عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2010-03-15, 07:12 PM
طالب عفو ربي طالب عفو ربي غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2009-02-28
المشاركات: 716
افتراضي يَسْأَلُونَكَ عَنِ الخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا (البقرة::219)

" يَسْأَلُونَكَ عَنِ الخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا..." (البقرة::219)









هذا النص القرآني الكريم جاء في أوائل الربع الأخير من سورة "البقرة"، وهي سورة مدنية ، وآياتها (286) بعد البسملة، وهي أطول سور القرآن الكريم على الإطلاق، ويدور المحور الرئيسي لها حو التشريع الإسلامي بعدد من العبادات والأخلاق والمعاملات، وإن لم تغفل هذه السورة المباركة ركائز العقيدة الإسلامية وفي مقدمتها الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتنزيه الخالق-سبحانه وتعالى –عن جميع صفات خلقه ، وعن كل وصف لا يليق بجلاله من مثل إدعاء الشريك أو الشبيه أو المنازع أو الصاحبة والولد، وكلها من صفات المخلوقين، والله- تعالى- منزه عن جميع صفات خلقه.
كذلك حددت السورة الكريمة صفات كل من المؤمنين والكافرين والمنافقين، وجزاء كل منهم، وسجلت قصة خلق الإنسان ممثلة في خلق كل من أبوينا آدم وحواء
-عليهما السلام-، واستعرضت قصص عدد من أنبياء الله ورسله منهم إبراهيم ولده إسماعيل وحفيده يعقوب وموسى وداود، وسليمان وعيسى بن مريم- على نبينا وعليهم أجمعين من الله أفضل الصلاة وأزكى التسليم-.
وبالإضافة إلى ذلك تناولت سورة
"البقرة" أهل الكتاب بشئ من التفصيل الذي أخذ أكثر من ثلث مجموع آياتها، وختمت بإقرار حقيقة الإيمان وركائزه، وبدعاء إلى الله –تعالى- يحرك الأرواح والقلوب والعقول جميعا.
هذا وقد سبق لنا استعراض سورة
"البقرة" وما جاء فيها من ركائز كل من العقيدة والعبادة والأخلاق والمعاملات والتشريعات اللازمة لذلك، ومن القصص القرآني والحكم المستقاة من كل قصة من تلك القصص، ولا داعي لتكرار ذلك هنا من أجل التركيز على النص القرآني الذي اتخذناه عنوانا لهذا المقال، وقبل الوصول إلى ذلك لابد من استعراض سريع للدلالات اللغوية لألفاظ النص الكريم.


من الدلالات اللغوية لألفاظ النص الكريم:
أولاً‏: " الخَمْرُ "‏:
أصل ‏
(‏الخَمْر‏)‏ ستر الشيء يقال‏: (‏خَمَّرْتُ‏)‏ الإناء أي غطيته‏,‏ و‏(‏التَخْمِير‏):‏ التغطية ولذلك يقال لما يستر به‏ (‏خِمَار‏),‏ وصار‏ (‏الخِمَار‏)‏ اسما لما تغطي به المرأة رأسها‏,‏ وجمعه ‏(‏خُمُر‏). و‏(‏اخْتَمَرَت‏)‏ المرأة‏ (‏وتَخَمَّرَت‏)‏ أي غطَّت رأسها‏.‏
ويقال‏
: (‏أَخْمَرْتُ‏)‏ العجين أي جعلت فيه‏ (‏الخَمِيرَة‏)‏ أو‏ (‏الخَمِير‏).‏ وسميت‏ (‏الخَمِيرَة‏)‏ باسمها لكونها ‏(‏مَخْمُورَة‏)‏ من قبل‏.‏
و الخَمْرَة و‏
