عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 2010-04-22, 06:34 AM
مفاهيم مفاهيم غير متواجد حالياً
عضو جديد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-04-21
المشاركات: 3
كتاب


الأخ عثمان القطعاني حفظك الله من كل سوء

موضوعك اعلاه تم طرحه في منتدى الحوار الاسلامي - قسم الحوار العقدي

تقسيم التوحيد إلى ألوهية وربوبية بدعة في الدين

وكمال مبين في الروابط التاليه

الصفحه الاولى
http://al7ewar.net/forum/showthread.php?t=20537
الصفحه الثانيه
http://al7ewar.net/forum/showthread.php?t=20537&page=2

**وقمت باجراء المداخله التاليه **مشاركة في الموضوع اعلاه
آملا" ان اجد ردا عليها لكن دون جدوى ..وها هنا اطرح الموضوع
منتظرا" أرائكم....جزيتم خيرا
نص المشاركه


بسم الله الرحمن الرحيم

كل بن آدم خطاء...

وكلا الطرفين (المدرستين)...الاشاعره و السلفية اكيد له حق(عنده حق) ولا ارد عليه او اعترض عليه ولا اتدخل في الخطأ الذي بينه طرف على آخر ولكن مارأي المدرستين في اقوال العلماء من العصور الماضيه ومن كلا المدرستين والتي تهم واقع الامه الآن ؟

الم تكن الامه في العصور الماضيه السلطان لها (بيد المسلمين)؟ الآن اين اقامة الدين؟

وللتفاصيل في هذا الموضوع من جوانب متعدده وليس في هذا الجانب فقط يمكن ان يستمر النقاش والحوار ولكن المهم الآن هو الرد على الموضوع التالي:-

{لَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ} [آل عمران 64]

قولوا لي انتم تُطيعون مَن ؟ اقول لكم من ربكم

الى من نحتكِم في اخطر موضوع ؟

ننادي لذلك طرفي اهل السنة ممن ينتسب الى السلف والاشاعرة المحترمين .

ومَن يتحمَّل مسؤولية توعية الامة بذلك ؟

قال تعالى{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً) هذا حق الخالق (وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ) وهذا حق المخلوق (فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) آل عمـران64 بغية المرتاد- ابن تيمية ج 1/ 497

لا مشكلة بين الامة في ان العبادة لله فقط , ولكن الطاعة لمن في دائرة الامة ؟

اقوال المفسرين (المسألة الثانية إنه تعالى ذكر ثلاثة أشياء أولها {أَلا نَعْبُدَ إِلا اللَّهَ} وثانيها أن {وَلا نُشْرِكَ بِه شَيْـاًا} وثالثها أن {وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّه } وإنما ذكر هذه الثلاثة لأن النصارى جمعوا بين هذه الثلاثة فيعبدون غير الله وهو المسيح ، ويشركون به غيره وذلك لأنهم يقولون إنه ثلاثة .......، وأما إنهم اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله فيدل عليه وجوه أحدها إنهم كانوا يطيعونهم في التحليل والتحريم ..) تفسير الفخر الرازى - (1/ 1168)
(عن ابن جريج في قوله { ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله } قال لا يطيع بعضنا بعضاً في معصية الله ويقال إن تلك الربوبية أن يطيع الناس سادتهم وقادتهم في غير عبادة وإن لم يصلوا لهم ) الدر المنثور - السيوطي(ج 2 / 355) وتفسير الطبري - (ج 6 / 488)
(وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللَّهِ ( فيه تأويلان أحدهما هو طاعة الاتباع لرؤسائهم في أوامرهم بمعاصي الله ، وهذا قول ابن جريح . والثاني سجود بعضهم لبعض ، هذا قول عكرمة ) تفسير الماوردى - النكت والعيون - (ج 1 / 399)
(: {وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ} أي لا نتبعه في تحليل شيء أو تحريمه إلا فيما حلله الله تعالى. وهو نظير قوله تعالى {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ}[التوبة 31] معناه أنهم أنزلوهم منزلة ربهم في قبول تحريمهم وتحليلهم لما لم يحرمه الله ولم يحله الله.) الجامع لأحكام القرآن - القرطبي(4 / 106)

