عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2015-06-19, 05:27 AM
فارووق فارووق غير متواجد حالياً
عضو فعال بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2015-04-08
المشاركات: 116
افتراضي تذكرة مختصرة و معلومات عملية عن الزكاة

...
تذكرة مختصرة و معلومات عملية عن الزكاة


مع حلول شهر رمضان نعرج باختصار على فريضة لا تقل اهمية عن فريضة الصيام، و التي بدونها لا يكتمل اسلام الشخص، و هذه الفريضة هي الزكاة، فقد جاء جبريل الى الرسول و سأله عن الإسلام، فقال له صلى الله عليه وسلم: "الْإِسْلَامُ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ وَلَا تُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ وَتُؤَدِّيَ الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ وَتَصُومَ رَمَضَانَ"

فالزكاة (أو الصدقة) فريضة عظيمة، فرضها الله لينتفع منها الفقراء و المساكين و ذوي الحاجة {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (60)}(التوبة)، ... و الزكاة سميت زكاة لانها تزكي المسلم و ترفع من مكانته و درجته و تقلع عنه النفاق و رذيلة الشح و البخل، و تطهر ماله و تزكيه و تنميه و تزيده بركة، قال الله سبحانه: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم (103)}(التوبة). و قال رسول الله: " مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ"(صحيح مسلم)، ...

و قد أثنى الله سبحانه على المتصدقين، إذ قال: {مَن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ (11)}(الحديد)؛ و قال سبحانه: {إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ (18)}(الحديد)؛ {الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (247)}(البقرة)؛ و قال سبحانه:*{إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21) إِلَّا الْمُصَلِّينَ (22) الَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23) وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ (24) لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25)}(المعارج)؛ {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (15) آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَٰلِكَ مُحْسِنِينَ (16) كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (18) وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (19)}(الذاريات).

و مقابل هذا الثناء العظيم، جاء الوعيد و النذير من رب العالمين للذين لا يخرجون حق الاموال التي رزقهم الله و ملَّكَهم إياها، فقد قال رسول الله: "مَا مِنْ رَجُلٍ لَا يُؤَدِّي زَكَاةَ مَالِهِ إِلَّا جُعِلَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَفَائِحُ مِنْ نَارٍ ، يُكْوَى بِهَا جَبِينُهُ وَجَبْهَتُهُ وَظَهْرُهُ ، فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ، حتى يُقضى بين الناسِ ، ثمَّ يُرَى سبيلَه"(مسند احمد)، و في روايةٍ "... ثُمَّ يَرَى سَبِيلَهُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ وَإِمَّا إِلَى النَّارِ"!
و قال الله: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَّهُم ۖ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ ۖ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (180)}(آل عمران)
و قال سبحانه: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (34)}(التوبة).


و هناك ثلاثة انواع من الزكاة شرعها الله، اثنين فريضة و الثالثة نافلة و تطوع:

الزكاة الاولى المفروضة هي الواجبة في الأموال، و قد حدد الشرع أنواعاً من الأموال تجب فيها الزكاة، يُذكر منها:
1) الذهب والفضة، و ما تفرع عنهما من الأوراق المالية.
2) الإبل و البقر و الغنم، ....
3) الخارج من الأرض من خضروات و حبوب و ثمار و معادن الخ.
4) عروض التجارة.

الزكاة الثانية المفروضة الواجبة هي زكاة الفطر التي تجب على كل مسلم في نهاية شهر رمضان.

الزكاة الثالثة المندوبة هي صدقة التطوع، فإضافةً الى إخراج الصدقات المفروضة، يتصدق المسلم متى شاء بالقدر الذي يشاء!