(‏الخَمْرُ‏)‏ لغةً: هي كل ما‏ (‏خَامَرَ‏)‏ العقل وغلبه‏,‏ ولذلك قال المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏:‏ " كل مسكر خمر، وكل خمر حرام‏ " (‏صحيح مسلم‏).‏
وجمع كلٍ من‏
(‏الخَمْر‏)‏ و‏(‏الخَمْرَة‏): (‏الخُمُور‏).‏
كذلك قيل‏
:‏ سميت‏ (‏الخَمْرُ‏)‏ خَمْرَاً لأنها تُرِكَت‏ (‏فَاخْتَمَرَت‏),‏ واختمارها تغير ريحها‏,‏ و‏(‏الخُمَارُ‏)‏ هو الداء العارض من الخمر‏,‏ وجعل بناؤه بناء الأدواء، كالزكام، والسعال وغيرها‏.‏
ثانيا‏ًً: " المَيْسِرُ ":‏
هو القمار‏، مصدر ميمي من ‏(‏يَسَرَ‏)،‏ مشتق من اليُسْر؛ لأنه يعني كسب المال أو خسارته بسهولة ويسر‏،‏ وفي حكمه كل شيء فيه خطر‏,‏ أي رهان‏.‏


من الدلالات العلمية للنص الكريم:
أولا‏ًً
:‏ التأكيد على أخطار الخمر‏:
إن المكون الأساسي للمواد المسكرة هو الكحول الإثيلي الذي ينتج عن تخمر المواد السكرية، وتتراوح نسبته في الخمور بين 3.5%، 55% حسب نوع الخمر والمواد المصنع منها، وقد أثبتت الدراسات العلمية والطبية أن للمسكرات أضرار بالغة على الإنسان منها ما يلي‏:‏
‏(أ)‏ الذهاب بكلٍ من العقل والإرادة‏:‏
وهما من أعظم نعم الله ـ تعالى ـ على الإنسان‏
,‏ وبذهابهما يأتي الإنسان بالكثير من التصرفات غير المسئولة، فيفقد كرامته وإنسانيته لفقده القدرة على التمييز بين الحق والباطل‏,‏ وبين الخير والشر‏,‏ وبين الصواب والخطأ‏,‏ وبين اللائق وغير اللائق من الأفعال والأقوال والتصرفات، مما يفقده احترام الآخرين‏.‏
فالخمر تشل الحواس‏
,‏ وتجعل المخمور يترنح في مشيته‏,‏ ويتقيأ بغير إرادته‏,‏ وتضطرب حركاته‏,‏ ويفقد انضباطه‏,‏ يهيج في عنف شديد فيبدو وكأنه أشد اندفاعا‏ًً,‏ وأقل حياءً من طبيعته‏,‏ لا يدري ما يقول‏,‏ ولا يبالي بما يفعل‏,‏ يكثر الثرثرة بما لا يفيد‏,‏ أو يخمد خمود الموتى بعد أن كان كالبركان الثائر‏,‏ وهذا مما يحط من قدر الإنسان، ويضيع مهابته وكرامته. هذا بالإضافة إلى أن المسكرات تضعف مراكز المخ العليا التي تتحكم في التفكير والإرادة، وفي القدرة على النطق والتحكم في الحركة‏.‏‏
(ب)‏ الذهاب بالعافية والصحة ‏:
نشرت إحدى المجلات الطبية البريطانية
(‏Lancet,1987‏)أن أكثر من مائتي ألف شخص يموتون في بريطانيا سنوياً بسبب الخمور؛‏ وذلك لما للخمور من أضرار بالغة على جسم الإنسان منها تسمم خلايا وأنسجة الجسد‏,‏ وإعاقتها عن أداء وظائفها‏,‏ وبالتالي إعاقة العديد من أجهزة الجسم وأعضائه عن القيام بوظائفها بالكفاءة المطلوبة‏,‏ أو تعطيلها بالكامل عن أداء تلك الوظائف ابتداءً من الفم والمريء إلى المعدة والأمعاء، حيث تنتقل المسكرات إلى الدم ومنه إلى جميع أجزاء الجسم خاصة المخ، وبقية الجهاز العصبي، فيعطله تأثيرها المسكر تعطيلاً جزئياً أو كلياً‏.‏
(1)
