أما قولك بإن الكفار يحاربون المسلمين فلايوجد معاهدين وبعضكم يتهم هذه البلدان بالموالاة دون أن ينظرون في الكتاب والسنة البلدان الإسلامية كل بلد له حاكم ورعية وشؤون تختلف عن الأخرى وبينهم وبين الكفار معاملات وصلح ومواثيق والله نهى عن محاربة الدول التي تعتدي على بلد أخر وبيننا وبينها صلح ومواثيق قال الله في كتابه:
( وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر إﻻ على قوم بينكم وبينهم ميثاق )#
ولكن رؤوس التكفيريين لا يؤمنون بكثير من أحكام الله بل ويتجرأون على تحريفها عن معانيها ولكن تفضحهم كتب التفاسير للسلف الصالح وأعطيك قول إبن باز رحمه الله وإستدلاله بالكتاب والسنة:
في رسالة له عن قتل اﻹنجليز#سماحة الشيخ عبدالعزيز بن
باز رحمه الله :
من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة اﻷخ في الله والمحبوب فيه الشيخ الفاضل العﻼمة أحمد شاكر#زاده الله من العلم واﻹيمان ومنحني وإياه الفهم الصحيح في السنة والقرآن آمين .
سﻼم عليكم ورحمة الله وبركاته .
أما بعد فإني أحمد إليكم الله الذي ﻻ إله إﻻ هو على جميع نعمه ، وأسأله -تعالى- أن يوزعني وإياكم شكرها ، وأن يمن علينا جميعاً بالفقه في دينه ، والثبات عليه والبصيرة في أحكامه ، وحسن الدعوة إليه ، وأن يعيذنا جميعاً من مضﻼت الفتن ، ونزغات الشيطان ، إنه سميع قريب .
أخي لقد كنت منذ أمد طويل مشتاقاً إلى مكاتبة فضيلتكم ؛ للتعارف ، والتذاكر ، والسﻼم عليكم ، واﻻستفسار عن صحتكم ، ومن لديكم من اﻷوﻻد ، واﻹخوان في الله ، وإبداء ما أُكنه لفضيلتكم من المحبة في الله .ولكن لم يقدر ذلك إﻻ هذا الوقت ؛ لقلة الفراغ ، وتزاحم اﻷشغال المتعلقة بالقضاء والتعليم ، أحسن الله لي ولكم العاقبة آمين .
وإني ﻷدعو الله كثيراً لفضيلتكم على ما من به عليكم من خدمة السنة ، ونفع المسلمين ، بإبراز المسند العظيم بهذا الوضع الجليل الجامع بين فائدتين عظيمتين#
إحداهما : إبقاء المسند على بحاله ،#والثانية : بيان حال أسانيده والتنبيه على ما هناك من غريب أو خطأ أو اختﻼف نسخ مع ما انظم إلى ذلك من اﻷحاديث ، وفهرستها بفهرس نافع وافٍ بالمطلوب مريح للطﻼب ؛ فجزاكم الله عما فعلتم خيراً ، وضاعف لكم اﻷجر ، وزادكم من العلم والبصيرة ، وختم لي ولكم ولسائر المسلمين بالخاتمة الحسنة ؛ إنه ولي التوفيق .ثم أشعر فضيلتكم أني لما قرأت كلمة الحق المنشورة في مجلة الهدى الصادرة في ربيع أول سنة 71 وجدت فيها مواضع لم تظهر لي حجة ما اعتمده فضيلتكم فيها وأحببت مذاكرتكم في ذلك ؛ ليظهر الصواب للجميع ؛ أداءاً لواجب التناصح ، واﻹخوة اﻹيمانية جعلني الله وإياكم من الذين يهدون بالحق وبه يعملون#وهذا بيان المواضع :
اﻷول :قلتم في صفحة 13 يجب على كل مسلم في أي بقعة من بقاع اﻷرض أن يحاربهم وأن يقتلهم حيثما وجدوا مدنيين كانوا أو عسكريين الخ .
أقول هذا التعميم واﻹطﻼق فيه نظر ؛ ﻷنه يشمل المسلمين الموجودين في مصر وغيرهم .والصواب أن يستثنى من ذلك من كان من المسلمين رعية لدولة أخرى من الدول المنتسبة لﻺسﻼم التي بينها وبين اﻻنجليز مهادنة ؛ ﻷن محاربة اﻹنجليز لمصر ﻻتوجب انتقاض الهدنة التي بينها وبين دولة أخرى من الدول اﻹسﻼمية ، وﻻ يجوز ﻷي مسلم من رعية الدولة المهادنة محاربة اﻹنجليز ؛ لعدوانهم على مصر وعدم جﻼئهم عنها .
والدليل على ذلك قوله - سبحانه - في حق المسلمين الذين لم يهاجروا : ( وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر إﻻ على قوم بينكم وبينهم ميثاق )#
ومن السنة قصة أبي جندل وأبي بصير لما هربا من قريش وقت الهدنة ، والقصة ﻻتخفى على فضيلتكم . انتهى .المصدر : الرسائل المتبادلة بين الشيخ ابن باز والعلماء ص593-595
|