معنى كلمة الرب

(( وأما تأويل قوله (رب) فإن الرب في كلام العرب منصرف على معان فالسيد المطاع فيهم يدعى ربا .... والرجل المصلح للشيء يدعى ربا .... والمالك للشيء يدعى ربه .... وقد يتصرف أيضا معنى الرب في وجوه غير ذلك غير أنها تعود إلى بعض هذه الوجوه الثلاثة فربنا جل ثناؤه السيد الذي لا شبه له ولا مثل في مثل سودده والمصلح أمر خلقه بما أسبغ عليهم من نعمه والمالك الذي له الخلق والأمر)) تفسير الطبري ج1ص89
قال ابن منظور عنها (الرَّبُّ هو اللّه عزّ وجل هو رَبُّ كلِّ شيءٍ أَي مالكُه وله الرُّبوبيَّة على جميع الخَلْق لا شريك له وهو رَبُّ الأَرْبابِ ومالِكُ المُلوكِ والأَمْلاكِ... الرَّبُّ يُطْلَق في اللغة على المالكِ ,والسَّيِّدِ والمُدَبِّر ,والمُرَبِّي ,والقَيِّمِ ,والمُنْعِمِ قال ولا يُطلَق غيرَ مُضافٍ إِلاّ على اللّه عزّ وجلّ وإِذا أُطْلِق على غيرِه أُضِيفَ فقيلَ ربُّ كذا ..... وكُلُّ مَنْ مَلَك شيئاً فهو رَبُّه يقال هو رَبُّ الدابةِ ورَبُّ الدارِ وفلانٌ رَبُّ البيتِ وهُنَّ رَبَّاتُ الحِجالِ) لسان العرب - (ج 1 / 399)
قال القرطبي رحمه الله (والرب: السيد: ومن قوله تعالى: {اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ} [يوسف: 42]. وفي الحديث: "أن تلد الأمة ربتها" أي سيدتها وقد بيناه في كتاب "التذكرة". والرب: المصلح والمدبر والجابر والقائم. قال الهروي وغيره: يقال لمن قام بإصلاح شيء وإتمامه: قد ربه يربه فهو رب له وراب، ومنه سمي الربانيون لقيامهم بالكتب. وفي الحديث: "هل لك من نعمة تربُّها عليه" أي تقوم بها وتصلحها. والرب: المعبود) تفسير القرطبي - (1 / 137)
تفسير الماوردى)(وأما قوله ( رب ) فقد اختُلف في اشتقاقه على أربعة أقاويل: أحدها أنه مشتق من المالك ، كما يقال رب الدار أي مالكها .
والثاني: أنه مشتق من السيد ، لأن السيد يسمى ربّاً قال تعالى (أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً ) يعني سيده .والقول الثالث أن الرب المدَبِّر ، ومنه قول الله عزَّ وجلَّ ( وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأحْبَارُ ) وهم العلماء ، سموا ربَّانيِّين ، لقيامهم بتدبير الناس بعلمهم ، وقيل ربَّهُ البيت ، لأنها تدبره .
والقول الرابع الرب مشتق من التربية ، ومنه قوله تعالى ( وَرَبَآئِبُكُمُ اللاَّتِي في حُجُورِكُمْ ) [ النساء 23 ] فسمي ولد الزوجة ربيبة ، لتربية الزوج لها. فعلى هذا ، أن صفة الله تعالى بأنه رب ، لأنه مالك أو سيد ، فذلك صفة من صفات ذاته ، وإن قيل لأنه مدبِّر لخلقه ، ومُربِّيهم ، فذلك صفة من صفات فعله ، ومتى أدْخَلت عليه الألف واللام . اختص الله تعالى به ، دون عباده ، وإن حذفتا منه ، صار مشتركاً بين الله وبين عباده(.- النكت والعيون - (ج 1 / ص 54) الماوردى

ربوبية الله سبحانه فكما لا يخلق غيره لا يأمر غيره

قال تعالى:{ألا له الخلق والأمر تبارك الله ربُ العالمين }الأعراف /54 .(( قوله تعالى{ ألا له الخلق والأمر } فيه مسألتان /الأولى صدق الله في خبره فله الخلق وله الأمر خلقهم وأمرهم بما أحب)) تفسير القرطبي ج7/195
( فانه سبحانه له الخلق والأمر و الأمر هو شرعه ودينه الذي بعث به رسله وانزل به كتبه..)( أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأمر} فالخلق قضاءه وقدره وفعله والأمر شرعه ودينه ..) شفاء العليل لابن القيم ص 461
(فإنه سبحانه له الخلق والأمر فكما لا يخلق غيره لا يأمر غيره) مجموع الفتاوى ج28/614 {مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [يوسف 40]
(( وقالوا ألا له الخلق والأمر فكما لا يخلق غيره لا يأمر غيره بل الدين كله له هو المعبود المطاع الذي لايستحق العبادة إلا هو ولا طاعة لأحد إلا طاعته وهو ينسخ ما ينسخه من شرعه وليس لغيره أن ينسخ شرعه )) الجواب الصحيح ج3/ 102
(( ... فأن الربوبية تقتضي أمر العباد ونهيهم وجزاء محسنهم بإحسانه ومسيئهم بإساءته وذلك لا يتم إلا بالرسالة والنبوة )) مدارج السالكين ج1/8

لا مالك إلا الخالق فكيف نجعل شريكا مع الله بالأمر:

