عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 2011-07-30, 09:12 AM
ابن النعمان ابن النعمان غير متواجد حالياً
مشرف سابق
 
تاريخ التسجيل: 2011-01-07
المكان: اسيوط
المشاركات: 651
افتراضي

وعلى نفس الضرب :
تقول ساينس دايجست ‏: «ان الغالبية الساحقة لمفاهيم الفنانين مؤسَّسة على الخيال اكثر مما هو على الدليل. ... فيجب على الفنَّانين ان يبتدعوا شيئًا بين القرد والكائن البشري؛ وكلَّما قيل ان النموذج اقدم، قرَّبوه اكثر الى شكل قرد.» ولقد اعترف الباحث عن الاحافير، دونالد جوهانسون بذلك حين قال ‏: «لا احد يمكن ان يتيقَّن كيف كان يبدو ايّ فرد منقرض من فصيلة الانسانيات.» , وذلك شىء طبيعى بما أن المتحجرات عادة ما تكون ناقصة وفي حالة من الفوضى، فإن أي تصور يستند إليها يُرجَّح أن يكون تخميناً محضاً. وفي الواقع، يقوم دعاة التطور بتجهيز إعادات البناء (الرسوم أو النماذج) استناداً إلى بقايا المتحجرات باستخدام التخمين ويؤكد أحد علماء الأنثروبولوجيا من جامعة هارفارد، ديفيد بيلبيم، هذه الحقيقة بقوله: على الأقل في علم المتحجرات الذي هو ساحتي واختصاصي، فإن النظرية أي نظرية التطور ، وضعت على أساس تأويلات معينة أكثر من وضعها على أساس من المعطيات والأدلة الفعلية ، وبما أن الناس يتأثرون بشدة بالمعلومات المرئية فإن إعادات البناء هذه تخدم على أكمل وجهٍ غرض دعاة التطور المتمثل في إقناع الناس بأن هذه المخلوقات المعاد بناؤها قد عاشت فعلياً في الماضي.
وفي هذا الصدد يجب أن نلقي الضوء على نقطة معينة ألا وهي: أن إعادة البناء القائمة على بقايا العظام لا يمكن أن تكشف سوى الصفات العامة جداً للجسم ؛ لأن التفاصيل المميزة الحقيقية تتمثل في الأنسجة الليّنة التي تختفي بسرعة مع مرور الوقت. وهكذا، فباستخدام التأويل التخميني للأنسجة اللينة تصبح الرسوم أو النماذج المعاد بناؤها معتمِدة تماماً على خيال الشخص الذي يعدها. ويفسر إيرنست هوتن، من جامعة هارفرد، الوضع كما يأتي :
إن محاولة إعادة بناء أو تركيب الأجزاء اللينة مهمة تحف بها المشاكل والمخاطر ذلك لأن الشفاه والعيون والآذان وطرف الأنف.... إلخ، لا تترك أية آثار على الأجزاء العظمية التي تكسوها. ويمكنك أن تشكّل بنفس السهولة من جمجمة شخص شبيه بالشخص النياندرتالي نموذجاً بملامح شمبانزي أو بقسمات فيلسوف. أما فيما يتعلق بإعادة البناء المزعومة لأنواع قديمة من البشر استنادا إلى بعض بقاياها فإنها لا تحظى بأي قيمة علمية، وهي لا تستعمل إلا للتأثير على العامة وتضليلها، لذا لا يمكن الثقة بإعادة التركيب)
وفي الواقع، لقد ابتدع دعاة التطور مثل هذه القصص المنافية للعقل لدرجة أنهم ينسبون وجوهاً مختلفة لنفس الجمجمة. فمثلاً: تعد الرسوم الثلاث المختلفة المعاد بناؤها لمتحجرة تدعى القرد الإفريقي الجنوبي القوي (Australopithecus robustus) أو (Zinjanthropus) مثالاً شهيراً لمثل هذا التزييف.
وقد تكون التأويلات المتحيزة للمتحجرات أو تلفيق العديد من إعادات البناء الخيالية مؤشراً على مدى لجوء دعاة التطور إلى استخدام الحيل بشكل متكرر. ومع ذلك، فإن هذه الحيل تبدو بريئة إذا ما قورنت بأعمال التزييف المتعمدة التي ارتكبت في تاريخ التطور!
