عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 2007-09-07, 06:25 PM
أبو جهاد الأنصاري أبو جهاد الأنصاري غير متواجد حالياً
أنصارى مختص بعلوم السنة النبوية
 
تاريخ التسجيل: 2007-07-22
المكان: الإسلام وطنى والسنة سبيلى
المشاركات: 8,399
افتراضي


"والذى يظهر لى أن هذا - إقرار الوحى الأمة - هو الذى يفيده حديث جابر الذى معنا وتفيد النصوص ، ففى رواية لحديث جابر : (كنا نعزل على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والقرآن ينزل) ففيه تصريح بنزول الوحى مع إضافته لعهده - صلى الله عليه وسلم - ، مما يشعر أنه يلحظ قضية إقرار الوحى الأمة على ما تفعل أو ينكر.

وهذا هو الذى يفيده أيضاً حديث ابن عمر : (كنا نتقى الكلام والانبساط إلى نسائنا هيبة أن ينزل فينا شئ على عهد النبى - صلى الله عليه وسلم - ، فلما مات النبى - صلى الله عليه وسلم - تكلمنا وانبسطنا. ومنه حديث سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاث مرات فلم يجبه فقال - أى عمر - ثكلتك أمك يا عمر ثم قال : وخشيت أن ينزل فيّ قرآن.

ومنه حديث سلمة بن صخر البياضى إذ أتى زوجته فى رمضان فقال لقومه امشوا معى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا : لا والله لانمشى معك ، ما نأمن أن ينزل فيك القرآن ، أو أن يكون فيك من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مقالة يلزمنا عارها ............... الحديث.

ومن إنكار الوحى عليهم حديث زيد بن خالد الجهنى قال : صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الصبح بالحديبية فى إثر سماء كانت بالليل ، فلما انصرف أقبل على الناس فقال : هل تدرون ماذا قال ربكم؟ قالوا : الله ورسوله أعلم. قال : قال أصبح من عبادى مؤمن بى وكافر ، فأما من قال : مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بى ، كافر بالكوكب ، وأما من قال : مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بى بالكواكب وهكذا يتضح أن الوحى كان يراقب تصرفاته - صلى الله عليه وسلم - ويراقب الأمة أيضاً.

فأى خطأ ارتكبوه يظنونه صواباً نبههم القرآن عليه ، وربما فعلوا الشئ فسألوه - صلى الله عليه وسلم - . وربما فعلوه ظانين صوابه فلم يسألوا فجاء الوحى فنبه."

"ومجمل القول أن السنة وحى من الله سبحانه وتعالى إلى نبيه -صلى الله عليه وسلم -- ، وهذا الوحى منه إعلامى وله كيفيات متعددة ، ومنه إقرارى ير الله نبيه على تصرف تصرفه صواباً ، ولقد كان الوحى يراقب تصرفات الأمة أيضاً ، فينبه على ما ارتكبوه من أخطاء يظنونها صواباً ، أو لم يعرفوا مخالفتها ، أما ما عرفت مخالفته ووقع فيه فاعله مدركاً تقصيره وعالماً حكمه ، فهذا ليس داخلاً فى دائرة الوحى ، وهذا من رحمة الله سبحانه وتعالى بالأمة.

قال الشاطبى - رحمه الله تعالى - : كل ما أخبر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من خبر فهو كما أخبر ، وهو حق وصدق معتمد عليه فيما أخبر به وعنه سواء علينا انبنى عليه فى التكليف حكم أم لا ، كما أنه إذا شرع حكماً ، أو أقر أو نهى فهو كما قال عليه الصلاة والسلام ، لا يفرق فى ذلك بين ماأخبر به الملك عن الله ، وبين ما نفث فى روعه وألقى فى نفسه ، أو رآه رؤية كشف واطلاع على مغيب فى الاعتقادات والأعمال جميعاً ، لأنه - صلى الله عليه وسلم - مؤيد بالعصمة وما ينطق عن الهوى. أ هـ".

إلى هنا انتهى ما نقلناه من كتاب : السنة النبوية ، مكانتها ، عوامل بقائها ، تدوينها.
تأليف الدكتور / عبد المهدى بن عبد القادر بن عبد الهادى.
أستاذ الحديث المساعد بكلية أصول الدين جامعة الأزهر الشريف
والكتاب طبعة دار الاعتصام عام 1989
وما نقلناه هو من صفحة 26 حتى صفحة 35
فجزاه الله عن الإسلام خير الجزاء.
ويبقى لنا التعليق على ما تقدم.

رد مع اقتباس