(أما استحقاق نفوذ الحكم فليس إلا لمن له الخلق والأمر فإنما النافذ حكم المالك على مملوكه ولا مالك إلا الخالق فلا حكم ولا أمر إلا له ..)) المستصفي للغزالي ج1/275
قال تعالى { ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِير } فاطر /13 { ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فأنى تُصْرَفُونَ } الزمر/6 { أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ والأرض وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِير } البقرة 107 ({ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ} [غافر 62])
( ....إذ الملك الحق هو الذي يكون له الأمر والنهي فيتصرف في خلقه بقوله وأمره وهذا هو الفرق بين الملك والمالك إذ المالك هو المتصرف بفعله والملك هو المتصرف بفعله وأمره والرب تعالى مالك الملك فهو المتصرف بفعله وأمره فمن ظن أنه خلق خلقه عبثاً لم يأمرهم ولم ينههم فقد طعن في ملكه ولم يقدره حق قدره كما قال تعالى:{ وما قدروا الله حق قدره إذا قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء }) أسماء الله الحسنى ص 98 لابن القيم
اذن وعلى ضوء ما تقدم فكل من ملك عبادا يتصرف بهم حسب هواه , او حسب هوى أي مخلوق اخر, فقد نازع ربوبية الله سبحانه وملكه, وكل من خضع له ودان بدينه فقد اتخذه ربا من دون الله واشركه مع الله بالطاعة , واذا اضاف العبد مع الطاعة تعظيمه ومحبته ومُعادات وبغض من خالفه فقد اتخذه الها من دون الله
قال تعالى (كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ...) (أي ما كان يوسف ليأخذ أخاه بنيامين في دين الملك ، أي ملك مصر ، وفي شريعته التي كان عليها) فتح القدير - (4/ 56)
(يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا) (يوسف؛ 41(وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ) (يوسف؛ 42) (قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ)

تابع الموضوع لتتضح الصورة اكثر

والبشرية الآن تسير باتجاه النظام السياسي الواحد للكرة الأرضية قدراً فإما أن تنتظم وفق دين المخلوق وأما أن تنتظم وفق دين الرب الخالق - دين الله - والمخلوق الآن يهيئ الآلية لذلك - المنظمات الدولية- وعلى الخصوص الصهيوِصليبي ثم يتركون البشر أحرار في المجالات الأخرى في - العقائد والشعائر - وهذا هو بالضبط مفهوم النظام الإسلامي ، الذي ينظم شؤون الناس وفق مشيئة الله سبحانه فتكون كلمته هي الظاهرة فوق كل كلمة ويترك الناس أحرارا في اختيار أي دين كان في مجال الشعائر والعقائد

قال تعالى(يريدون أن يطفئوا نورالله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون) براءة /32 ({لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ } [البقرة 256])... {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ } [البقرة 193]

فهل نختار ما يختاره الله الخالق ام ما يختاره المخلوق ؟

والله تعالى يقول(وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) (68)القصص-
(وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُشْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا0أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا )(36)الاحزاب

تامل الآيات التالية

(وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ) الأعراف172 {اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} التوبة 31
(وَلاَ يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُواْ الْمَلاَئِكَةَ وَالنِّبِيِّيْنَ أَرْبَاباً أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ)آل عمران80(يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) يوسـف39 {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ} البقرة258
( فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِّي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ)الشعـراء(78) قال تعالى:{قال فمن ربكما يا موسى قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى} طه / 50

بماذا كانت ربوبية فرعون والهيته؟

فربوبية فرعون ليست في خلقه السماوات والأرض وإنه مدبرهما ومالكهما وإنما ربوبيته لمملكة مصر وانه هو مالك تلك المملكة وان جميع أهاليها عبيد له وان سلطته أساس لاجتماعهم وأمره قانون حياتهم النافذ فيهم .

قال تعالى{.. قال يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه ألأنهار تجري من تحتي أفلا تبصرون } الزخرف / 51 { قال فرعون ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد } غافر /29 . قال تعالى { فأستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوماً فاسقين } الزخرف / 54 . قال تعالى { واتبعوا أمر فرعون وما أمر فرعون برشيد يقدم قومه} هود / 96 .
(وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آَلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِنَ النَّارِ قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ)غافر (48) (وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى) طه (79)

فربوبية فرعون والهيته كانت في الملك والسلطان والأمر والشرع والدين من جهته وتعبيد الناس وطاعتهم لأمره من جهة أخرى .