فالجهاز العصبي في جسم الإنسان هو أكثر الأجهزة تأثراً بالخمور التي تقطع الشعيرات العصبية الواصلة بين خلاياه، وقد تؤدي إلى قتلها‏
,‏ وهي الخلايا الوحيدة في جسم الإنسان التي لم يثبت بعد إمكان تجددها‏.‏
والتهاب الأعصاب من أشد الأمراض إيلاماً للإنسان‏
,‏ وقد يؤدي إلى التهيج العصبي‏,‏ والصرع‏,‏ وفقد بعض الحواس كالسمع والبصر والذاكرة التي يدمرها تدميراً كاملا‏ًً,‏ وقد يؤدي كذلك إلى الارتعاش‏,‏ والهذيان والأوهام‏,‏ والقلق‏,‏ والهوس، والهواجس‏,‏ كما قد يؤدي إلى الشيخوخة المبكرة‏,‏ أو الشلل‏,‏ أو الجنون‏,‏ وقد يقود المدمن إلى القتل، أو الانتحار، أو إلى الموت‏.‏
(2)
وبالنسبة إلى الجهاز الهضمي فإن الخمور تلهب كلاً من الفم، واللسان، والمريء، والمعدة، والأمعاء بما تحمل من الكحوليات والمواد المضافة، وأغلبها من السموم القاتلة‏
,‏ وتؤدي التهابات الجهاز الهضمي إلى تشققات اللثة والفم واللسان، مما قد ينتج عنه تدمير حاسة التذوق بضمور الحليمات التذوقية في اللسان‏,‏ وإلى تغطيته بطلاوة بيضاء قد تكون مقدمة لإصابته بالسرطان‏,‏ أو لإصابة الغدد النكفية بالالتهابات المؤلمة‏.‏
كذلك يؤدي إدمان الخمر إلى توسيع الأوعية الدموية بالغشاء المخاطي لكلٍ من المريء، والمعدة، والأمعاء، مما يعين على انتشار التقرحات بها‏
,‏ وإلى النزف، وإلى الإصابة بالسرطان. ويسبب تناول المسكرات نقصا في إفراز العديد من الإنزيمات مثل إنزيم الببسين (Pepsin)الهاضم للبروتينات كما يحول دون انتفاع الجسم بالعديد من الفيتامينات من مثل فيتامين (ب) المركب.‏
(3)
وإدمان الخمر قد يؤدي كذلك إلى تلف كل من الكلى والكبد، وتدمير خلاياهما وأنسجتهما‏
,‏ وقد ينتهي الأمر بالكبد إلى نقص كفاءته في تمثيل الجلوكوز ثم بالكليتين إلى التوقف عن أداء وظائفها، وما يصاحب ذلك من اضطرابات وأمراض وآلام مبرحة‏.‏
(4)
وأخطر من ذلك كله ما ينتج عن إدمان الخمور من اضطرابات في القلب‏
, ‏نتيجة للارتفاع في ضغطه، وسرعة في نبضه تؤديان إلى اعتلال في عضلته وصماماته‏,‏ وإلى تصلب الشرايين وضيقها، وإلى فقر في الدم واضطراب في الضغط، مما قد يقعد المدمن عن العمل، ويفضي به إلى الموت خاصة وأن ذلك قد يصاحب بالتهابات شديدة في كل من القصبة الهوائية والرئتين‏.‏
(5)
وفوق ذلك كله فإن الخمر تضعف أجهزة المناعة في الجسم،‏ ومن ثم تضعف مقاومته للأمراض‏
.‏

(ج)‏ تدمير النسل‏:‏
للكحوليات والمواد الملونة والحافظة للخمور أضرار بليغة على الغدد التناسلية في كلٍ من الرجال والنساء، مما يؤدي إلى اضطرابات غير محمودة العواقب فيها‏,‏ منها:
(1)
الضعف الشديد، أو الهياج الجنسي الشديد، وما لذلك من مخاطره الأسرية والاجتماعية والسلوكية، وإشاعة الطلاق والفواحش والجرائم في المجتمعات‏،‏ ومنها العجز والبرود الجنسي‏
,‏ ووصول المرأة إلى سن اليأس مبكراً بعد سلسلة من الاضطرابات الحيضية‏.‏
(2)
