عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 2014-08-17, 09:05 PM
حجازيه حجازيه غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2014-04-03
المكان: مـكـة الـمـكـرمـة
المشاركات: 1,808
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مريم العراقي مشاهدة المشاركة
إبن كثير - البداية والنهاية - الجزء : ( 7 ) - رقم الصفحة : ( 105 )

- وقال الحافظ أبو بكر البيهقي : أخبرنا : أبو نصر بن قتادة ، وأبو بكر الفارسي قالا : ، حدثنا : أبو عمر بن مطر ، حدثنا : إبراهيم بن علي الذهلي ، حدثنا : يحيى بن يحيى ، حدثنا : أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن مالك قال : أصاب الناس قحط في زمن عمر بن الخطاب فجاء رجل إلى قبر النبي (ص) فقال : يا رسول الله إستسق الله لأمتك فإنهم قد هلكوا ، فأتاه رسول الله (ص) في المنام فقال : إيت عمر فأقره مني السلام وأخبرهم أنهم مسقون ، وقل له عليك بالكيس الكيس ، فأتى الرجل فأخبر عمر فقال : يا رب ما آلوا إلا ما عجزت عنه ، وهذا إسناد صحيح .

وقد صححه الحافظ ابن حجر ايضا
قال: أصاب الناس قحط في زمن عمر فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا، فأتي الرجل في المنام فقيل له: ائت عمر فأقرئه السلام وأخبره أنكم مسقيون، وقل له: عليك الكيس عليك الكيس، فأتى عمر فأخبره، فبكى عمر ثم قال: يا رب لا آلوا إلا ما عجزت عنه.

وقد أجاب عنه العلامة الألباني رحمه الله في كتابه التوسل أنواعه وأحكامه بعدة أوجه منها:

عدم التسليم بصحة هذه القصة، لأن مالك الدار غير معروف العدالة والضبط، وهذان شرطان أساسيان في كل سند صحيح، كما تقرر في علم المصطلح، وقد أورده ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ولم يذكر راوياً عنه غير أبي صالح هذا، ففيه إشعار بأنه مجهول، ويؤيده أن ابن أبي حاتم نفسه مع سعة حفظه واطلاعه لم يحك فيه توثيقاً فبقي على الجهالة، ولا ينافي هذا قول الحافظ (... بإسناد صحيح من رواية أبي صالح السمان..) لأننا نقول: إنه ليس نصاً في تصحيح جميع السند، بل إلى أبي صالح فقط، ولولا ذلك لما ابتدأ هو الإسناد من عند أبي صالح ولقال رأساً: (عن مالك الدار... وإسناده صحيح). ولكنه تعمد ذلك ليلفت النظر إلى أن ههنا شيئاً ينبغي النظر فيه.

ومنها: أنه مخالف لما ثبت في الشرع من استحباب إقامة صلاة الاستسقاء لاستنزال الغيث من السماء كما ورد في أحاديث كثيرة أخذ بها جماهير الأئمة، بل هي مخالفة لما أفادته الآية وهي قوله تعالى: اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا. وهذا ما فعله عمر بن الخطاب حين استسقى وتوسل بدعاء العباس كما سبق بيانه، وهكذا كانت عادة السلف الصالح كلما أصابهم القحط أن يصلوا ويدعوا، ولم ينقل عن أحد مطلقاً أنه ألتجأ إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم وطلب منه الدعاء.

ومنها: أن هذا الأثر ليس في التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم، بل فيه طلب الدعاء منه بأن يستسقي الله لأمته، وهذا مسألة أخرى لم يقل بجوازها أحد من علماء السلف. اهـ باختصار.

والله أعلم.
رد مع اقتباس