(ومعنى اتخاذهم أرباباً أنهم أطاعوهم في أوامرهم ونواهيهم , واستحلُّوا ما أحلوا , وحرموا ما حرموا. قال أكثرُ المفسرين " ليس المراد من الأرباب أنَّهم اعتقدوا إلهيتهم , بل المراد أنهم أطاعوهم في أوامرهم ونواهيهم ". قال عدي بن حاتم " أتيتُ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وفي عنقي صليب من ذهب وهو يقرأ سورة براءة , فقال " يا عدي اطرح هذا الوثن من عنقك " فطرحته , ثم انتهى إلى قوله (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللَّهِ} فقلت إنّا لنسا نعبدهم , فقال " أَلَيْسَ يحرِّمون مَا أَحَلَّ اللهُ فَتُحَرِّمُونَهُ ويُحلون ما حرَّم اللهُ ؛ فَتَسْتحلُّونَهُ ؟ " قال قلت بلى , قال " فَتِلْكَ عبادتُهُمْ( ". تفسير اللباب لابن عادل - (ج 1 / ص 2609)
(قوله تعالى: {وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَاناً مَرِيداً} يريد إبليس؛ لأنهم إذا أطاعوه فيما سول لهم فقد عبدوه؛ ونظيره في المعنى: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ} أي أطاعوهم فيما أمروهم به؛ لا أنهم عبدوهم.) تفسير القرطبي - (5 / 387)
(وقيل: معنى {وآلهتك} أي وطاعتك، كما قيل في قوله: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ} [التوبة: 31] إنهم ما عبدوهم ولكن أطاعوهم؛ فصار تمثيلا) تفسير القرطبي - (ج 7 / ص 261)
(قوله تعالى: {أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ} قال أهل المعاني: جعلوا أحبارهم ورهبانهم كالأرباب حيث أطاعوهم في كل شيء) تفسير القرطبي - (ج 8 / 120)
الرازى رحمه الله يقول ( واعلم أنه تعالى وصف اليهود والنصارى بضرب آخر من الشرك بقوله { اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أَرْبَابًا مّن دُونِ الله والمسيح ابن مَرْيَمَ وَمَا أمِروا إلا لِيَعْبُدوا إلها وَاحِداً } وفي الآية مسائل المسألة الأولى ...... المسألة الثانية الأكثرون من المفسرين قالوا ليس المراد من الأرباب أنهم اعتقدوا فيهم أنهم آلهة العالم ، بل المراد أنهم أطاعوهم في أوامرهم ونواهيهم ، نقل أن عدي بن حاتم كان نصرانياً فانتهى إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، وهو يقرأ سورة براءة ، فوصل إلى هذه الآية ، قال فقلت لسنا نعبدهم فقال "أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه ويحلون ما حرم الله فتستحلونه" فقلت بلى قال "فتلك عبادتهم") تفسير الفخر الرازى - (1/ 2204) و(ج 8 / ص 3)
تفسير النيسابوري (واختلفوا في معنى اتخاذهم إياهم أرباباً بعد الاتفاق على أنه ليس المراد أنهم جعلوهم آلهة العالم فقال أكثر المفسرين المراد أنهم أطاعوهم في أوامرهم ونواهيهم . نقل أن عدي بن حاتم كان نصرانياً فانتهى إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) وهو يقرأ سورة براءة ، فلما وصل إلى هذه الآية قال عدي إنا لسنا نعبدهم فقال أليس تحرّمون ما أحلّ الله وتحلون ما حرم الله؟ فقلت بلى . فقال فتلك عبادتهم..) اقرأ تكملة التحقيق في هذا التفسير للنيسابوري- (ج 4 / 136) والكشف والبيان - الثعلبي النيسابوري (ج 5 / ص 34) (والرهبان من النصارى أصحاب الصوامع وأهل الأصفاد في دينهم، يقال راهب ورهبان مثل فارس وفرسان، وأصله من الرّهبة وهي الخوف كأنهم يخافون الله {أَرْبَابًا} سادة {مِّن دُونِ اللَّهِ} يطيعونهم في معاصي الله.) الكشف والبيان ـ للثعلبى - (ج 6 / 125)
البغوي يقول(فإن قيل: إنهم لم يعبدوا الأحبار والرهبان؟ قلنا: معناه أنهم أطاعوهم في معصية الله واستحلوا ما أحلّوا وحرّموا ما حرّموا، فاتخذوهم كالأرباب. رُوي عن عدي بن حاتم (رض) قال: أتيتُ رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وفي عنقي صليب من ذهب فقال لي: "يا عدي اطرح هذا الوثن من عنقك"، فطرحته ثم انتهيت إليه وهو يقرأ: { اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ } حتى فرغ منها، قلت له: إنّا لسنا نعبدهم، فقال: "أليس يُحرمون ما أحلّ الله فتحرمونه ويحلّون ما حرّم الله فتستحلونه؟ قال قلت: بلى، قال:فتلك عبادتهم) تفسير البغوي - (4/ 39)
(وقال الألوسي في التفسير ( الأكثرون من المفسرين قالوا ليس المراد من الأرباب أنهم اعتقدوا أنهم آلهة العالم . بل المراد أنهم أطاعوهم في أوامرهم ونواهيهم ) في ظلال القرآن - (4/20)

هل كانت ربوبية السادة والفراعنة والهيتهم بالعبادة – أي الصلاة وغيرها- ام بطاعتهم بغير امر الله؟

(وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآَلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ) (127)الاعراف (ومن ذلك قوله تعالى {وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ}على هذه القراءة ؛ فإن ابن عباس وغيره قالوا وعبادتك) - (وقيل معنى {وآلهتك} أي وطاعتك ، كما قيل في قوله {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ} إنهم ما عبدوهم ولكن أطاعوهم) الجامع لأحكام القرآن - (1/ 103) -( 7 / 261)
{ وتلك نعمة تمنها علىّ أن عبدت بني إسرائيل } الشعراء 22 { فقالوا أنؤمن لبشرين مثلنا وقومهما لنا عابدون } المؤمنون 47 (يقول تعالى ذكره: فقال فرعون وملؤه( أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا ) فنتبعهما( وَقَوْمُهُمَا ) من بني إسرائيل( لَنَا عَابِدُونَ ) يعنون أنهم لهم مطيعون متذللون، يأتمرون لأمرهم، ويدينون لهم، والعرب تسمي كل من دان لملك عابدا له. ومن ذلك قيل لأهل الحيرة: العباد؛ لأنهم كانوا أهل طاعة لملوك العجم.) تفسير الطبري - (19 / 35)
(- وقومُهما لنا عابدون - أي مطيعون . قال أبو عبيدة كل من دان لملِك فهو عابدٌ له) زاد المسير - ابن الجوزي (ج 4 / ص 413)

