عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 2010-06-04, 01:19 AM
أم مريم السنية أم مريم السنية غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2009-08-10
المكان: دار الفنـــــــاء
المشاركات: 621
افتراضي

المغالطة الثانِيَة التي يعْتمِدُ عليْها المسيحي ...


التلبيسُ في الخلط والتوهيم بيْن مفهومِ الدواء في عقْلِ القارىء بيْنَ اليوم والأمس ..!!

الدواء أمر نادِر جداً في ذلِكَ الزمان السحيق ..
فربما لم تحتج إليه إلا مرة في العمر ... فيُغالطِ المسيحي بتصوير الأمر على أنه مصيبة جلِلة .. ويهول ويتزايد الصراخ والتلبيس : كيف لا يدْخُل الدواء ضِمْنَ النفقةِ يا قوم.. ؟!!! وهنا يُجهِّل المسيحي قارِئَهُ .. ولم يُخْبرنا المسيحي أن الدواء اليوم من مضادات حيوية واسبرين وفيتامينات ومحاليل , وأدوية للصداع , والدوخة والسكر والضغط والقلب .. لم تكن موجودة قط قبل مائة عام ..!! , ولم تكن أمور ضرورية معتادة ... ولِذا فكلِمة الدواء قبل مائة أو مائتين عام ليْسَت ككلمِة الدواء اليوم ..
ولِذا يجِب في الحال تصحيح المغالطةِ قبل الدخولِ في الموضوع

ونقول أن الدواء في ذلِكَ الزمان لم يكُن شيء ضروري أو مشْهور بل ربما عاش أفرادُ الأسْرة وماتوا دون الحاجة للدواء .. لِذا إن كنت تتكلم عن الدواء بمعنى المضاد الحيوي والفيتامينات وأدوية علاج الضغط والسكر والقلب والازمات والصداع وغير ذلِك فبالتأكيد لايدْخل ضمن الواجِب في ذلِك الزمان السحيق لأنه لم يكن قد اختُرِع او اكتُشِف بعْد ...

أما إن كنت تقْصِد أنه لايدْخُل ضِمْن الواجِب بعْدَ اختِراعِه واكتِشافِه فأنت كاذِب


وعليْكَ الدليل


بل نقول أنّ الإجماع اليوم على أن يدْخل ضِمْنَ الواجِب.

والنفقة تسدد يومياً واسبوعيا وشهريا ... بيْنما الدواء في ذلِكَ الزمان قد لا يحتاج له إلا مرة في العمر فيها ... فكيف يتم ادخاله وقْتها في النفقة ؟!!!!!....

الأعْجَب أن دهن الشعر كان يدْخُل ضمن الواجِب لأنه مشهور بينما الدواء نادر فلا يدْخُل ... أما اليوم فيكاد النساء يتناسيْن دهن الشعر , أو رُبّما الأكل .. ولا يُمكِن أن ينسون أبداً الدواء ... بل صار الدهن نادِراً مقارنة بالدواء .. وهكذا يخْتلِف الحُكْم ... ومرد الحُكْمِ هو الندْرة أو الشهرة .. لِنرى كيْف قال أحد فقهاء المان الماضِي أن الدواء كان نادِر بينما الدهن والمشْط كان مشْهور ولِذا يخْرُج من النفقة :

يقول الماوردي:

أُجْرَةُ الطَّبِيبِ وَالْحَجَّامِ وَثَمَنُ الدَّوَاءِ في النفقة فِي الْأَمْرَاضِ فَجَمِيعُهُ عَلَيْهَا دُونَ الزَّوْجِ بِخِلَافِ الدُّهْنِ وَالْمُشْطِ لِلْفَرْقِ بَيْنَهُمَا مِنْ وَجْهَيْنِ : أَحَدُهُمَا : أَنَّ الدُّهْنَ مَأْلُوفٌ وَهَذَا نَادِرٌ ...
وَالثَّانِي : اخْتِصَاصُ الدُّهْنِ بِالِاسْتِمْتَاعِ وَاخْتِصَاصُ الدَّوَاءِ وَالطَّبِيبِ بِحِفْظِ الْجَسَدِ .


النفقة واجِبة على كل ما تألفه المرأة واعتادت عليْهِ وفي غيابِه يتعكر صفو حياتها مع زوْجِها :

والنفقة وجبت في الإسْلامِ على الامر المُسْتَمِر المعتادِ الذي لا تصِح الحياة او تتعكر صفوها بدونِه (السكن , المأكل , الملبس ) , ولم توجَب على الأمر العارِض النادِر الذي لم تألَفه المرأة ولم يألفه أهل مِصْرِها , والحاجةُ إلى الدواءِ أمْرٌ عارِض نادِر .. ولم تألفه أو تعرفه المرأة في ذلِكَ الزمان السحيق ..


وبالتالي يسْقُط من النفقة الواجِبة على الزوج لأنه من العوارِض النادِرة .

ويُعلِّل ذلِكَ شمْسُ الأئِمّةِ السرْخَسِيِّ في المبْسوطِ بالقوْلِ :

" الْحَاجَةُ إلَى هَذِهِ الْأَشْيَاءِ غَيْرُ مُعْتَادَةٍ ، بَلْ هِيَ نَادِرَةٌ وَالنَّادِرُ لَا يُسْتَحَقُّ بِطَرِيقِ الْعَادَةِ"
__________________




رد مع اقتباس