عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2007-09-04, 03:38 PM
سيف الكلمة سيف الكلمة غير متواجد حالياً
عضو نشيط بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2007-07-23
المشاركات: 194
افتراضي القول الأقوم في معجزات النبي الأكرم(2).. معجزة القرآن

القول الأقوم في معجزات النبي الأكرم
(2).. معجزة القرآن


<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>
الفصل الأول:<o:p></o:p>
في أن الله تعالى قادر على خلق المعرفة في قلوب عباده:<o:p></o:p>
-اعلم أن الله جل اسمه قادر على خلق المعرفة في قلوب عباده، والعلم بذاته وأسمائه وصفاته وجميع تكليفاته ابتداء دون واسطة لو شاء، كما حكي عن سنته في بعض الأنبياء، وذكره بعض أهل التفسير في قوله تعالى: (وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ) (الشورى: 51). <o:p></o:p>
وجائز أن يوصل إليهم جميع ذلك بواسطة تبلغهم كلامه، وتكون تلك الواسطة، إما من غير البشر، كالملائكة مع الأنبياء أو من جنسهم، كالأنبياء مع الأمم، ولا مانع لهذا من دليل العقل. <o:p></o:p>
وإذا جاز هذا ولم يستحل، وجاءت الرسل بما دل على صدقهم من معجزاته وجب تصديقهم في جميع ما أتوا به، لأن المعجزة مع التحدي من النبي صلى الله عليه وسلم قائم مقام قول الله: صدق عبدي فأطيعوه واتبعوه، وشاهد على صدقه فيما يقوله، و هذا كاف. <o:p></o:p>
والتطويل فيه خارج عن العرض، فمن أراد تتبعه وجده مستوفي في مصنفات أئمتنا رحمهم الله. <o:p></o:p>
فالنبوة في لغة من همز مأخوذة من النبأ، وهو الخبر، وقد لا تهمز على هذا التأويل تسهيلاً <o:p></o:p>
والمعنى أن الله تعالى أطلعه على غيبه، وأعلمه أنه نبيه، فيكون نبي منبأ فعيل بمعنى مفعول، أو يكون مخبراً عما بعثه الله تعالى به، ومنبئاً بما أطلعه الله عليه فعيل بمعنى فاعل، ويكون عند من لم يهمزه من النبوة، وهو ما ارتفع من الأرض، ومعناه أن له رتبة شريفة، ومكانة نبيهة عند مولاه منيفة فالوصفان في حقه مؤتلفان. وأما الرسول فهو المرسل، ولم يأت فعول بمعنى مفعل في اللغة إلا نادراً. وإرساله أمر الله بالإبلاغ إلى من أرسله إليه، واشتقاقه من التتابع، ومنه قولهم: جاء الناس أرسالاً، إذا اتبع بعضهم بعضاً، فكأنه ألزم تكرير التبليغ، أو ألزمت الأمة اتباعه. <o:p></o:p>
واختلف العلماء: هل النبي والرسول بمعنى، أو بمعنيين؟ فقيل: هما سواء، وأصله من الإنباء وهو الإعلام، واستدلوا بقوله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (الحج: 52))، فقد أثبت لهما معاً الإرسال، قال: و لا يكون النبي إلا رسولاً ولا الرسول إلا نبياً. <o:p></o:p>
و قيل: هما مفترقان من وجه، إذ قد اجتمعا في النبوة التي هي الاطلاع على الغيب والإعلام بخواص النبوة أو الرفعة لمعرفة ذلك، وحوز درجتها، وافترقا في زيادة الرسالة للرسول، وهو الأمر بالإنذار والإعلام كما قلنا. وحجتهم من الآية نفسها التفريق بين الاسمين، ولو كانا شيئاً واحداً لما حسن تكرارهما في الكلام البليغ، قالوا: والمعنى: ما أرسلنا من رسول إلى أمة أو نبي ليس بمرسل إلى أحد.<o:p></o:p>
وقد ذهب بعضهم إلى أن الرسول من جاء بشرع مبتدإ، ومن لم يأت به نبي غير رسول، وإن أمر بالإبلاغ والإنذار. والصحيح، والذي عليه الإجماع الغفير، أن كل رسول نبي، وليس كل نبي رسولاً. <o:p></o:p>
وأول الرسل آدم، وآخرهم محمد صلى الله عليه وسلم. وفي حديث أبي ذر رضي الله عنه: إن الأنبياء مائة ألف وأربعة وعشرون ألف نبي. وذكر أن الرسل، منهم ثلاثمائة وثلاثة عشر، أولهم آدم عليه السلام. <o:p></o:p>
فقد بان لك معنى النبوة والرسالة، وليستا عند المحققين ذاتاً للنبي، ولا وصف ذات، خلافاً للكرامية، وفي تطويل لهم، وتهويل، ليس عليه تعويل. <o:p></o:p>
قلت:<o:p></o:p>
* حديث أبي ذر رضي الله عنه، أخرجه البيهقي، قال:<o:p></o:p>
حدثنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو الحسن علي بن الفضل بن إدريس السامري ببغداد ثنا الحسن بن عرفة العبدي حدثني يحيى بن سعيد السعيدي البصري ثنا عبد الملك بن جريج عن عطاء عن عبيد بن عمير عن أبي ذر قال دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد فذكر الحديث إلى أن قال فقلت يا رسول الله كم النبيون قال مائة ألف نبي وأربعة وعشرون ألف نبي قلت كم المرسلون منهم قال ثلاثمائة وثلاثة عشر تفرد به يحيى بن سعيد السعيدي.<o:p></o:p>
وأما الوحي فأصله الإسراع، فلما كان النبي يتلقى ما يأتيه من ربه بِعَجَل سمي وحياً، وسميت أنواع الإلهامات وحياً، تشبيهاً بالوحي إلى النبي، وسمي الخط وحياً، لسرعة حركة يد كاتبه، ووحي الحاجب واللحظ سرعة إشارتهما ومنه قوله تعالى: (فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَن سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيّاً) (مريم: 11)، أي أومأ ورمز. و قيل: كتب، ومنه قولهم: الوحا، الوحا، أي السرعة. <o:p></o:p>
وقيل أصل الوحي السر ولإخفاء، ومنه سمي الإلهام وحياً، ومنه: وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم، أي يوسوسون في صدروهم، ومنه قوله: (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى) (القصص: 7)، أي ألقي في قلبها. <o:p></o:p>
وقد قيل ذلك في قوله تعالى:(وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ) (الشورى: 51)، أي ما يلقيه في قلبه دون واسطة. <o:p></o:p>
<o:p></o:p>
__________________
سيدتي المسيحية ...الحجاب والنقاب ..حكم إلهي أخفاه عنكم القساوسة
رد مع اقتباس