فيتبين مم تقدم ان عبادة الفراعنة والسادة ليست بالشعائر العبادية وانما بطاعتهم فيما يشرعون

أرباب تعبد من دون الله بالطاعة فكيف يكون هذا !!!

(( أما إنهم لم يكونوا يصومون لهم ولا يصلون لهم ولكنهم كانوا إذا احلوا لهم شيئاً حرمه الله استحلوه وإذا حرموا عليهم شيئاً أحله الله حرموه ، فتلك كانت ربوبيتهم)) تفسيرالطبري- 6 /353 (( عن السدي { اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله } قال عبد الله بن عباس لم يأمروهم أن يسجدوا لهم ولكن أمروهم بمعصية الله فأطاعوهم فسماهم الله بذلك أربابا )) تفسير الطبري 6/353
(( عن الحسن - اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً - في الطاعة )) الطبري 10/148.
(( { ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله } أي ربا يطيعه )) تفسير البغوي1/289
(( وكذلك قال أبو البختري اما أنهم لم يصلوا لهم ولو أمروهم أن يعبدوهم من دون الله ما أطاعوهم ولكن أمروهم فجعلوا حلال الله حرامه وحرامه حلاله فأطاعوهم فكانت تلك الربوبية )) ابن تيمية مجموع الفتاوى ج7 ص
67
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ) (208)
(وفي المراد بالدخول في السلم ، تأويلان أحدهما الدخول في الإسلام ، وهو قول ابن عباس ، ومجاهد ، والضحاك . والثاني معناه ادخلوا في الطاعة ، وهو قول الربيع ، وقتادة) تفسير الماوردى - النكت والعيون - (ج 1 / 267)

فهل لأهل السنة رب غير الله يملكهم ويتصرف بهم فيطيعونه فيتولون عن طاعة الله , والله سبحانه يقول:

({فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (*) وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ (*) الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ (*) [الشعراء 150 - 152]) (( وفي الحديث الذي يروى عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ( يا أيها الناس اتقوا الله وان تأمرعليكم عبد مُجدع فاسمعوا له وأطيعوا ما أقام فيكم كتاب الله )) الترمذي واحمد

الشرك في الربوبية من جهة الفراعنة – بالملك والتشريع- ومن جهة الناس اتخاذهم اربابا من دون الله بطاعتهم فيما يشرعون