وللكحوليات المكونة للخمور آثار مدمرة على الشيفرة الوراثية وعلى الصبغيات الحاملة لها في الخلايا التناسلية بصفة خاصة، مما يؤدي إلى إنتاج نِطَاف مشوهة تؤدي إلى أجنة مشوهة‏
,‏ فيورث كلٌ من المدمن والمدمنة نسله شيفرة وراثية مدمرة بما تحمله من تشوهات قد تؤدي إلى التخلف العقلي، أو القصور الجسدي، أو الأمراض والعلل التي قد تفضي إلى الموت قبل الميلاد أو بعده‏، وإذا نجا الجنين من الموت، فإن الأعطاب في شيفرته الوراثية قد تستمر في نسله إلى العديد من الأجيال (Forrest,A,1985:Alcoholism and) Substance Abuse;New York)
(3) كذلك فإن الأم المدمنة للخمور تنقل مرض الإدمان إلى جنينها‏‏ وهي حامل به عبر المشيمة‏,‏ وأثناء إرضاعه بعد الميلاد عبر لبنها‏,‏ وقد أشاع تجار الخمور أن تناولها بواسطة الأم المرضع يساعد على إدرار لبنها‏,‏ ولكن ثبت بالتجربة بطلان هذا الزعم وأخطاره الصحية على كلٍ من الأم ورضيعها‏،‏ فالرضيع الذي يتلقى كحوليات الخمور مع لبن أمه المدمنة يضطرب نومه‏,‏ وتعنف حركاته‏,‏ ومع تركز كميات من هذه الكحوليات في جسده فإنه قد يصاب بالإدمان قبل أن يفطم، كما قد يصاب بعدد من التشوهات الخلقية.‏
‏(-Julie Mennella,1999 in Hanningan and others(eds
,:Alcohol and Alcoholism
:Brain and Development
‏‏
Julie Mennella: Alcohol'S Effect on Location-. New Jersey :Lawrence Earlbaum Associates, Inc.


(د)‏ إهدار الأموال ينفق على:‏
(1) تصنيع وتسويق الخمر والدعاية لترويجه آلاف الملايين من الدولارات سنوياً في مختلف دول العالم.‏
(2)
كما تنفق مئات الملايين من الدولارات على علاج المدمنين‏
.
(3)
والخسائر الاقتصادية الناجمة عن الإدمان من إهمال وتغيب عن العمل وحوادث تقدر بمئات البلايين من الدولارات سنوياً‏
,‏ في الوقت الذي يتضور فيه من الجوع أكثر من نصف سكان الأرض‏,‏ ولو وجهت هذه المليارات من الدولارات إلى إعمار الأرض ما بقي بها جائع‏.‏‏
(
هـ
) ازدياد معدلات الجرائم وحوادث الطرق‏:‏ يتزايد أعداد معاقري الخمور في العالم بصورة مطردة‏,‏ ومع هذا التزايد تتفاقم معدلات الجريمة وعدد القتلى و العجزة من المصابين في حوادث الطرق‏,‏ وجرائم الاغتصاب والسرقة بالإكراه‏,‏ والطلاق‏,‏ والعنف‏,‏ والانتحار وغيرها‏.‏
وفي دراسة عن الولايات المتحدة الأمريكية ذكر أن نصف جرائم الانتحار، و‏
34%‏ من جرائم الاغتصاب‏,‏ و‏64%‏ من حوادث السير المؤدية إلى الوفاة سببها إدمان الخمور‏،‏ كما جاء بها أن ‏93%‏ من الأمريكيين يشربون الخمر، وأن أكثر من ‏10%‏ منهم مدمنون إدماناً مرضياً كاملاً.(Harrisons PrincipesInternal) Medicine,1991,Mc Graw Hill New York)

ثانيا‏:‏ التأكيد على أخطار الميسر‏:‏
الميسر هو القمار بمعنى كسب المال أو خسارته بسهولة ويسر‏,‏ وفي الميسر:
(1)
فساد للمال
.
