[منصورابوحسين]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بهاء الدين السماحي

إن شبكة الإنترنت اليوم تمتلئ بالجرأة المحمودة في طرح وتناول القضايا المختلفة وأيضا للأسف تزدحم بالتجرؤ المذموم في إقصاء الرأي الآخر أثناء الحوار للآراء والمواقف.<o:p></o:p>
فمناخ الحرية المعتدل هو الأفضل لأعضاء معتدلين راشدين في هذا المنتدى, ولهذا كان النبي متواضعاً, بعيداً عن مؤاخذة الناس ومعاجلتهم، فما ضرب خادماً ولا امرأة ولا أحداً, إلا أن يضرب في سبيل الله. <o:p></o:p>
وقال رجل: والله إن هذه القسمة ما عدل فيها، وما أريد بها وجه الله!، فبلغت رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالة الرجل؛ فقال صلى الله عليه وسلم: رحم الله موسى قد أوذي بأكثر من هذا فصبر.<o:p></o:p>
واختار النبي أن يكون عبداً رسولاً، في حين أن هذا الاختيار ليس من صفات الملوك, وأبهتهم في الهيبة المتكلفة, والوقار المفرط.<o:p></o:p>
فقد رآه أعرابي؛ فاضطرب!.. فقال : هون عليك أخي؛ إنما أنا ابن امرأة كانت تأكل القديد<o:p></o:p>
وهذا هو عمر بن الخطاب صاحب الهيبة والقوة, في زمن خلافته كان يأتيه أبي بن كعب وهو من صغار الأنصار فيرد عليه في مسألة علمية, ويقول له: يا ابن الخطاب لا تكونن عذاباً على أصحاب محمد فيقول عمر رضي الله عنه: خفي علي هذا من أمر رسول الله؟ ألهيت عنه بالصفق في الأسواق.<o:p></o:p>
إن الرجوع إلى هذه الأخلاق في العلاقة بين طلاب العلم في هذه المنتديات, وبين العامة ضرورة في هذه الأيام ذوات الجو الملبد بالخشونة في الطروحات والردود التي تفضي إلى كثير من الخصام والانشقاق.<o:p></o:p>
فلابد أن نسلك مسلكا أخلاقيا في التثبت والقراءة والمعالجة والاستنباط ثم الرد, حتى إذا وقع اختلاف بيننا يكون اختلافاً سائغاً لا تثريب فيه, وعلى كل حال, فإن الواجب على الشيوخ وطلاب العلم أصحاب الموضوعات المفيدة الذين عرفوا بالعلم الغزير أن يجتهدوا في رفع مستوى الحوار بينهم والسمو بلغة التخاطب وأخلاقيات الخلاف إلى أسمى ما هو ممكن، حينها ستغض عين السخط حملقتها في مساوئ المخالفين.<o:p></o:p>
وللعلماء أن يختلفوا ويرد بعضهم على بعض، ولكن بالأصول في الاختلاف وبالأصول في الرد، فلا تجريح ولا اتهام، ولا إسقاط ولا إقصاء، ولا طرد.<o:p></o:p>
وإنما عفة في اللسان, والقلم يزين العلماء به ردودهم، ويبينوا عن طيب أصلهم وسلامة مقصودهم، وحرصهم على متابعة النبي صلى الله عليه وسلم، وبعدهم عن الهوى وحظوظ النفس.<o:p></o:p>
فأنتم وارثوا الأنبياء ومصابيح الهدى للأنام <o:p></o:p>
أحبائي المشايخ وطلاب العلم الكبار حفظكم الله <o:p></o:p>
من الآن فصاعدا إلى أن نلقى الله تبارك وتعالى وليس في صحائفنا إلا ما يرضي ربنا, ويفرحنا في يوم يكون الغافلون فزعين مما قدموا. ويكون الأخلاء أعداءً إلا من اتقوا هذا اليوم بحسن صنيعه.<o:p></o:p>
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

جزاك الله خيرا على هذا الكلام الصادق الرائع