و فيما يلي معلومات عملية مهمة متعلقة بزكاة الاموال النقدية (الورقية). فإذا وصل مبلغ المال الذي بحوزة المسلم النصاب وجب عليه ضبط و تسجيل تاريخ وصول ماله النصاب (التاريخ الهجري -القمري-، و ليس الميلادي)، و بعد عام "هجري" من بلوغ ماله النصاب وجب عليه إخراج زكاة المال استنادا الى قيمة المبلغ يوم وجوب خروج الزكاة! و الزكاة الواجبة هي 2,5٪ من مجموع الاموال يوم وجوب خروج صدقتها! ... مثلا إذا كانت قيمة المال 4000 دولار أو يورو، وجب إخراج 100 دولار أو 100 يورو كزكاة! ...

و النصاب شرعا هو ما وصلت قيمته 85 جرام (gram) من الذهب الخالص (24 عيار)، و بالتحري عن قيمة الذهب اليوم، فستجد أن سعر غرام واحد (1gram) من الذهب هو 38,62 دولار، أو 33,96 يورو (بتاريخ 18 يونيو 2015)! و بالتالي، فنصاب المال هو: 3282 دولار (dollar) ، أو 2887 يورو (euro)! ....
و وجب على كل مسلم تحري سعر غرام واحد من الذهب الخالص بعُمْلَة البلد الذي يعيش و يملك فيه المال، و من ثم يقدر النصاب بعملية حسابية بسيطة يضرب فيها ثمن الجرام الواحد بِ 85 جرام (قيمة نصاب المال كما سبق الذكر)!


و إذا كان للشخص مالا مُقْرَضاً (اي سَلَّفَهُ الى أناس)، فهناك آراء شرعية مختلفة عن متى يجب إخراج الزكاة عن المال المُقرض إذا كان بالغا النصاب، ... فهناك رأي يقول انه من كان عنده أملٌ و غلبة ظَنٍّ أنه سيسترجع هذا القرض ممن أقرضهم إياه، وجب عليه إخراج الزكاة على المال المُقرض كل سنة إذا كان بالغا النصاب، و لو لم يحصل عليه! .... و الرأي الثاني يقول أنه لا تُخرج الزكاة على المال المُقرض إلا إذا حصل عليه صاحبه و صار بحوزته فعلا، فساعتها تُخرج الزكاة عليه ، عن كل السنوات التي مضت!


كما يجب إخراج الزكاة على الحلي من ذهب و فضة الذي تملكه النساء إذا بلغ النصاب و لو كان للزينة. و من الادلة القوية على وجوب إخراج الزكاة على الحلي، قوله صلى الله عليه و سلم: "مَا مِنْ صَاحِبِ ذَهَبٍ وَلَا فِضَّةٍ لَا يُؤَدِّي مِنْهَا حَقَّهَا ، إِلَّا إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ صُفِّحَتْ لَهُ صَفَائِحُ مِنْ نَارٍ ، فَأُحْمِيَ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ ، فَيُكْوَى بِهَا جَنْبُهُ وَجَبِينُهُ وَظَهْرُهُ ، كُلَّمَا بَرَدَتْ أُعِيدَتْ لَهُ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ، حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ الْعِبَادِ ، فَيَرَى سَبِيلَهُ إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ"(صحيح مسلم)؛ و قد أَتَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امْرَأَتَانِ ، فِي أَيْدِيهِمَا أَسَاوِرُ مِنْ ذَهَبٍ ، فَقَالَ لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ: "أَتُحِبَّانِ أَنْ يُسَوِّرَكُمَا اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَسَاوِرَ مِنْ نَارٍ؟"، قَالَتَا : لَا ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "فَأَدِّيَا حَقَّ هَذَا الَّذِي فِي أَيْدِيكُمَا"(مسند احمد)!
و كما سبق الذكر، النصاب في الذهب (الذهب الخالص) هو 85 غرام، و في الفضة 595 جرام (فضة خالصة)، فتُخرج 2,5٪ من الذهب أو الفضة، ... تُخرج ذهبا و فضة، أو ثمنهما نقداً!

و الله أعلم!
.....
رد مع اقتباس