عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2019-10-27, 09:39 AM
معاوية فهمي إبراهيم مصطفى معاوية فهمي إبراهيم مصطفى غير متواجد حالياً
مشرف قسمي العيادة الصحية والمجتمع المسلم
 
تاريخ التسجيل: 2018-02-05
المشاركات: 2,726
افتراضي حول ما قيل في زواج النبي من آسية في الجنّة]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :-
[ حول ما قيل في زواج النبي ( صلَّ الله عليهِ و سلَّم ) من آسية في الجنّة].
د . أحمد عبد الكريم نجيب.
هل صحيح أن آسية امرأة فرعون سيتزوجها نبينا عليه السلام عوضاً لها عن زوجها الكافر ؟
لمعرفة الإجابة عن هذا السؤال تابعـوا هذا المقال..
ثبت فضل آسية بنت مزاحم – زوجة فرعون – رضي الله عنها في الكتاب و السنّة ، و من ذلك قوله تعالى :
( وَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَ نَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ
وَ عَمَلِهِ وَ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ )
[ التحريم : 11 ] .
و روى البخاري عَنْ أَبِى مُوسَى الأشعري رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ( صلَّ الله عليهِ و سلَّم ) :
«‏ كَمُلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ ،‏ وَ لَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ إِلاَّ آسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ ،‏ وَ مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ »‏ .
و كفى بهذا منقبةً و كرامةً لها في الدنيا و الآخرة .
أمّا عن تزويجها للنبيّ( صلَّ الله عليهِ و سلَّم ) في الجنّة ، فلا أعلَم دليلاً صحيحاً على ذلك ، و هذا أمر غيبي لا يؤخذ إلاّ بدليل ثابت من الكتاب و السنّة .
و مَن أثبت ذلك اعتمد على ما رُوي في تفسير قوله تعالى :
( عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَ أَبْكَارًا )
[ التحريم : 5 ] .
و من ذلك قول القرطبي في تفسيره :
( وَ قَالَ الْكَلْبِيّ : أَرَادَ بِالثَّيِّبِ مِثْل آسِيَة اِمْرَأَة فِرْعَوْن , وَ بِالْبِكْرِ مِثْل مَرْيَم ابْنَةَ عِمْرَان .
قُلْت : وَهَذَا إِنَّمَا يَمْشِي عَلَى قَوْل مَنْ قَالَ :
إِنَّ التَّبْدِيل وَعْد مِنْ اللَّه لِنَبِيِّهِ لَوْ طَلَّقَهُنَّ فِي الدُّنْيَا زَوَّجَهُ فِي الْآخِرَة خَيْرًا مِنْهُنَّ . وَاَللَّه أَعْلَم ) .
و روى الطبراني في ( الأوسط ) :
( فوعده من الثيبات آسية بنت مزاحم امرأة فرعون ، و أخت نوح ، و من الأبكار مريم ابنة عمران ، و أخت موسى عليهما السلام ) ، و في إسناده طريق موسى بن جعفر بن أبي كثير عن عمه ، قال الذهبي :
( مجهول و خبره ساقط ) [ انظر : مجمع الفوائد ، للهيثمي : 7 / 127 ] .
و قال الحافظ ابن كثير في تفسيره [ 4 / 391 ] :
( و ذكر الحافظ ابن عساكر في ترجمة مريم عليها السلام من طريق سويد بن سعيد …
عن ابن عمر قال : جاء جبريل إلى رسول الله ( صلَّ الله عليهِ و سلَّم ) فمرت خديجة فقال إن الله يقرئها السلام ، و يبشرها ببيت في الجنة من قصب بعيد من اللهب ، لا نصب فيه و لا صخب ، من لؤلؤة جوفاء ، بين بيت مريم بنت عمران و بيت آسية بنت مزاحم .
و من حديث أبي بكر الهذلي عن عكرمة عن ابن عباس أن النبي ( صلَّ الله عليهِ و سلَّم ) دخل على خديجة
، و هي في الموت فقال :
(( يا خديجة إذا لقيت ضرائرك فأقرئيهن مني السلام )) ، فقالت :
يا رسول الله و هل تزوجت قبلي ؟ قال : (( لا ، و لكن الله زوجني مريم بنت عمران ، و آسية امرأة فرعون ، و كلثم أخت موسى )) ضعيف أيضاً ، و قال أبو يعلى ثنا إبراهيم بن عرعرة ، ثنا عبد النور بن عبد الله ، ثنا يوسف بن شعيب ، عن أبي أمامة ، قال : قال رسول الله ( صلَّ الله عليهِ و سلَّم ) : (( أَعَلمتَ أن الله زوجني في الجنة مريم بنت عمران ، و كلثم أخت موسى ، و آسية امرأة فرعون ؟ )) ، فقلت : هنيئا لك يا رسول الله .
و هذا أيضا ضعيف ، و روي مرسلاً عن ابن أبي داود ) .

قلتُ : و ما دامت هذه الأحاديث ضعافاً كلَّها فلا تُبنى عليها عقيدة ، و لا يثبُت بها عُلمٌ ،
و عليه فإنّ القول بتزويج النبيّ ( صلَّ الله عليهِ و سلَّم ) من آسية بنت مزاحم زوجة فرعون في الجنّة غير ثابت
، و لا حجّة لمُثبته ، و الله أعلم .
§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§§
رد مع اقتباس