عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 2007-09-07, 06:40 PM
أبو جهاد الأنصاري أبو جهاد الأنصاري غير متواجد حالياً
أنصارى مختص بعلوم السنة النبوية
 
تاريخ التسجيل: 2007-07-22
المكان: الإسلام وطنى والسنة سبيلى
المشاركات: 8,399
افتراضي


ولاشك أن أهم شئ نريد التنبيه هنا فى هذه السلسلة ، خاصة أنها خاصة بقسم السنة وعلومها بخصوص صفات الوحى ألا وهى صفة الوحى الإقرارى - كما أسماها الدكتور عبد المهدى بن عبد الهادى- فى مقاله الذى عرضناه فىالبداية ، حيث أنها مما يتشكك فيه المتشككون والمشككون من أعداء السنة ومنكريها.
حيث يقول :

"الوحى الإقراري فهو أن يجتهد - صلى الله عليه وسلم - فى الأمر فيسلك فيه مسلكاً ما ، فإن كان صواباً أقره الوحي ، وإن كان غير صواب نبهه الوحي ، وحينئذ يكون إعلامياً ، فالوحي التقريري هو ما أقر الله سبحانه وتعالى نبيه فيه على صواب فعله من تلقاء نفسه.

فما صدر منه - صلى الله عليه وسلم - من قول أو فعل أو إقرار دائر بين حالين :

أ- حال الإيحاء ، بأن يوحى الله إليه بالأمر ابتداءً فيمتثل ، أو يوحى إليه انتهاء ليعرفه سبحانه ما يتفق وشريعته ، وهذا قليل نادر ، ومثاله ما حدث فى أسرى بدر.

ب- حال عدم الإيحاء وذلك بتركه صلى الله عليه وسلم وشأنه فيتصرف صواباً فيقره الله سبحانه وتعالى على ذلك.

وهذه الحال من مستلزمات سلامة الدين ، فما كان الله عز وجل ليترك خطأ يصدر من رسوله المبلغ عنه ، مما يترتب عليه وقوع الأمة فيه تباعاً. "
انتهى.

فهذه الحالة هى التى يصفها لنا رسول الله بقوله : (ألا إنى أوتيت القرآن ومثله معه).

وهى التى أخبر عنها القرآن فى العديد من المواضع حيث قال تعالى :
(وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذى اختلفوا فيه) [النحل : 64]
حيث قال تعالى : (لتبين) يعنى أنت يا محمد تبين لهم. ولم يقل : "ليبين" بحيث يعود الضمير على القرآن الكريم ، ولم يقل : "ليتبين" بحيث يعود الضمير على كل من قرأ القرآن. بل إنه ربط مسألة البيان بشحص النبى محمد .

نظير هذا قوله تعالى : (وأنزلنا عليك الكتاب لتبين للناس ما نزل إليهم) [النحل : 44].

وهنا أوضح دلالة من الآية السابقة ، وهذا يعد دليلاً قاطعاً نفقأ به عيون من أنكر حجية السنة النبوية المطهرة.

وإن أنكروا ألزمناهم بأن نقول لهم : ولماذا لم يقل ربنا سبحانه : "ليبين" أو "ليتبين"؟

أليس فى قوله تعالى : (لتبين) دلالة قاطعة على أن مسألة البيان والتبيين متعلقة بشخص النبى دون سواه؟

فإن أنكروا هذا ألزمناهم أن يعترفوا أنه يجوز لنا أن ننزع قوله تعالى : (لتبين) ونضع مكانها : "ليبين" أو "ليتين" إذا كانت تقوم محلها.

ولا شك أن فى هذا كفر بالله العظيم بالإجماع.
رد مع اقتباس