(2)
وفساد للقلب.
(3)
وإهدار للوقت
.
(4)
وضياع للعديد من الأخلاق والقيم‏
.‏ والمال وسيلة تقويم جهود وممتلكات الآخرين‏,‏ فلا يجوز أن يكتسب إلا بإنتاجية حقيقية‏,‏ ولا أن يضيع إلا بحق مشروع‏.‏
(5)
وهو أحد وسائل انتشار العداوة والبغضاء بين الناس‏
,‏ فالميسر عادة ما ينتهي إلى نزاع بين كل الكاسب والخاسر وإلى انتشار الأحقاد والضغائن بين الناس وإلى خراب البيوت‏,‏ وإلى حسرة وندامة‏,‏ وقد أغوى الشيطان الإنسان بالقمار منذ القدم‏,‏ فوجدت آثار تدل عليه في كل الحضارات القديمة‏,‏ وثبت أنه لا ينتهي إلا بالمعارك والسباب واللعان‏,‏ وأنه يدفع بالناس إلى إهدار الوقت والتكاسل عن العمل والإنتاج‏,‏ كما يشجع على الخداع والمناورة‏,‏ وعلى السرقة‏,‏ وعلى غيرها من الجرائم‏,‏ وكان القمار محرماً في دولة مثل انجلترا حتى سنة‏1960‏ م‏,‏ وإن كان شياطين الإنس قد بدأوا في محاولات التشريع له منذ أوائل الخمسينيات حتى عمَّ شره مختلف أرجاء العالم، وأصبح مرضاًَ يصيب مقترفه بالإدمان،‏ وأدى إلى خراب كثير من البيوت والمؤسسات، وإلى انتشار الجرائم بمختلف صورها في العديد من المجتمعات‏.‏
ثالثا‏ًً:‏ التأكيد على أن إثمهما أكبر من نفعهما‏:‏
تشير كل الدراسات إلى أن أخطار كل من الخمر والميسر، على الرغم من إمكانية تحقيق بعض المنافع من بيع الخمر أو ممارسة القمار، ولكن هذه المنافع المحدودة لا يمكن أن تقارن بالمضار والمفاسد الناتجة عن اقترافهما، ومن هنا كان القرار الإلهي يقول ربنا-تبارك وتعالى- : (وإثمهما أكبر من نفعهما) وما أمر ربنا ـ تبارك وتعالى ـ إلا بخير‏,‏ وما نهى إلا عن شر‏,‏ وهنا تتضح نعمة القرآن الكريم كما يتضح فضل البعثة المحمدية المباركة على الناس جميعا إذا التزموا بما جاء فيها من هداية ربانية فنفذوا الأوامر، واجتنبوا النواهي حتى تستقيم حياتهم على هذه الأرض، وحتى يتمكنوا من تحقيق رسالة الإنسان في هذه الحياة على الوجه الذي يرضاه الله-تعالى-فتتحقق بذلك سعادة البشر أجمعين.
فالحمد لله على نعمة القرآن‏
,‏ والحمد لله على نعمة الإسلام‏,‏ والحمد لله على بعثة سيد الأنام سيدنا محمد بن عبد الله، صلوات الله وسلامه عليه، وعلى آله وصحبه، ومن تبع هداه، ودعا بدعوته إلى يوم الدين‏. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين‏.‏

رد مع اقتباس