[منصورابوحسين]

ما ارويه في هذه النقطة لم اشاهده بعيني لاني كنت غائب عن الوعي ...وهو ما رواه لي من حضر من الاهل والجيران بعد سماع صوت دوي انفجار كبير
عندما انفجرت القنبلة وبشكل فوري تفتت كلتا رجلاي من تحت الركبة وكذلك كف يدي اليمنى وتطاير اللحم والعظم على الجدران وفي الحقول المجاورة ...واصبح جسمي ينزف من كل مكان وبشكل كبير جدا وهرعت الناس وسيارات الاسعاف وقوات جيش الاحتلال للمكان ...المهم تم نقلي الى مستشفى المدينة الحكومي في حالة خطرة جدا فالاصابات وشظايا القنبلة في كل مكان من جسدي...الارجل والايدي والعيون والراس والصدر...الخ
وفي المستشفى هرع الناس للتبرع بالدم لتعويض جسمي عما فقده من الدم الكثير ...وكل ذلك وانا لا اشعر بشيء وغائب عن الوعي... وفي مستشفى المدينة تم اجراء الاسعافات الضرورية فقط ...لان الحالة خطيرة وامكانيات المستشفى تعجز عن معالجة هكذا حالة...
وفي نفس اليوم تم نقلي الى مستشفى المقاصد في القدس وادخلوني الى غرفة العمليات لقطب الجروح البالغة التي في جسمي ولكن من دون بنج او مخدر لانني فاقد الوعي تماما
ثم نقلوني الى غرفة العناية المركزة (الانعاش) ومكثت فيها 15 يوم تحت العلاج والمراقبة الشديدة ...وكان اهلي ياتوا الى المستشفى ليسالوا الاطباء عن حالتي :فيجيبوا :الاعمار بيد الله ولكن الامل ضعيف بان يعيش ...وان عاش فسوف يعيش اعمى
وبعد مرور 15 يوم تقريبا بدات اصحى شيئا فشيئا من الغيبوبة ووجدت اقاربي حولي يحاولون الكلام معي وتصبيري والاستفسار عما جرى لي ...وفي الحقيقة لم اكن افهم ماذا يقولون ولكن عندما اضع يدي على رجلاي احسها ملفوفة بكثير من القماش الطبي(نسيت ماذا يسمونه) ولا يوجد رجلان ...ولكني لا ارى شيئا الى هذه اللحظة
ولكوني طفل حقيقة لم اعرف ما هو الشعور الذي يجب ان ينتابني بعدما علمت ما حل بي من بتر في الساقين واليد والعمى..,ولكنني اذكر جيدا لنني لم اشعر بالخوف او الجزع
يتبع