ورغبةً منهم في العثور على دليل على «الناس القِرَدة،» انخدع بعض العلماء بالخداع التام، مثلا، انسان پِلتْداون في السنة ١٩١٢. فلنحو ٤٠ سنة قبلته كشيء اصيل غالبية جماعة مؤيدي التطور. وأخيرًا، في سنة ١٩٥٣، كُشِفت الخديعة عندما اظهرت الاساليب التقنية الحديثة ان عظام انسان وقرد جُمِعت معا وعُتِّقَت اصطناعيٍّا. وفي حالة اخرى، أُعِدَّت «حلقة مفقودة» شبيهة بقرد وعُرضت في الصحافة. ولكن اعتُرف لاحقًا بأن «الدليل» تألف من سِنّ واحدة فقط لشكل منقرض من الخنازير.
وكذلك الحال فى انسان نيانْدِرْتال (Neandertal)
فلقد كان انسان نيانْدِرْتال (المسمَّى باسم اقليم نياندر في المانيا حيث عُثر على اول أُحفورة) بشرًا دون شك. وفي بادئ الامر صُوِّر مُنحنِيًا، غبيّ المظهر، شعرانيا ويشبه القرد. أما الآن فالمعروف هو ان اعادة التركيب الخاطئة هذه كانت مؤسَّسة على هيكل عظمي أُحفوري شوَّهه المرض كثيرًا جدٍّا. ومنذ ذلك الحين عُثر على احافير نيانْدِرْتالية عديدة تؤكد انه لم يكن يختلف كثيرًا عن البشر العصريين. وفي كتابه الجليد، صرَّح فرِد هُويْل‏: «لا يوجد دليل على ان انسان نيانْدِرْتال كان بأيّ شكل اكثر تخلُّفا منا.» ونتيجة لذلك اتَّخذت الرسوم الاخيرة لاناس نيانْدِرْتال مظهرًا اكثر حداثة.
يقول الكاتب التركى هارون يحيى فى كتابه خديعة التطور : " النياندرتاليون (Neanderthals) هم عبارة عن مجموعة من البشر ظهرت فجأة قبل مئة ألف سنة في أوروبا واختفت (أو تم استيعابها في أجناپ أخرى عن طريق الامتزاج) بهدوء ولكن بسرعة منذ 35 ألف سنة. وكان الفرق الوحيد بينهم وبين الإنسان العصري هو أن هيكلهم العظمي أقوى وسعة جمجمتهم أكبر قليلاً.
ويُعدّ النياندرتاليون جنساً بشرياً، ويكاد الجميع يعترف بهذه الحقيقة اليوم. وقد حاول دعاة التطور بشدة أن يقدموهم على أنهم نوع بدائي، ولكن كل الاكتشافات تدل على أنهم لا يختلفون عن أي إنسان قوي يمشي في الشارع اليوم. وقد كتب أحد العلماء الثقات المشهورين في هذا الموضوع (وهو إريك تراينكاوپ، عالم المتحجرات من جامعة نيومكسيكو) ما يأتي:
لقد أظهرت المقارنات التفصيأتية بين بقايا الهيكل العظمي للإنسان النياندرتالي وبقايا الهيكل العظمي للإنسان العصري عدم وجود أي شيء في تشريح الإنسان النياندرتالي يدلل بشكل قاطع على أن قدراته الحركية أو اليدوية أو الفكرية أو اللغوية أقل من نظيراتها في الإنسان العصري.
ولهذا السبب يعمد العديد من الباحثين المعاصرين إلى تعريف الإنسان النياندرتالي بوصفه نوعاً فرعياً من أنواع الإنسان العصري ويطلقون عليه اسم الجنچ النياندرتالي للإنسان العاقل (Homo sapiens neandertalensis). وتثبت الاكتشافات العلمية أن النياندرتاليين كانوا يدفنون موتاهم، ويصنعون الآلات الموسيقية، وتجمعهم قرابات ثقافية مع الإنسان العصري الذي كان يعيش في نفس الفترة الزمنية. وعلى نحو دقيق: يعتبر النياندرتاليون جنساً بشرياً قوياً انقرض فقط بمرور الزمن.
__________________

لا إله إلا الله العظيم الحليم , لا إله إلا الله رب العرش العظيم ، لا اله الا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم
----
وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ

رد مع اقتباس