(( فلما كان الشرك أكبر شيء منافاة للأمر الذي خلق الله له الخلق وأمر لأجله بالأمر كان أكبر الكبائر عند الله ، فأن الله سبحانه خلق الخلق وأنزل الكتاب لتكون الطاعة له وحده والشرك والكبر ينافيان ذلك .. )) الجواب الكافي 155
(وَالْإِيجَابُ وَالتَّحْرِيمُ لَيْسَ إلَّا لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ. فَمَنْ عَاقَبَ عَلَى فِعْلٍ أَوْ تَرْكٍ بِغَيْرِ أَمْرِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَشَرَعَ ذَلِكَ دِينًا، فَقَدْ جَعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَلِرَسُولِهِ نَظِيرًا بِمَنْزِلَةِ الْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ جَعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا، أَوْ بِمَنْزِلَةِ الْمُرْتَدِّينَ الَّذِينَ آمَنُوا بِمُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابِ وَهُوَ مِمَّنْ قِيلَ فِيهِ: { {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ} [الشورى 21] } الفتاوى الكبرى - (ج 6 / ص 339)
يقول ابن القيم (رحمه الله) (( ثم هذه الذنوب تنقسم إلى أربعة أقسام ملكية وشيطانية وسبعية وبهيمية لا تخرج عن ذلك فإن الذنوب الملكية أن من يتعاطا ما لا يصلح له من صفات الربوبية كالعظمة والكبرياء والجبروت والقهر والعلو والظلم واستعباد الخلق ونحو ذلك ويدخل في هذا الشرك بالرب تعالى وهو نوعان شرك به في أسمائه وصفاته وجعل آلهة أخرى معه وشرك به في معاملته.......... وهذا القسم أعظم أنواع الذنوب ويدخل فيه القول على الله بلا علم في خلقه وأمره فمن كان من أهل هذه الذنوب فقد نازع الله سبحانه ربوبيته وملكيه وجعل له ندا وهذا أعظم الذنوب عند الله ولا ينفع معه عمل.......... )) الجواب الكافي ج1 ص86
(إن الديـن له أصلان فلا دين إلا ما شرع الله ولا حرام إلا ما حرمه الله والله عاب على المشركين أنهم حرموا ما لم يحرمه الله وشرعوا دينا لم يأذن به الله)
مجموع الفتاوى ج11 /343 (الطاغوت شيطان في صورة إنسان يتحاكمون إليه وهو صاحب أمرهم) تفسير ابن كثير ج5/ 525
(( ولهذا سمي من تُحُوكمَ إليه مِن حاكم بغير كتاب الله ,طاغوت, وسمي فرعون وعاد طغاة )) مجموع الفتاوى ج28/200 (( ومن حاكم خصمه إلى غير الله ورسوله فقد حاكم إلى الطاغوت وقد أمرأن يكفر به ولا يكفرالعبد بالطاغوت حتى يجعل الحُكم لله وحده)) طريق الهجرتين ص43
يقول الشنقيطي (( إن كل من اتبع تشريعاً غير التشريع الذي جاء به النبي (صلى الله عليه وسلم)فإتباعه لذلك التشريع المخالف كفر بواح مخرج من الملة الإسلامية إذ طاعته في تشريعه المخالف للوحي عبادة )) أضواء البيان ج3/439 (( فكل من اتبع تشريعاً غير تشريع الله فقد أتخذ ذلك المشرع رباً وأشركه مع الله )) أضواء البيان 7/162 (( إن الذين يتبعون القوانين الوضعية التي شرعها الشيطان على ألسنة أوليائه مخالفة لما شرعه الله عز وجل على ألسنة رسله انه لا يشك في كفرهم وشركهم إلا من طمس الله بصيرته وأعماه عن نور الوحي)) أضواء البيان4/83،91
ويقول احمد شاكر (( إن الأمر في هذه القوانين الوضعية واضح وضوح الشمس هي كفر بواح ولا خفاء فيه ولا مداورة ...)) عمدة التفسير 4/173 .
ويقول ابن حزم (( فان قال قائل كيف اتخذ اليهود والنصارى أربابا من دون الله وهم ينكرون هذا قلنا وبالله التوفيق إن التسمية لله عزوجل فلما كان اليهود والنصارى يحرمون ما حرم أحبارهم ورهبانهم ويحلون ما أحلوه كانت هذه ربوبية صحيحة وعبادة صحيحة قد دانوا بها وسمّى الله تعالى هذا العمل اتخاذ أرباب من دون الله وعبادة وهذا هو الشرك بلا خلاف)) الفضل ج3/266

الطاعة والعبادة لله فقط , منطق الطير( الهدهد) استنكر ان تكون لغير الله:

(إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ)(23ـ24)النمل(قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ) (33)

الغاية من الجهاد ازالة الارباب التي تُطاع من دون الله واقامة دين الله لتكون الطاعة له فقط:

الغاية من القتال والجهاد هو لإعلاء كلمة الله , وازالة النظم الطاغوتية التي تستعبد الناس بشرع غير شرع الله وليس اكراهم على عبادة الله فمن يقاتل لتكون كلمة الله هي العليا وليقام دين الله في ارض الله فهذا هو المقاتل في سبيل الله,وفي الحديث ( مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ )(متفق عليه) يقول ابن تيمية رحمه الله (وَقَالَ ( وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا) فَهَذَا وَصْفٌ لَهَا ثَابِتٌ . لَكِنْ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُعْلِيَ غَيْرَهَا جُوهِدَ وَقَالَ { مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ } و- كَلِمَةُ اللَّهِ- هِيَ خَبَرُهُ وَأَمْرُهُ فَيَكُونُ أَمْرُهُ مُطَاعًا مُقَدَّمًا عَلَى أَمْرِ غَيْرِهِ وَخَبَرُهُ مُطَاعًا مُقَدَّمًا عَلَى خَبَرِ غَيْرِهِ وَقَالَ (وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ) وَالدِّينُ هُوَ الْعِبَادَةُ وَالطَّاعَةُ وَالذُّلُّ وَنَحْوُ ذَلِكَ يُقَالُ دِنْته فَدَانَ أَيْ ذَلَّلْتُهُ فَذَلَّ) مجموع الفتاوى (5/ 38)
(والإسلام أن يستسلم العبد لله لا لغيره، كما ينبئ عنه قول ( لا إله إلا الله ) ، فمن استسلم له ولغيره فهو مشرك، ومن لم يستسلم له فهو مستكبر، وكلاهما ضد الإسلام) مجموع فتاوى ابن تيمية (التفسير) - (ج 3 / ص 350)
علما ان الوثنية الخالصة والتي هي ايضا ضلالة من عبادة النار والبقر وما الى ذلك من وثنيات هي مُقرَة في ظل السلطان الاسلامي من باب لا اكراه في الدين وفق مفهوم اهل الذمة ,وهذ ينطبق كذلك على اهل الكتاب , والاقرار لهم لايعني الايمان بالطاغوت بل المسلم يجتنب عبادة الطاغوت , وبنفس الوقت يجب على المسلمين ان لايقرُوا للطاغوت في مجال التحاكم اليه فضلا عن اجتنابه بل ايضا يجب مجاهدته وقتاله وكيف تُحقق الامة الايمان بالله وهي لاتكفر بالطاغوت بل تتحاكم اليه , فكيف تجمع بين عبادة الله في مجال الشعائر وغيرها وبين التحاكم الى احفاد القردة والخنازير والمنافين ودُعاة الضلالة ,ففي هذا المجال لااقرار لهم بل جهاد باللسان والسنان
ويقول ابن القيم رحمه الله ( وهذه كانت سيرة رسول الله في أهل الأرض كان يقاتل من حاربه إلى أن يدخل في دينه أو يهادنه أو يدخل تحت قهره بالجزية وبهذا كان يأمر سراياه وجيوشه إذا حاربوا أعداءهم كما تقدم من حديث بريدة فإذا ترك الكفار محاربة أهل الإسلام وسالموهم وبذلوا لهم الجزية عن يد وهم صاغرون كان في ذلك مصلحة لأهل الإسلام وللمشركين.............والمقصود إنما هو أن تكون كلمة الله هي العليا ويكون الدين كله لله وليس في إبقائهم بالجزية ما يناقض هذا المعنى كما أن إبقاء أهل الكتاب بالجزية بين ظهور المسلمين لا ينافي كون كلمة الله هي العليا وكون الدين كله لله فإن من كون الدين كله لله إذلال الكفر وأهله وصغاره وضرب الجزية على رؤوس أهله والرق على رقابهم فهذا من دين الله ولا يناقض هذا إلاـ اذاـ ترك الكفارعلى عزهم وإقامة دينهم كما يحبون بحيث تكون لهم الشوكة والكلمة والله أعلم)أحكام أهل الذمة- (1/110 ـ111)
لذلك يقول ربعى بن عامر لملك الفرس عندما سأله عن سبب غزو المسلمين لبلاده قبل موقعة القادسية قال( إن الله ابتعثنا لنخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة ) البداية والنهاية حـ 3/ 123
حديث بريدة: عن سليمان ابن بريدة عن أبيه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا أمر أمير على جيش أو سرية أوصاه خاصته بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرا ثم قال " اغزوا باسم الله وفي سبيل الله قاتلوا من كفر بالله اغزوا ولا تغلوا ولا..... وإذا لقيت عدوّكَ من المشركين فأَدْعُهُمْ إلى ثلاث خصال فأَيّتُهُنَّ أجابوكَ إليْها فَاقْبلْ مِنْهُمْ وكُفَّ عَنْهُم....." )) صحيح مسلم ج3ص 1356
أبو هريرة - رض - قال قال رسولُ الله-(صلى الله عليه وسلم)- «كانت بَنُو إِسْرَائيلَ تَسُوسُهُمُ الأنْبيَاءُ ، كُلما هَلَكَ نَبيٌّ خَلَفَهُ نَبيٌّ ، وَإِنَّهُ لا نَبيَّ بعدي، وسيكون بعدي خُلَفَاءُ فَيَكْثُرُونَ ، قالوا فما تَأْمُرُنا ؟ قال أَوْفُوا بِبَيعَةِ الأول ، ثم أعطوهُمْ حَقَّهم ، واسأَلوا الله الذي لكم ، فَإنَّ الله سَائِلُهُمْ عَمَّا اسْتَرعَاهُمْ».أخرجه البخاري ، ومسلم.
فالإمام أو الخليفة إنما هو نائب عن رسول الله(صلى الله عليه وسلم)، قال الماوردي في تعريف الإمامة (الْإِمَامَةُ مَوْضُوعَةٌ لِخِلَافَةِ النُّبُوَّةِ فِي حِرَاسَةِ الدِّينِ وَسِيَاسَةِ الدُّنْيَا)الأحكام السلطانية - (ج1/3)
(( قال قتادة كلمتان يسال عنهما الأولون والآخرون ماذا كنتم تعبدون وماذا أجبتم المرسلين وهاتان الكلمتان هما مضمون الشهادتين وقد قال تعالى{ فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما})) زاد المهاجرج1ص24 (( فلا تزول قدما العبد بين يدي الله حتى يسأل عن مسألتين ماذا كنتم تعبدون ؟ وماذا أجبتم المرسلين ؟ فجواب الأولى بتحقيق لا إله إلا الله معرفة وإقرارا وعملا وجواب الثانية بتحقيق أن محمدا رسول الله معرفة وإقرارا وانقيادا وطاعة )) زاد المعاد ج1ص35
(( وقد أقسم الله سبحانه بنفسه الكريمة أنا لا نؤمن حتى نحكم الرسول فيما شجر بيننا وننقاد لحكمه ونسلم تسليما فلا ينفعنا تحكيم غيره والانقياد له ولا ينجينا من عذاب الله ولا يقبل منا هذا الجواب )) رسالة ابن القيم ج1ص36 (( كلمتان يسأل عنهما الأولون والآخرون ماذا كنتم تعبدون ماذا أجبتم المرسلين فالسؤال عماذا كانوا يعبدون هو السؤال عنها نفسها والسؤال عماذا أجابوا المرسلين سؤال عن الوسيلة والطريق المؤدية إليها هل سلكوها وأجابوا لما دعوهم إليها فعاد الأمر كله إليها )) طريق الهجرتين ج1ص443
وفي فتنة صفين ورد قوله (صلى الله عليه وسلم) لعمّار بن ياسر (رض) { وَيْحَ عَمَّارٍ تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ يَدْعُوهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ وَيَدْعُونَهُ إِلَى النَّارِ) (رواه البخاري) ، قال ابن حجر (( فالمراد بالدعاء إلى الجنة الدعاء إلى سببها وهو طاعة الإمام ، وكذلك كان عمار يدعوهم إلى طاعة علي وهو الإمام الواجب الطاعة إذ ذاك )) فتح الباري ج1/542
أبو وائل الأنصاري – (رض)- قال « لمَّا بَعَثَ عَليّ عَمَّارا والحسنَ إلى الكوفة ليستنفرهم ، خَطَبَ عمارُ ، فقال إني لأعْلَمُ أنها زوجةُ نبيِّكم في الدنيا والآخرة، ولكنَّ الله ابتلاكم بها لينظر إياهُ تتَّبعون أو إياها » أخرجه البخاري (ونرى طاعتهم من طاعة الله عز و جل فريضة ما لم يأمروا بمعصية ) العقيدة الطحاوية - (ج 1 / 47 )
خُلاصة ما تقدم قولوا لي انتم تُطيعون مَن ؟ اقول لكم من ربكم, كما يقول احد العلماء او قريبا منه في كتاب الفتوحات , فكما لا يخلق غيره لا يأمر غيره قال تعالى(ألا له الخلق والأمر تبارك الله ربُ العالمين) (.. وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} آل عمـران64
فالخوارج مرقوا من الدين الاسلامي وخرجوا منه لا بتركهم عبادة الله ولا بخضوعهم للطواغيت وانما بخروجهم على طاعة الامام الذي يُقيم الدين فما بالك بالذي اقام الباطل واخضع الناس لباطله وهو يدّعي انه يعبد الله ويصلي !! قال تعالى( اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (2)المنافقون (ذَلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِنْ رَبِّهِمْ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ) (3)محمد
اذن المنافقون ودعاة الضلالة المنسوبون الى الاسلام زورا وبهتانا اتخذوا بعض العبادات التي يُؤدونها سترا ووقاية للصدّ عن سبيل الله ولتضليل الملايين من المسلمين وابعادهم عن طاعة الله لطاعتهم وطاعة اعداء الله ,ومسنودين بفتاوى علماء السوء الذين ليس واردا في تصورهم تبني المشروع الاسلامي فضلا عن تبنيه والسعي لتحقيقه ولو بالحجة لسانا بدليل لا تبيان لِما مضى.
المطلوب فضح صفات اولئك المنسوبين الى الاسلام كما وردت في كتاب الله وسنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ,فمن اراد معرفة هذه الصفات فعليه قراءة موضوع الفتن التي تسبق فتنة المسيح الدجال ليرى بام عينيه من الذي سيُمهد لفتنته.والتي هي طاعته-
والان صراع بين الارادات بين ارادة الخالق سبحانه وارادة المخلوق فما على المؤمنين الا السعي لتحقيق ارادة الخالق لتكون الطاعة له فقط, والا فمن اطاع غيره فقد وقع في الفتنه , علما ان توحيد الإلهية كما يعرفه العلماء هو توحيد الإرادة والقصد ,

