى اللهِ عزَّ و جلَّ، أو على حلقاتِ القرآن الكريم ، أو على اليتامى والفقراء, كما قال ( صلَّ اللهُ عليهِ و سلَّم ):
(إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ) رواه مسلم.
٧) خروجنا من رمضان يعني أننا تعلّمنا الصبر على هذهِ العبادة (الصيام) ، فليكنْ خروجنا درساً لنا بحيث أنّنا نصوم من كلِ شهرٍ ما تيسر لنا (الاثنين والخميس ، وعاشوراء ، ويوم عرفة ، وثلاثة أيام من كل شهر) لنكن ممن كأنه صام الدهر كله، وكما قال ( صلَّ اللهُ عليهِ و سلَّم ):
(ثَلَاثٌ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ فَهَذَا صِيَامُ الدَّهْرِ كُلِّهِ) رواه مسلم.
إعداد و تحضير الفقير إلى رحمةِ الله ،
أخيكم في الله: معاوية فهمي.
§§§§§§§§§§§§§§§§
رد مع اقتباس