بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وأفضل الصلاة والسلام على محمد وعلى آل محمد الطيبين الطاهرين عجل فرجهم ياكريم واجعلهم شفعاءنا يوم الدين واهد بهم التائهين المضللين واللعن الدائم على أعدائهم ومبغضيهم اجمعين
-===
لله وللحقيقة الجزء الأول
قال الكاتب: ودخل سفيان بن أبي ليلى على الحسن رضي الله عنه وهو في داره فقال للإمام الحسن: ( السلام عليك يا مُذِلَّ المؤمنين! قال: "وما عِلْمُكَ بذلك"؟ قال: عَمَدْتَ إلى أمرِ الأُمةِ فَخَلَعْتَهُ من عنقك، وقَلَّدْتَه هذا الطاغية يحكم بغير ما أنزل الله ؟ ) رجال الكشي ص 103.
هل كان الحسن رضي الله عنه مُذلاً للمؤمنين ؟ أم أنه كان مُعِزاً لهم لأنه حقنَ دمِاءَهم، وَوَحَّدَ صفوفَهم بتصرفه الحكيم، ونظره الثاقب ؟
وأقول: هذه الرواية التي رواها الكشي ضعيفة بالإرسال وبعلي بن الحسين الطويل، فإنه لم يثبت توثيقه في كتب الرجال.
قال المامقاني : روى النجاشي مسنداً عنه كتاب مصعب بن يزيد الأنصاري، وليس له عنوان في كتب الرجال أصلاً (1).
هذا مع أنّا لم نجد له عنواناً أيضاً في الكتب الرجالية عند أهل السنة، وذكروا أن صاحب هذه المقولة هو سفيان بن الليل (2)، ووصفه العقيلي بأنه غالٍ في الرفض (3). وقال أبو الفتح الأزدي (4) والألباني: مجهول (5). وعدَّه ابن حبان في جملة الثقات (6).
---------
(1) تنقيح المقال 2/278.
(2) راجع المستدرك 3/187، 192، ط حيدرآباد 3/171، 175. الفتن لنعيم بن حماد 1/164.
سير أعلام النبلاء 3/147. ميزان الاعتدال 3/247. لسان الميزان 3/53. الضعفاء للعقيلي 2/549.
تهذيب الكمال 6/250. تاريخ بغداد 10/305. الاستيعاب 1/387 إلا أن فيه: سفيان بن ليلى.
(3) كتاب الضعفاء 2/549، ونقله عنه الذهبي في ميزان الاعتدال3/247. وابن حجر في لسان الميزان 3/53 وغيرهما.
(4) ميزان الاعتدال 3/248. لسان الميزان 3/54. كنز العمال 13/589.
(5) تعاليق الألباني على كتاب السنة لابن أبي عاصم، ص 334 حديث 748.
(6) كتاب الثقات 4/319.
=======
تحياتنا والسلام على من اتبع الهدى
وصل اللهم على محمد وعترته الطيبين الطاهرين،
حسبنا الله ونعم الوكيل، نعم المولى ونعم النصير، ألا إلى الله تصير الأمور.