فهل تسعى الامة لتوحيد مراد الله في ارضه وملكه لتكون كلمته هي النافذة وسلطانه فوق كل سلطان؟

ولكن كيف تسعى الامة لذلك وهي جاهلة بذلك ومن قِبل معظم من يُنسب الى اهل العلم؟ .
قال تعالى: { وقالوا ربنا إنا اطعنا سادتنا وكبرائنا فأضلونا السبيلا } الأحزاب /67.: { فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوماً فاسقين } الزخرف /54 .: {واتبعوا أمر فرعون وما أمر فرعون برشيد } ،: { وأضل فرعون قومه وما هدى} طه/ 79 . (إذ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنْ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوْا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمْ الْأَسْبَابُ وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمْ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْ النَّارِ} البقرة/164-167.
فمن كان يصلي حقا فليبين سبيل المجرمين {وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين} الأنعام/55 ( تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ} الشعراء/ 91- 102
طاعة الطواغيت المجرمين بقوانينهم الوضعية وقوع في الضَلَالٍ المُبِينٍ ومعصية لرب العلمين ولرسوله (صلى الله عليه وسلم) الذي يروى عنه: ( يا أيها الناس اتقوا الله وان تأمر عليكم عبد مجدع فاسمعوا له وأطيعوا ما أقام فيكم كتاب الله ) الترمذي واحمد (وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا )(36)الاحزاب( ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالاً بعيد } النساء 115 / 116 .
(وَبَرَزُواْ لِلّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاء لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِن شَيْءٍ قَالُواْ لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاء عَلَيْنَآ أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ) (21)ابراهيم
رد مع اقتباس